الأول زور وثيقة رسمية والثاني والثالث اتهما بالرشوة والابتزاز طفت العديد من القضايا التي تورط فيها شيوخ و»مقدمين» في قضايا تتعلق بالارتشاء والتزوير والخيانة الزوجية، ووصل صداها إلى ردهات المحاكم. ووقفت «الصباح» على نموذجين منها، وتتعلق الأولى بالتزوير في وثائق رسمية. وفوجئ المتهم وهو عون سلطة برتبة «مقدم» برفع شقيقه شكاية ضده، يتهمه فيها بتزوير وثيقة للاستيلاء على حقه وحق زوجة والده في الإرث. نشأ المتهم في كنف والده، إذ لازمه طيلة حياته، ولم يبخل عليه بخدماته، وتزوج بفتاة من عائلته، واستقر بمنزل والده بعد وفاة والدته، وكان يساعده على قضاء أغراضه كلها. وبعد مرور سنتين، قرر الأب الزواج مرة أخرى، إذ لم يستطع العيش وحيدا بعد وفاة زوجته. كان هو الساهر الأمين على شؤون والده من تربية للمواشي والزراعة، وكان يتكفل برعايته والسهر على تنفيذ متطلباته. ولما أصيب بمرض، فكر في طريقة للاستيلاء على بعض من أملاكه، وعمد إلى تزوير وثيقة رسمية، ادعى فيها أن والده باع له بقعتين أرضيتين واستعان بشهود من بينهم أشخاص متوفون. وبعد وفاة والده، انتظر شقيقه بضعة أيام وطلب منه العمل على تسوية التركة ففوجئ به يشهر وثيقة تشير إلى استفادته من تفويت البقعتين، ولم يستسغ الأخ وزوجة والده الأمر وشككا في العقد المصحح. ورفعا شكاية ضده، يتهمانه فيها بالتزوير. وأسفرت الأبحاث والتحريات عن تورطه في جنحة التزوير، وأحيل على غرفة الجنايات، وأدين من أجل ذلك وحوكم بخمس سنوات سجنا نافذا. وتتعلق القضية الثانية، بتورط شيخ و»مقدم» تابعين لقيادة هشتوكة، في جنحة الارتشاء والابتزاز. وأوقفت مصالح الدرك الملكي المتهمين بعد توصلها بشكاية من قبل الضحية، ووضعتهما رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة. وانطلقت فصول هذه النازلة منذ عزم الضحية على بناء بيت يستقر فيه رفقة زوجته وطفليه، بعدما قرر الاستقلال بحياته، إذ كان يعيش مع والديه وإخوانه، لكن كثرة المشاكل دفعته إلى التفكير في تغيير الأجواء، فقرر الخروج من بيت الأسرة وبناء منزل مستقل. واتصل بعوني السلطة، «المقدم» و»الشيخ»، الموكول لهما الحرص على تتبع أمور الدوار. استقبل الضحية من قبل المتهمين وجالسهما في إحدى المقاهي وعبر لهما عن رغبته في بناء مسكن بالدوار نفسه. ورحبا بالفكرة وشجعاه على ذلك، لكنهما طلبا منه مدهما بمبلغ مالي من أجل تمكينه من ترخيص لبناء المنزل المذكور. وكان يظن في بداية النقاش أن الأمر يتعلق بمبلغ بسيط، لكنه فوجئ بهما يقترحان عليه مبلغا لم يكن في إمكانه توفيره لهما، ولما أخبرهما بأنه غير قادر على تلبية طلبهما، امتنعا عن مده بالترخيص. ولجأ «الشيخ» و»المقدم» إلى مماطلته وتسويفه، دون أن يفيا بوعدهما، ولما علم أنهما يريدان رشوة مقابل تحرير الترخيص، وبعد استنفاده لسبل التوسل والاستعطاف والانتظار، فكر في مسايرتهما في ابتزازهما له ومطالبتهما له بتقديم مبلغ مالي قدر في ألفي درهم. وعمل على تسجيل مكالمات «الشيخ» و»المقدم» واتفق معهما على موعد ومكان التسليم، وأخبر النيابة العامة بذلك، وهو ما دفعها إلى تسجيل ونسخ الأرقام التسلسلية للأوراق المالية. واتصل بهما واتفق معهما على اللقاء بمخرج الطريق السيار قرب اثنين هشتوكة، من أجل مدهما بالمبلغ المالي المتفق عليه. والتحق بالمكان المعلوم، وظهر «الشيخ» وحيدا وبمجرد تسلمه المبلغ المتفق عليه سلفا، تدخلت مصالح الدرك الملكي وعملت على اعتقاله وتصفيده واستدعاء مشاركه في عملية الابتزاز عبر هاتفه المحمول. أحمد ذو الرشاد (الجديدة) PAGE \* MERGEFORMAT 1