كتاب باللغة الفرنسية يرصد القطيعة بين المفهومين بالمغرب صدر حديثا للباحث المغربي يحيى اليحياوي، كتاب جديد باللغة الفرنسية تحت عنوان "الرقمنة والتنمية في المغرب: القطيعة الكبرى" عن منشورات "لارماتان" بباريس. ويتناول اليحياوي في هذا الكتاب ما أسماه "العلاقة المتوترة" بين الرقمنة والتنمية في المغرب، منذ الاستراتيجية الرقمية الأولى لبداية العام 2005 وإلى حدود الفترة الراهنة. يقول اليحياوي في كلمة آخر الغلاف: "منذ بداية هذا القرن، عمد المغرب إلى اعتماد العديد من الإستراتيجيات الرقمية، بغاية جعل الرقمنة أداة تطور اقتصادي واجتماعي، ووسيلة تحول مجتمعي. بيد أنه بعد عقدين من الزمن، وباستثناء بعض الإنجازات الكمية هنا وهناك، فإن الحصيلة كانت ضعيفة وغير ذات قيمة يعتد بها". ويضيف المؤلف "إن الرهان على هذه الإستراتيجيات مجتمعة لم يدرك، ليس فقط بسبب غياب الرؤية المؤطرة لها، ولا نتيجة تقصير مستويات التنسيق على مستوى المركز والجهات، بل أيضا بسبب غياب مستويات تقييم وحكامة جادة، يكون من شأنها الوقوف عند مكامن الخلل في السابق، قبل مباشرة اللاحق". بقراءة عابرة للإستراتيجيات والمخططات المتمحورة حول الرقمي بالمغرب، يتابع اليحياوي، فالملاحظ أنها كانت في معظمها إستراتيجيات ومخططات طموحة في تصوراتها ومحددة في ما يخص النتائج المتوخاة منها، من زاوية شموليتها ومن زاوية إيلائها الأولوية لقطاعات بعينها. الميزانيات الضخمة التي رصدت لها والمشاريع المختلفة التي راهنت على تغطيتها تبرهن على ذلك. بيد أن معظم هذه الإستراتيجيات لم تخضع لرؤية ناظمة، ولكأن توفير المال والأعتدة المعلوماتية والبرامج كاف لوحده لإدماج المغرب في ما يسمى "مجتمع المعرفة". غياب الرؤية يبدو واضحا من الهوة الواسعة بين التوقعات وبين الإنجازات على الأرض، بدليل أن التحول الرقمي لم يدرك، لا بل إن أبسط مقوماته لم تنجز من قبيل ربط المؤسسات في ما بينها، أو تبسيط المساطر الإدارية أو تخفيف الضغط على المواطن للحصول على المعلومات، أو على الخدمات الأساسية التي يحتاجها. ع. م