السينما تزين مراكش

استمرار الأجواء الاحتفالية بالفن السابع في مدينة "سبعة رجال" عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إلى جمهوره وعشاق السينما، رغم كل المشاكل التي اعترضت تنظيمه والتي مازالت تؤثر عليه. وتتواصل فعاليات المهرجان، اليوم (الأربعاء)، بعرض مجموعة من الأفلام سواء في المسابقة الرسمية أو خارجها. ومن بين أهم فقرات اليوم السادس من فعاليات المهرجان، تكريم المخرجة وكاتبة السيناريو والمنتجة فريدة بليزيد. إنجاز: إيمان رضيف ـ تصوير: عبدالمجيد بزيوات (موفدا «الصباح» إلى مراكش) التوزاني وعيوش... نجما السجادة الحمراء المهرجان احتفى بـ "30 مليون" بعد سنوات من عرضه مر على السجادة الحمراء الخاصة بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال اليوم الرابع من انطلاق فعالياته، بعض الفنانين ونجوم السينما العالمية. ورصدت كاميرات المصورين، لحظات مرورهم على السجادة، قبل وصولهم إلى قاعة «الوزراء» بقصر المؤتمرات لمشاهدة فيلم «النقابية» للمخرج جون بول سالومي، والذي اختير للاحتفاء به. القبل أثار، مرة أخرى، مرور المخرج السينمائي نبيل عيوش وزوجته مريم التوزاني، على السجادة الحمراء للمهرجان، جدلا كبيرا، بعدما لم يترددا في تبادل القبل، بطلب من بعض المصورين. فقد وقف الثنائي أمام عدسات الكاميرا، وتبادلا القبل بعدما طلب منهما ذلك، ليكملا طريقهما إلى قاعة العرض، تاركين البعض يتحدث عن خطوتهما ويتداولون صورتهما على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين ما مميز السجادة الحمراء للمهرجان، حرص الكثيرات على ارتداء القفطان المغربي، عكس حفل الافتتاح، والذي كان غائبا فيه، ما أثار استغراب الكثيرين، علما أن بعض الأسماء المغربية، مرت على السجادة الحمراء للمهرجان للمرة الأولى، منذ انطلاق فعاليات المهرجان، منهم فاتي جمالي، والممثل رفيق بوبكر. «30 مليون» في «جامع الفنا» أعاد المهرجان في دورته الحالية، الاحتفاء بفيلم «30 مليون» للمخرج ربيع ساجد، إذ عرضت أحداث الفيلم مساء أول (الأربعاء)، بساحة جامع الفنا، بحضور جمهور غفير . وأطل على الجمهور المراكشي، بعض المشاركين في الفيلم، ويتعلق الأمر بالفكاهيين إدريس ومهدي، وكريمة غيث، ورفيق بوبكر وفاتي جمالي، وربيع القاطي ونبيل عاطف، بالإضافة إلى كاتبة السيناريو بشرى ملاك، فيما تعذر على المخرج الحضور بسبب التزامات مهنية. وتفاعل الجمهور مع نجوم الفيلم، وبشكل خاص مع رفيق بوبكر الذي حظي بترحيب خاص من قبل الجمهور المراكشي. وقالت ملاك في حديث مع «الصباح» إن عرض الفيلم في إطار فعاليات المهرجان، شرف كبير بالنسبة إلى فريق العمل، مشيرة إلى أن خطوة إدارة المهرجان، عبارة عن جرعة مهمة من الأمل، ستزيد من حماس الفريق. "عبدلينيو"... نظرة ساخرة وعميقة فيلم لعيوش من أفلام "بانوراما السينما المغربية" وجد الفيلم الروائي الطويل «عبدلينيو» للمخرج هشام عيوش، مكانا له ضمن برمجة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 19، واختير ليكون من افلام «بانوراما السينما المغربية». ويعتبر الفيلم، حسب ما أكده فريق العمل، نظرة ساخرة، لكنها عميقة في الوقت ذاته، تكشف واقع اجتماعي تنسقه وتسيره أنظمة وقواعد السلوك، ويضبط وفقا للخطوط الحمراء للمجتمع المغربي ومراعاة التصور الديني. وتدور أحداث القصة في أزمور، وهي أحداث تعري العديد من جوانب الحياة، داخل مجتمع تسوده وتمتلكه مبادئ دينية غريبة عن الثقافة المغربية. ويعالج فيلم «عبدلينيو» قصة شاب في الثلاثينات من عمره، يعمل في بلدية صغيرة وتتمثل مهمته الرئيسية في إلصاق الطوابع البريدية على الأظرفة، في أجواء كئيبة ومملة للغاية. ويقضي هذا الشاب معظم وقته بمكتبه، وينحصر في غرفة صغيرة متقادمة ومهجورة، يستخدم خياله ليحلم بأن يصبح مختلفا تماما، ويخلق لنفسه عالما افتراضيا يغوص في القصص المذهلة المستوحاة من مسلسله المفضل. ويعشق «عبدلينيو» البرازيل، إلى درجة أنه يقضي معظم وقته في أحلام اليقظة بحياة هادئة يتشاركها مع حبيبة برازيلية جميلة، لكن السحر يشتغل ويتحقق الحلم وينتهي المطاف بالمغرمين بالتحدث مع بعضهم البعض من خلال شاشة التلفزيون. وتأخذ الحياة الجديدة للبطل مسارها، إلى أن يصل عمرو طالب، الداعية التلفزيوني، الذي