مرتزقة “فاغنر” في تندوف
الاستخبارات الأمريكية ترصد مقاتلين روسا على منافذ الصحراء
شرعت الخارجية الأمريكية في وضع خطة لصد اختراق روسي للصحراء الكبرى وتحذير دول المنطقة من تحركات لمرتزقة “فاغنر» رصدتها (سي. إي. آ)، وخاصة موريتانيا التي تلقت عرضا من واشنطن بتقديم مساعدات أمنية ولوجستيكية لحماية الجارة الجنوبية من اختراق وشيك.
وكشفت تسريبات من لقاء جمع «سيسة بنت بيده”، سفيرة موريتانيا بواشطن ومسؤولين أمريكيين تحذيرات من مخطط روسي لاختراق موريتانيا تحت غطاء شركة “فاغنر»، التي تمكنت من نشر مسلحيها في مالي (3آلاف) وليبيا (7آلاف) والجزائر (ألف).
ونصحت الولايات المتحدة الأمريكية موريتانيا بنهج سياسة تقارب مع المملكة المغربية، وتبني موقف إيجابي يساعد على إنهاء نزاع الصحراء في إطار الحكم الذاتي، الذي اقترحه الجانب المغرب، إذ أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للسفيرة الموريتانية أن الوقت قد حان لتكون لنواكشط مقاربة أكثر شجاعة، وترمي إلى إيجاد تسوية للخلاف .
ومنحت الجزائر الضوء الأخضر لمرتزقة “فاغنر» للدخول إلى الصحراء الكبرى قادمين من ليبيا، قصد تقديم خدمات سرية لبوليساريو، تحت غطاء شراكة عسكرية بين الجزائر وموسكو لدعم الاستقرار في مالي.
وكشفت تقارير إعلامية أن لقاء سريا بين سفير الجزائر في موسكو وميخائيل بوجدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، تدارس إمكانية استغلال عناصر المليشيات الروسية مركزين للقيادة في ولايتي جانيت وتندوف.
وعبرت فرنسا عن قلقها من أن يقوض وصول مرتزقة روس عملياتها المستمرة منذ عشر سنوات لمكافحة الإرهاب والتصدي لمقاتلين لهم صلة بتنظيمي القاعدة و»داعش» في منطقة الساحل الإفريقي، في الوقت الذي تسعى فيه لتقليص عملية “برخان”، التي يشارك فيها خمسة آلاف جندي بهدف إعادة تشكيل القوة حتى تضم المزيد من الشركاء الأوربيين.
وتراهن روسيا على الشركات الأمنية لتحقيق أهدافها، إذ تنتشر عناصر شركة «فاغنر» في أكثر من بلد إفريقي، وهي تنشط تحت عدة مسميات، سواء في صورة شركات للتنقيب عن الذهب والألماس أو شركات للتدريب العسكري، أو منظمات متخصصة في الحرب السيبرانية.
وتشير تقارير مختلفة إلى أن مرتزقة «فاغنر» يتمركزون حاليا في إحدى عشر دول إفريقية، هي : مالي والجزائر والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا وزيمبابوي وأنغولا ومدغشقر وغينيا وغينيا بيساو وموزمبيق، مسجلا أن هذه الميليشيات أصبحت تلعب دورا رائدا في جمهورية إفريقيا الوسطى، خاصة في ما يتعلق بتدريب الحرس الرئاسي والجيش، وتأمين السلامة الشخصية للرئيس فوستين أرشانج تواديرا، ضد تهديدات المجموعات المتمردة، التي تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد.
كما تتكلف “فاغنر» بحماية مناجم الذهب والألماس في جمهورية إفريقيا الوسطى وتحصل على نسبة من العائدات، وتقع معظم هذه المناجم بشمال شرقي البلاد، منها مناجم قرب مدينة بامباري في مناطق نفوذ تحالف متمردي “سيليكا».
ياسين قُطيب