fbpx
وطنية

تلاعب‭ ‬جماعات‭ ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬الغازوال

أنهت‭ ‬مديرية‭ ‬مالية‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬افتحاصا‭ ‬لوثائق‭ ‬صفقات‭ ‬تزويد‭ ‬مرائب‭ ‬جماعية‭ ‬بالزيوت‭ ‬وقطع‭ ‬الغيار‭ ‬وإطارات‭ ‬العجلات،‭ ‬وخلص‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خروقات‭ ‬بالجملة،‭ ‬سواء‭ ‬مساطر‭ ‬سندات‭ ‬الطلب‭ ‬التي‭ ‬تحتكرها‭ ‬شركات‭ ‬بعينها،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬للشفافية‭ ‬والمنافسة‭ ‬الشريفة،‭ ‬وكذا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستعمالها،‭ ‬إذ‭ ‬تضمنت‭ ‬سجلات‭ “‬بونات‭” ‬الغازوال‭ ‬أرقاما‭ ‬مبالغا‭ ‬فيها‭.‬

وسجل‭ ‬تقرير‭ ‬للمديرية‭ ‬المذكورة‭ ‬أن‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬الجماعية‭ ‬استعملت‭ ‬ذريعة‭ ‬لتمرير‭ ‬صفقات‭ ‬ضخمة،‭ ‬ضاربة‭ ‬المثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بتخصيص‭ ‬جماعة‭ ‬قروية‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬درعة‭ ‬تافيلالت‭ ‬غلافا‭ ‬ماليا‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬مليونا‭ ‬لسيارة‭ ‬إسعاف‭ ‬ظلت‭ ‬أغلب‭ ‬أشهر‭ ‬السنة‭ ‬معطلة‭. ‬

وخلص‭ ‬تقرير‭ ‬مديرية‭ ‬مالية‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سجلات‭ ‬الغازوال‭ ‬كشفت‭ ‬استعمالا‭ ‬مكثفا‭ ‬لسندات‭ ‬طلب‭ ‬غير‭ ‬مبررة،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رؤساء‭ ‬جماعات‭ ‬سابقين‭ ‬وحاليين،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعرضهم‭ ‬للعزل‭ ‬بعد‭ ‬إحالة‭ ‬ملفات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬تتضمن‭ ‬أفعالا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬ضمن‭ ‬خانة‭ ‬الجرائم‭ ‬المالية‭.‬

ورصدت‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ “‬الصباح‭” ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬منها،‭ ‬حصول‭ ‬منتخبين‭ ‬على‭ ‬تعويض‭ ‬كامل‭ ‬لثمن‭ ‬المحروقات‭ ‬التي‭ ‬يستهلكونها‭ ‬في‭ ‬تنقلاتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬باستعمال‭ ‬سيارات‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ “‬بونات‭” ‬محروقات‭ ‬يتم‭ ‬صرفها‭ ‬من‭ ‬الميزانية،‭ ‬واتساع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الرؤساء‭ ‬والنواب‭ ‬يزودون‭ ‬خزانات‭ ‬سياراتهم‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬باستعمال‭ ‬أوراق‭ ‬موقعة‭ ‬بتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬يفترض‭ ‬ألا‭ ‬تزود‭ ‬بـ‭”‬البونات‭” ‬إلا‭ ‬سيارات‭ ‬الترقيم‭ ‬الجماعي‭ ‬أو‭ “‬م‭ ‬حمراء‭”.‬

وتتبعت‭ ‬المديرية‭ ‬مسار‭ ‬تمرير‭ ‬صفقات‭ ‬تنجز‭ ‬مع‭ ‬محطات‭ ‬بنزين‭ ‬ومحلات‭ ‬ميكانيك‭ ‬وإصلاح‭ ‬الهياكل،‭ ‬يقوم‭ ‬أصحابها‭ ‬بتعويض‭ ‬منتخبين‭ ‬نقدا‭ ‬مقابل‭ “‬بونات‭”‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقتطعوا‭ ‬من‭ ‬المبالغ‭ ‬عمولة‭ ‬نسبتها‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فوضى‭ ‬تدبير‭ ‬مرائب‭ ‬جماعية،‭ ‬إذ‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬ببعض‭ ‬الرؤساء‭ ‬حد‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬سيارات‭ ‬جماعاتهم‭ ‬لأعضاء‭ ‬نافذين‭ ‬في‭ ‬مكاتبهم‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬الانقلاب‭ ‬عليهم‭. 

وتهربت‭ ‬الجماعات‭ ‬المذكورة‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬أنظمة‭ ‬مراقبة‭ ‬داخلية‭ ‬لاستعمال‭ ‬وتدبير‭ ‬واستغلال‭ ‬المرائب،‭ ‬ما‭ ‬سهل‭ ‬على‭ ‬منتخبيها‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مراقبة‭ ‬خارجية،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬مسار‭ “‬بونات‭” ‬الغازوال،‭ ‬خرقا‭ ‬لمقتضيات‭ ‬المادة‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬1051‭.‬97‭.‬2‭ ‬الصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬2‭ ‬فبراير‭ ‬1998،‭ ‬المتعلق‭ ‬بحظيرة‭ ‬عربات‭ ‬الإدارات‭ ‬العمومية‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭.‬

وتضاعفت‭ ‬مصاريف‭ ‬المحروقات‭ ‬والصيانة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أنشطة‭ ‬تبررها،‭ ‬إذ‭ ‬تجاوز‭ ‬المبلغ‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬قروية‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬القضاة‭ ‬في‭ ‬حظيرتها‭ ‬إلا‭ ‬تسع‭ ‬سيارات‭ ‬وتسع‭ ‬دراجات‭ ‬نارية،‭ ‬118‭ ‬مليون‭ ‬سنتيم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تسجيل‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬للبطاقات‭ ‬التقنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسيارات،‭ ‬يصعب‭ ‬مأمورية‭ ‬تتبع‭ ‬عمليات‭ ‬التزود‭ ‬بالبنزين‭ ‬والإصلاح‭ ‬والصيانة،‭ ‬وكذا‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬والإصلاحات‭ ‬الكبرى‭.‬

ي‭. ‬ق


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى