حرب الأسعار تحتدم بين المساحات التجارية الكبرى

إقبال ملحوظ على الأروقة المخصصة لأجهزة التلفزيون والتجهيزات الإلكترومنزلية حرب الأسعار مشتعلة، خلال هذه الأيام، بين المساحات التجارية الكبرى، ملصقات إشهارية في أهم الشوارع ومطويات توزع في الشارع وتوضع تحت أبواب المنازل وفي مداخل العمارات تتضمن مختلف العروض التي تقدمها هذه المساحات وتركز كلها على الأسعار، التي تعتبر أهم عنصر لجلب الزبناء. "أيام الهمزة" عند مرجان، وتكسير الأسعار عند أسيما، تخفيضات هامة في "كارفور" و"بيم" ، كلها صيغ اختارت هذه المساحات التجارية الكبرى الترويج لها من أجل تحفيز المستهلكين على زيارتها. وتسجل هذه الفضاءات التجارية إقبالا ملحوظا، تعكسه الطوابير التي تصطف أمام ممرات الأداء، خاصة، خلال نهاية الأسبوع. يلاحظ من خلال زيارة هذه المساحات التجارية أن الأروقة التي تضم أجهزة التلفزيون الأكثر جذبا لاهتمام الزبناء، الذين يبحثون عن الفوز بأهم العروض.وتعرف الأروقة المخصصة للتجهيزات الإلكترو منزلية إقبالا من طرف الوافدين على المساحات التجارية الكبرى خلال هذه الأيام. وتشهد الأروقة المخصصة لأجهزة التلفزيون ازدحاما كبيرا يومي السبت والأحد، وذلك بفعل التخفيضات التي تخصصها أغلب المساحات التجارية بشراكة مع الشركات المصنعة، ما يشجع الأسر على تغيير تجهيزاتها القديمة بأخرى جديدة تشتمل على تكنولوجيا متطورة، أو اقتناء أجهزة جديدة لم تكن متوفرة لديها من قبل. وتعد أجهزة التلفزيون من بين منتوجات القطاع التي تعمل الأسر على تجديدها كلما ظهر جيل جديد منها كما هو الحال بالنسبة إلى أجهزة التلفزيون من نوع (LCD) و(LED)، وذلك لخصائصها التكنولوجية مثل جودة الصوت والصورة التي تتوفر عليها هذه الأجهزة الجديدة، سيما بعد الانخفاض الذي سجلته أسعارها، إذ مكن هذا التطور عددا من الأسر من الولوج إلى هذه العينة من المنتوجات التي كانت محصورة في السابق على فئة محدودة.وتعمل المساحات التجارية الكبرى على تقديم عروض متنوعة تستجيب لكل الإمكانيات، كما أنها أحدثت ما يشبه الشباك الوحيد، إذ يوجد داخل هذه المساحات ممثلون عن شركات التمويل، التي تعرض صيغا تمويلية للراغبين في اقتناء هذه المنتوجات. وأوضح مسؤول عن مقر شركة تمويل موجود بإحدى المساحات التجارية، أن ملفات طلب القروض تدرس في ظرف وجيز، وإذا كانت الشروط متوفرة، فإن المصادقة على القرض لا تتطلب أكثر من ساعة، ويمكن للزبون أن يقتني ما يرغب فيه في حينها. وساهمت المساحات التجارية الكبرى في إنعاش مبيعات قطاع التجهيزات المنزلية، التي سجلت خلال السنوات الأخيرة، نسبة نمو تتراوح ما بين ما بين 10 و 14 في المائة.وأكد مسؤول بإحدى المساحات التجارية الكبرى أن النسبة الكبرى من مقتنيات التجهيزات المنزلية المسوقة تمول عن طريق القروض، ما دفع هذه المساحات إلى السماح بفتح مكاتب لشركات التمويل من أجل تسهيل الولوج إلى مصادر التمويل بالنسبة إلى الراغبين في اقتناء هذه المنتوجات. كما تعمل هذه المساحات بشراكة مع الشركات المصنعة على تخصيص عروض تحفيزية تهم أغلب فترات السنة. ولم يعد تسويق منتوجات التجهيزات الإلكترونية، من خلال السياسات المعتمدة من طرف المساحات التجارية الكبرى، مرتبطا بمواسم معينة، بل أصبح الإقبال على هذه المنتوجات طيلة السنة.