نهــــايـــات درامـــيــــة

شباب قتلوا آباءهم أو أمهاتهم أو هما معا وطفل أجهز على أمه بسبب "فري فاير" تتعدد وتتنوع جرائم الأصول المرتكبة من قبل أبناء منهم من يعاني خللا عقليا ومن يكون تحت تأثير المؤثرات العقلية، في لحظات وظروف لا يتحكمون خلالها في أعصابهم في نزاعات تافهة أحيانا لا يقدرون فيها عواقب اندفاعهم وسلوكهم وأفعالهم، التي لا تقتصر على العنف اللفظي والجسدي، بل تصل في أحايين كثيرة إلى القتل. العنف ضد الأصول أصبح شبه مألوف بأحياء شعبية موغلة في هامشيتها. ونادرا ما تخلو جلسات المحاكم من ملفات جنحية أو جنائية لشباب عاق من الجنسين يؤذون أمهاتهم وآباءهم ويجرؤون على سبهم وتعنيفهم. ومنهم من يتسبب لهم في عاهات أو يقتلونهم بوسائل مختلفة بعدما لم تعد شرايين قلوبهم تضخ دماء البر والرحمة. حالات كثيرة لأبناء قتلوا آباءهم أو أمهاتهم أو هما معا، ومنهم من نكل بجثثهم وقطع أطرافهم ودفنها أو أحرقها في ظروف متباينة تأتي إما بعد توتر العلاقة بين الطرفين وارتفاع منسوب الحقد، أو بسبب اضطرابات نفسية وفي لحظات تلتهب فيها أعصاب لا يتحكم فيها لأسباب تافهة لا يتعامل معها من الطرفين بالرزانة والتعقل اللازمين. تلميذة ببولمان طعنت قلب والدها في ليلة عاتبها فيها على انشغالها المستمر بالهاتف وعدم مساعدة والدتها في المطبخ. لم تستسغ نصيحته وأغضبها عتابه، فغرزت سكينا يسار صدره. جرحه قاتل، وصدمة الأسرة لم تنته. فقدت معيلها وطفلة تنتظرها ثماني سنوات أدينت بها وستقضيها في السجن عقابا لها على قتل أبيها. وبإضافة سنتين لهذه العقوبة، أدينت ثلاثينية مدمنة على استهلاك المخدرات قتلت والدها بأداة حادة، بعدما لم تتمالك أعصابها الفائرة في لحظة غضب أذهبت تعقلها ورزانتها، وهي الراعية له سنينا طويلة بعد مرضه المزمن. تأخرها في العودة لمنزلهما بفاس، أغضبه فسبها بكلمات جرحت كرامتها لتلطخ يديها بدم أب أحبته بجنون ورعته دون انتظار الأجر. النساء نادرا ما يتورطن في جرائم قتل الأصول، عكس الذكور الأكثر عقوقا وإيذاء وقتلا للوالدين في حالات كثيرة تشهد جنايات فاس على تفاصيلها المقززة والمؤلمة. ومنها ملف عشريني هشم رأس أبيه الغاضب من إدمانه ومطالبته المستمرة بالمال لشراء المخدرات، وأدين ب30 سنة سجنا نافذا يقضيها بسجن رأس الماء ناحية فاس. العجز عن توفير مصاريف الإدمان على المخدرات، سبب في نزاعات مميتة في حق الأصول، كما حالة خياط قتلهما معا في ليلة أعقبت عودته من طنجة، إذ هشم رأس والده بأداة حادة وذبح أمه وتحصن بغرفة مهددا من يقترب منه، قبل السيطرة عليه واعتقاله ومحاكمته والحكم بانعدام مسؤوليته الجنائية وإيداعه بمستشفى الأمراض العقلية. الإيداع بهذا المستشفى قرار اتخذته غرفة الجنايات في ملف آخر يخص فلاحا من بولمان قتل والده، لم يتجاوب أثناء مناقشة ملفه مع هيأة الحكم، لم يتذكر شيئا ولا حتى أن له أبا، والخبرة الطبية أثبتت أنه لم يكن وقت ارتكاب الجريمة مسؤولا عن أفعاله، كما قاتل والديه بحي البورنيات وقاتل أمه بدرب بوحاج بالشرابليين. وشكل قتل الأمهات من قبل فروعهن نسبة هامة من ملفات جرائم الأصول المعروضة أمام استئنافية فاس، أحدها توبع فيه عشريني هشم رأس أمه بمطرقة بمنزلها بفاس الجديد لرفضها تمكينه من مال يشتري به كمية من المخدرات، في حالة أشبه بحالة بائع جائل قتل أمه. لكن سبب هذه الجريمة مختلف يتعلق بالإرث، إذ لم يستسغ تأجيل اقتسام إرث والده، فانتقم من أمه بطريقة بشعة، أشبه بجريمة قتل فلاح أب لستة أبناء، لأمه المسنة بسبب الإرث في دوار الكرادسة بسيدي العابد بتاونات، أثناء انهماكها في بناء فرن تقليدي. قتلها وجلس قربها يبكي، والمحكمة كانت رحيمة به بعدما أعفته من العقوبة. ومن أطرف جرائم قتل الأصول، حالة حدث لا يتجاوز عمره 15 سنة، من مدينة صفرو دفع في لحظة غضب، والدته الرافضة لتمكينه من 5 دراهم لتعبئة هاتفه ولعب لعبة "فري فاير" المدمن عليها، لتسقط على ظهرها ويرتطم رأسها بالأرض وتموت نتيجة نزيف داخلي، دون أن تنفع تبريراته لوفاتها، في إبعاد تهمة قتلها عنه. حميد الأبيض(فاس)

نهــــايـــات درامـــيــــة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

خطر المخدرات

مقالات ذات صلة