كتاب لأدب الأطفال يؤكدون دورها في تطوير حسهم الإبداعي أكد ثلاثة من كتاب أدب الطفل أن للفكاهة في كتب الأطفال تأثيرا إيجابيا على النمو العقلي والعاطفي والاجتماعي للصغار، وتنمية مهارات التغلب على المشاكل بروح التفاؤل والمرح، بالإضافة إلى تطوير مهاراتهم اللغوية والنقدية، من خلال فهم المواقف وتحليلها. وأجمع المتحدثون على أن توظيف الفكاهة في أدب الأطفال واليافعين بحاجة إلى خبرة تقود الكاتب إلى تقديم أفكار جادة بأسلوب فكاهي. وشارك في الجلسة التي تناولت، أول أمس (الخميس)، موضوع "تأثير كتب الأطفال الفكاهية... اقرأ واضحك"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ14، الكاتب مهند العاقوص من سوريا، والكاتبة خير النساء من الهند، والكاتبة نورة الخوري من الإمارات. وتحدث الكاتب مهند العاقوص حول تمييزه بين ثلاثة أنواع من الفكاهة هي: الفكاهة عبر أسلوب السرد والحوار، والفكاهة في الشخصية التي تكون محور القصة، والفكاهة في الموضوع، مشيرا إلى تفضيله، عند الكتابة للأطفال، للسرد الفلسفي للفكاهة، لأنه يبني عند الطفل الحس الإبداعي، ويساعد الأطفال والناشئين على التوازن النفسي، ويطور لديهم مهارة التفكير النقدي، مع ضرورة مراعاة مستوى اللغة والمستوى العمري عند كتابة قصص من هذا النوع. جذب الطفل للقراءة من جهتها، أشارت الكاتبة نورة الخوري إلى أن بداياتها مع الكتابة للأطفال كانت مع مرحلة الأمومة، التي قادتها إلى ابتكار قصص لإسعاد أطفالها وتحفيز خيالهم، وأنها استخدمت حس الفكاهة في بعض قصصها وسيلة لجذب الطفل للقراءة. وأكدت الخوري، في مداخلتها، أن الفكاهة قادرة على حمل رسائل ومضامين هادفة، بشرط أن يوظفها الكاتب المتخصص في أدب الطفل واليافع في مكانها المناسب، ومع الموضوعات التي تحتملها وليس مع القضايا ذات الطابع الجاد. ونصحت الكاتبة أولياء الأمور باختيار الكتب لأطفالهم، ليس بوصفها فكاهية فقط، وإنما بوصفها مفيدة وممتعة وذات مضمون حامل للقيم والأفكار الإبداعية المناسبة لأعمارهم وأفكارهم. جذور عائلية لحب الفكاهة من جانبها، تحدثت الكاتبة الهندية خير النساء عن مصادر إلهامها ورؤيتها لكتب الأطفال الفكاهية، وأرجعت سبب حبها للفكاهة إلى انتمائها إلى عائلة كبيرة يحب أفرادها الضحك والمواقف الظريفة، بالإضافة إلى أنها عندما أصبحت أستاذة جامعية كانت تلجأ لاستخدام أسلوب المرح وسيلة للتواصل مع طلابها، ثم بدأت بكتابة قصص لليافعين، بعد اكتشافها مدى تأثير الفكاهة في القصص على تشجيع الأطفال واليافعين على القراءة، مع تركيزها على جعلهم يتواصلون بشكل فكاهي مع الطبيعة والحيوانات والحشرات، لزيادة وعيهم تجاه ما يحدث من ضرر للبيئة العالمية. عبد الله نهاري (موفد الصباح إلى الشارقة)