بالموازاة مع ذلك، أدخلت هذه المساحات تقنيات تسويق جديدة سجلت نجاحا، خلال السنوات الأخيرة، ويتعلق الأمر بالمنتوج الاقتصادي، إذ حولت بعض المساحات الأروقة التي كانت مخصصة لتسويق الخمور إلى زوايا مختصة في بيع هذا النوع من المنتوجات. وأوضح مصدر مسؤول بإحدى المساحات التجارية الكبرى أن أسعار هذه المنتوجات تكون أقل من شبيهتها من الماركات المعروفة بنسب تتراوح بين 15 و20 في المائة، ما يجعل الوافدين على هذه المساحات يقبلون عليها، وأكد أنها تستجيب لشروط السلامة الصحية، وأن الفرق في السعر يرجع بالدرجة الأولى إلى أن هذه المنتوجات تكون معفاة من بعض التكاليف المرتبطة بالتغليف وحقوق التعاون التجاري، التي يؤديها الممونون للمساحات الكبرى، ما يجعل أسعارها منخفضة نسبيا. وخصصت إحدى المساحات التجارية أروقتها التي كانت مخصصة للخمور لعرض هذا النوع من المنتوجات، بعد أن قررت عدم تسويق المشروبات الكحولية.وإذا كان مبدأ "المنتوج الاقتصادي" ما يزال في بدايته بالمغرب، فإن في بعض البلدان الأوربية مثل ألمانيا وفرنسا، تحقق المساحات التجارية الكبرى ما بين 20 و30 في المائة من رقم معاملاته من هذه المنتوجات ذات التكلفة المنخفضة، لكن تعرف المنتوجات الاقتصادية انتشارا مضطردا بالمغرب، فهناك عشرات المقاولات الصغرى والمتوسطة التي تربطها اتفاقيات تجارية مع المساحات التجارية الكبرى، إذ تلتزم الأخيرة بكميات معينة من المنتوجات على أن يكون السعر منخفضا بنسب تتراوح بين 10 و 20 في المائة، مقارنة مع المنتوجات المماثلة التي تحمل علامة تجارية معينة. المنتوجات الاقتصادية وسعت قاعدة الزبناء تجدر الإشارة إلى أن فكرة ترويج هذا النوع من المنتوجات انطلق في البلدان المتطورة، التي كان لها السبق في إخراج هذه الفكرة إلى الوجود. فهناك ما يسمى بماركات الموزع، إذ أن هذه المواد لا تحمل أي علامة للمصنع، وتسوق تحت علامة الشركة الموزعة، التي تحدد لها خصائصها، ولا تسوق هذه المنتوجات سوى من طرف الموزع الذي يبيعها بالتقسيط، إضافة إلى ذلك هناك المنتوجات غير القابل سعرها للخصم ( Hard discount)، وتتميز هذه المنتوجات بأن سعرها يكون أقل من متوسط سعر السوق.ويدخل ما يصطلح عليه في المغرب بالمنتوج الاقتصادي في خانة هذا الصنف الأخير، ويتعلق الأمر بمنتوجات ذات تكلفة منخفضة، إذ يطلب الموزع، أي المساحات التجارية الكبرى، من بعض ممونيه تزويده بمنتوجات منخفضة التكلفة، بالمقابل يعفى الممون من أداء حقوق التعاون التجاري، التي يؤديها الممونون، عادة، للمساحات التجارية الكبيرة من أجل تصنيف منتوجاتهم في أروقة هاته المساحات. وعلى خلاف ماركات الموزع، التي تحمل علامته التجارية، فإن المنتوج الاقتصادي لا يحمل العلامة التجارية للموزع، إذ يقتصر دوره على إلصاق يافطة على المنتوج يكتب عليها "منتوج اقتصادي" ولا يحمل أي علامة تشير إلى مصدره. وتعتبر هذه المنتوجات والصيغ التسويقية من العوامل التي وسعت قاعدة زبناء المساحات التجارية الكبرى، التي كانت تقتصر على فئات اجتماعية بعينها.

حرب الأسعار تحتدم بين المساحات التجارية الكبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لمستخدم خان الأمانة

ديبيكا بادكون نجمة ماي على "إم بي سي بوليوود"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات