رغم شيوع بعض الأمراض التنظيمية «الفتاكة» داخل الأصالة والمعاصرة، ومصدرها قياديون تحولوا، بين عشية وضحاها، إلى «أغنياء الانتخابات»، يواصل «التراكتور» استعداداته رغم «الحرب الباردة» بين تيارين، لعقد مؤتمر وطني خاص بتأسيس المنظمة النسائية للحزب. والمؤكد أن السباق نحو كرسي رئاسة المنظمة نفسها، سيكون ساخنا وقويا، بين تيارين، كل واحد يريد مسبقا السيطرة على القطاعات الموازية، التي يعول عليها في سياق التنافس مستقبلا، بخصوص «عريس» أو «عروسة» الأمانة العامة للحزب في المؤتمر الوطني المقبل. ويتعامل عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لـ «البام»، الذي يحارب في الخفاء من قبل «تيار مراكش»، بزعامة رئيس جهة، كان مقربا من إدريس بنهيمة والعربي بن الشيخ، بذكاء «خارق». وأبدى وهبي رغبته الجامحة في الدفع بالوزيرة غيثة مزور، صديقة زوجته، لتولي منصب رئاسة المنظمة النسائية للأصالة والمعاصرة، وهي منظمة سيتم الإعلان عن تأسيسها لأول مرة منذ نشأة هذا الحزب، الذي ساهم بشكل أو بآخر في تحريك المياه الراكدة للمشهد السياسي، الذي حاول كثيرون «قتله». ولا تنظر فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، بعين الرضا لخيار مزور، رئيسة لمنظمة القطاع النسائي، ما قد يدفعها إلى اقتراح اسم امرأة «بامية» مقربة منها، لم تستبعد مصادر «الصباح» أن تكون مديرة ديوانها، وتشغل في الوقت نفسه منصب أمينة جهوية للحزب بجهة الرباط سلا القنيطرة. وتأمل نساء «البام» أن تمر «جرة» التحضيرات لمؤتمرهن الوطني، الذي طال انتظاره، على خير، دون خسائر تنظيمية، لأن الظاهر أن وهبي، الذي ردد «أعداؤه» داخل الحزب، وفيهم من يجلس إلى جانبه في اجتماعات المكتب السياسي ويقبله قبلات «حارة»، أنه غير مرغوب فيه للاستمرار على رأس قيادة الحزب، أصبح «سمنا على عسل» مع رئيس الحكومة، ويرى عكس ذلك، ما جعله يخطط بالليل والنهار من أجل السيطرة على القطاعات الموازية للحزب، ضمنها قطاعا النساء والشباب. ويدرك وهبي أنه لم يعد محبوبا لدى بعض قادة «البام»، ضمنهم وزراء ينتظرون سقوطه، وأبرزهم وزير «المخيمات الصيفية»، الذي يتمنى من أعماق قبله، أن تقود المنصوري الحزب في المرحلة المقبلة. ومهما بلغت حدة الصراع بين «التيارين» داخل «البام»، فإن نساءه يشكلن قوة اقتراحية حقيقية من شأنها تجويد البرامج التي يقترحها الحزب، في كافة المجالات. ويأمل «باميون» غير مستفيدين من «الريع» ومن صفقات مجالس منتخبة، ومن عائدات سيارات النقل المدرسي، وغيرها من الامتيازات التي لا تعد ولا تحصى، ألا يكون ميلاد التنظيم النسائي فقط للتأثيث، وإنما أن يتحول إلى قوة اقتراحية، يعتد بآرائه التي تجود العمل الحزبي الداخلي، وترتقي بتدبير الشأن المحلي الذي تديره نساء ينتمين للحزب، ويتصدرن فيه المناصب الريادية. نعم، «البام» قادر على فعل ذلك، لأنه وضع منذ تأسيسه، قضية المرأة في صلب اهتماماته، والدليل أن بعض «البروفايلات» التي يختزنها الحزب محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، برعت وتفوقت في ميادين متنوعة. عبد الله الكوزي