مفاوضات ومعارك دولية لنيل الحرية

الحركة الوطنية رفعت من سقف مطالبها من إصلاحات بسيطة إلى قرارات سياسية مصيرية راهنت الحركة الوطنية على النضال السياسي لنيل الاستقلال، في البداية كان هناك قبول على مضض بالحماية، والاقتصار على المطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية، قبل أن يرتفع سقف المطالب إلى حد المطالبة بالاستقلال، بسبب تغييرات عمت الساحة الدولية حينها. بالنسبة للجيلالي العدناني، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، فإن الحركة الوطنية بدأت في البداية حركة ثقافية، اعتمادا على جمعيات تركزت أساسا بفاس ومدن أخرى في ما بعد كالرباط وسلا، وتمخضت عنها أول الأحزاب التي كانت تسمى الطوائف أو الرابطة، بحكم أن مؤسسيها من أبناء أسر دينية وعالمة عريقة، من قبيل علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني. هذه الألولوية الأولى، يؤكد العدناني، هي التي شكلت الحركة الوطنية وتمركزت ظاهرة سياسية بالمدن المغربية قبل أن تمتد إلى البوادي بوتيرة بطيئة جدا، وبسبب ظروف دولية خصوصا العالمية الثانية، بدأت الحركة وطنية تعي معنى الاستقلال والتحرر بعد أن كانت تسعى إلى تحقيق برنامج من الإصلاحات، وهو ما طالبت به منذ 1933 في خضم الاحتجاجات على ما يسمى الظهير البربري، بعد ذلك عبر تقديم مطالب للقيام بإصلاحات سياسية وعدم التمييز بين المغاربة والأجانب. لكن ظروف الحرب العالمية الثانية، ستغير كثيرا من موازين القوى، يشدد أستاذ التاريخ، حيث سيكتشف المغاربة أن المحتل الفرنسي بدوره صار محتلا من قبل ألمانيا النازية، وبعد أن ساهم المغاربة بشكل كبير في تحرير هذا البلد، أصبحوا، خاصة بعد الإنزال الأمريكي بالمغرب ومؤتمر أنفا في 1943، حيث ستؤكد الولايات المتحدة الأمريكية، دعمها لتقرير المصير للشعب المغربي واستقلاله، وهنا ستبدأ عملية المفاوضات والدفاع عبر مؤسسات دولية، خاصة بجنيف والأمم المتحدة في ما بعد، وهنا تأتي الأدوار التي ستقوم بها الحركة الوطنية خصوصا بالشمال، من قبل شخصيات أسرة بنونة وعبد اللطيف صبيحي ومكوار والمنجرة، وشخصيات أخرى أصبحت تدافع عن القضية الوطنية في المحافل الدولية، أي ما بين جنيف ونيويورك. وستدخل الحركة الوطنية، منعرجا جديدا بعد نفي السلطان محمد الخامس في 20 غشت 1953 وتنصيب محمد بنعرفة بديلا له، وهو ما رفضته الحركة الوطنية، لأن السلطان الجديد كان دمية في أيدي الاستعمار بمساندة من التيار التقليدي، الذي كان يضم الباشا التهامي الكلاوي والمقري والكتاني. وهنا سيبدأ العمل المسلح، يضيف العدناني، والذي سيتزامن مع انطلاق الثورة الجزائرية، لتدخل الحركة الوطنية في مفاوضات ومحادثات مع السلطات الاستعمارية، التي ستجري اتصالات مع السلطان محمد الخامس بمنفاه بمدغشقر، سيسفر عنها عقد مفاوضات «إكس ليبان» في 1955، ليستغل زعماء من حزب الاستقلال، هذه المفاوضات للمطالبة بالاستقلال. مصطفى لطفي

مفاوضات ومعارك دولية لنيل الحرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زوجـة تخـدر زوجـها لخيانتـه

"السبيطارات"... غرف الموت

مقالات ذات صلة