وزراء يرفعون تحدي فرض الذات

حرب تغيير المسؤولين الحكوميين من قبل "لوبيات" بمبررات ضعف الكفاءة والخبرة لا تخلو أي حكومة من وزراء شباب، يخوضون المعارك لإثبات ذاتهم مقارنة مع "الشيوخ"، الذين لديهم التجربة في تدبير الشأن العام، بحكم أن كل قطاع تجده فيه جيوب مقاومة التغيير، يشتغلون لتحقيق هدف الإعفاء، رفقة آخرين يحرضون على تغيير حكومي، واستبدال وزير بآخر لأسباب مختلفة. ويعد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، أصغر وزير في حكومة عزيز أخنوش، وظهر أنه أكثر حركية رفقة آخرين والأكثر اشتغالا، وإثارة للجدل، يليه يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، والشغل والكفاءات، ومصطفى بايتاس، الوزير المنتدب في العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وفاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، وعمدة مراكش، وغيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة. ويحاول كل وزير الاشتغال بإيقاع مختلف عمن سبقه لأجل الظهور بمظهر المشرف في الفريق الحكومي، عبر اتخاذ قرارات جريئة، والدفاع عنها والترافع حولها. وظهر لافتا بعض الوزراء، من الذين يعتقدون أن الاشتغال بصمت ودون تواصل أهم، فيما واقع الحال، يفرض تفسير القرارات المتخذة للرأي العام، وتحديد المواقف، إذ قد يستغل البعض هذه الطريقة في الاختفاء، لتأكيد فشل وزراء ووزيرات، مقارنة بآخرين يحسنون التواصل أكثر ويصنعون الحدث ويدخلون في جدال دفاعا عن مشروعية القرارات المتخذة، فجرأة الوزير في فضح ما يجري ومواجهة جماعات الضغط، ومقاومي التغيير، بشخصية قوية، يؤكد أنه أهل للوزارة، أما الذي يختفي ولا يظهر إلا بضعة أيام، فيعني أنه لا يحسن التدبير، وأن عمله بدون قيمة حتى وإن قدم حلولا لمشاكل قائمة، لم يستطع أسلافه، انجازه رغم توفر كافة الإمكانيات. وباستثناء بايتاس الذي يسهر على تدبير الندوة الصحافية الأسبوعية ويتواصل مع المواطنين عبر منصة الصحافيين، وبنسعيد والمنصوري، الأكثر جرأة في البرلمان، تختفي غيثة مزور، وليلى بنعلي خلف العمل التقني المحض، ولا يكاد يسمع صوتهما إلا في حالات نادرة جدا، وبالطبع رفقة وزراء مسنين، أو محسوبين على صنف الكهولة، فهذا يتطلب تغييرا في طريقة الاشتغال للدفاع عن البرنامج الحكومي ومواجهة المعارضة بجرأة. والوزير الذي لا يقدر على المواجهة كيفما كان عمره، عبر استعمال الجرأة في تطبيق البرامج الحكومية، فهو وزير فاشل وحتى إن اجتهد فقد يظهر عمله باهتا، وما تحتاج إليه الحكومة ليس الاجتهاد فقط في إحداث التغيير، بل الدفاع عن القرارات المتخذة، خاصة المصيرية منها، وأي تراجع ينذر بنهاية الوزير والحكومة. وخضوع الحكومة لضغط لأجل إجراء تعديل حكومي شكلي، لإرضاء طرف ضد آخر، أو تغيير وزير بآخر لأن البعض لا تعجبه جرأة وزير، فهذا هو بداية نهاية الحكومة ككل، لأنه لا نحدث تعديلا حكوميا لأجل الآخرين، بل نحدثه لغاية محددة وواضحة/ هي تسريع وتيرة تنزيل البرنامج الحكومي. أحمد الأرقام

وزراء يرفعون تحدي فرض الذات

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقالات في "قصارة" راقية بالرباط

مغاربة ضحايا تذاكر المونديال

مقالات ذات صلة