حكاية مسير “غدراتو الوقت”

فقد ماله وثروته ومكانته المرموقة وتحول إلى شخص انطوائي يجوب شوارع القنيطرة وحيدا يعاني كثيرون جرحا وألما في الأعماق يكاد يقتلهم، سواء بسبب غدر الأقارب والأحباب، أو الزمان، الذي حولهم من أشخاص ذوي نفوذ وجاه، إلى وحيدين ضعفاء، بعدما هجرهم الأبناء والأصدقاء، وباتوا يشعرون بالغدر وخيانة الزمان. لا يمكن وصف قساوة الألم الكبير، الذي ينتج عنه غدر الزمان وهجران الأقارب، وقصر ذات اليد، وقد يصيب الأشخاص المعنيين بالاكتئاب، أو الانتحار في أحايين كثيرة. قصة بنعيسى عكروشي، رجل الأعمال الناجح، ورئيس النادي القنيطري في بداية الألفية الحالية، والذي كان مجرد حضوره مباريات الفريق كافية لتجمهر المعجبين حوله، لما يملكه من جاه وشخصية قوية، ومكانة مرموقة في التسيير الرياضي، تستحق أن تروى. لم يتوقع عكروشي أن غدر الزمان سيقضي على ماله، وينهي تطلعاته في تراكم ثروته، كما سيضع حدا لمكانته بين أعيان القنيطرة ومشجعي الفريق القنيطري، وهو الذي صال وجال في مختلف ملاعب المغرب. حال بنعيسي عكروشي ليست كما السابق، فهو يعاني الفقر المدقع، بعدما كان ضمن أغنياء المدينة، وصار حديث السكان وتنمرهم، بعد فقدان ثروته بالكامل، كما فقد ابتسامته وهيبته، ولم يتبق سوى بعض مساعدات أشخاص بعينهم، لا تسد حاجاته. يعيش عكروشي على إعانات يقدمها له بعض أصدقائه، خصوصا أولئك الذين يعرفون مساره وحكايته، حين كان رجل أعمال ناجحا، كما كان مسيرا عاشقا للنادي القنيطري والكرة الوطنية، قبل أن تنقلب حياته رأسا على عقب، بفعل غدر الزمان. يحكي أحد معارف عكروشي قصته بكثير من الألم والتأثر، فالرجل كان ثريا، وذا جاه ومال، ويسهر على تكوين بنتيه، تماما كما كان يحتضن "الكاك" مثل أسرته الصغيرة، قبل أن تبدأ مأساته بتراجع أعماله المهنية، حتى أفلس، ثم تحول إلى جسد بدون روح. هكذا تحول رئيس "الكاك" الأسبق إلى شخص انطوائي يجوب شوارع القنيطرة وحيدا، ولا يتحدث إلى أحد، إلا نادرا، كما لا يطلب صدقة من أحد، اللهم إذا جادت بها يد محسن مقرب، ثم يحرك رأسه علامة للشكر والثناء، لينصرف إلى حال سبيله، وتجاعيد وجهه تظهر حجم معاناته وفقره. عيسى الكامحي

حكاية مسير “غدراتو الوقت”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقلبـات الزمـن فـي الأدب الإنسانـي

"كان راس ولارجلين"

مقالات ذات صلة