لا يتسامح مع ما يصفه بالفجور الأخلاقي، ثم تتوالى بعد ذلك سلسلة من المغامرات والصراعات بين الحب والسعادة وكل ما لا يقبله المتطرفون. "أزرق القفطان"... مشاهد ساخنة ومثلية قسم فيلم «أزرق القفطان» للمخرجة مريم التوزاني، والمشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، الجمهور الذي حضر عرضه الأول في المغرب، في إطار فعاليات المهرجان، إذ تقبل البعض «جرأة» مشاهده، معتبرين أنها غير مجانية، لأن الفيلم يعالج موضوع المثلية الجنسية، فيما آخرون اعتبروا أن التوزاني تبحث، مرة أخرى، عن الجدل، بالاعتماد على مشاهد وجدوا أنها «ساخنة». وفي الوقت الذي وقف فيه الجمهور، عند نهاية العرض، للتصفيق على فريق العمل وللتعبير عن اعجابه بالفيلم، اختار آخرون مهاجمة العمل، والحديث عن المبالغة في معالجة «المثلية الجنسية»، ومحاولة المخرجة الدفع بالمشاهد إلى التعاطف مع مثلي، ومع زوجته التي توافق على ممارسات زوجها واختياراته الجنسية، بدافع الحب الذي يجمعهما. فقد حاولت المخرجة التركيز على الجانب الإنساني لشخصيات الفيلم، فقد ظهر «حليم» الشاذ جنسيا، جامد المشاعر عند ممارسة الجنس داخل حمام شعبي، ونادما ومتذمرا في الوقت الذي يتحدث فيه عن نزواته الجنسية أمام زوجته، فيما «مينة» المصابة بسرطان الثدي، بدت خائفة من المستقبل، وفي الوقت ذاته متسامحة مع زوجها. وفي سياق متصل، قالت التوزاني، خلال عرض فيلها، أول أمس (الاثنين)، بحضور زوجها منتج الفيلم، نبيل عيوش، وبطله صالح بكري، إن «أزرق القفطان» يعد قبل كل شيء، فيلما عن الحب بمختلف تجلياته، وفي أوسع معانيه. ويحكي الفيلم قصة البطل «حليم» و»مينة»، وهما زوج يمتلك محلا للخياطة التقليدية في سلا. ومن أجل تلبية الطلبات المتتالية للزبناء، قاما بتشغيل الشاب «يوسف»، وهو متدرب موهوب أبدى رغبة كبيرة في أن يتعلم فن التطريز والخياطة من «المعلم» حليم، ليتقاسم معه شغفه بالخياطة. وإلى جانب صالح بكري، شارك في هذا العمل الذي اختير لتمثيل المغرب في مسابقة الأوسكار 2023 في فئة «الفيلم الروائي الطويل الأجنبي»، عدد من الممثلين من ضمنهم لبنى أزابال، وأيوب میسيوي، ومونية لمكيمل، وحميد الزوغي وآخرون. الشابي: تحديد ديكور "أشكال" سبق كتابة السيناريو المخرج التونسي قال لـ»الصباح» إن "حديقة قرطاج" ألهمته والمنافسة على الجائزة الكبرى للمهرجان قوية قال التونسي يوسف الشابي، مخرج فيلم «أشكال» المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 19، إنه بعدما شارك خلال 2019 في «ورشات أطلس» البرنامج المخصص للصناعة السينمائية والذي يهدف إلى دعم جيل جديد من المخرجين من إفريقيا والشرق الأوسط، عاد إلى المهرجان، لكن هذه المرة للمشاركة في المسابقة الرسمية. حول تفاصيل اشتغاله على فيلمه المرشح للحصول على إحدى جوائز المهرجان، أوضح الشابي في حديث مع «الصباح» أنه مباشرة بعدما اكتشف «حديقة قرطاج» فكر في تصوير فيلم في ذلك المكان، سيما أنه يشبه أستوديو سينمائي يضم ديكورات طبيعية مميزة. وكشف المتحدث ذاته أنه بعدما حدد مكان تصوير فيلمه، بدأ الاشتغال على فكرة الفيلم والسيناريو الخاص به، والذي يناسب ديكور «الأستوديو الطبيعي» لـ»حديقة قرطاج». وعن اختياره الجمع بين الخيال والقصة البوليسية في الفيلم، قال المخرج التونسي، إنه حرص في بداية الأمر على أن تنطلق القصة من الواقع، مشيرا إلى أن المنافسة على الجائزة الكبرى للمهرجان قوية. وفي سياق متصل، يعتبر «أشكال، الذي عرض في إطار المسابقة الرسمية للدورة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أول فيلم طويل للمخرج التونسي يوسف الشابي. ويسلط الفيلم، الذي تبلغ مدته 92 دقيقة، الضوء على الشرطية، فاطمة، التي لعبت دورها فاطمة أوصيفي، و»بطل» (محمد حسين قريع)، اللذين يكتشفان جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد مباني «حدائق قرطاج «، أحد أحياء تونس، أنشأه النظام السابق، وتم إيقاف بنائه مع بداية الثورة. وبينما تستأنف الأشغال في مواقع البناء تدريجيا، بدأت فاطمة وبطل البحث في هذه الحالة الغامضة، لكن لا تبدو وحيدة، إذ حدثت أخرى مماثلة، قبل أن يتمكنا من كشف ملابسات الحالة الأولى، فيأخذ التحقيق منعطفا مثيرا ويبدأ البحث عن مرتكب الجريمة. وفي سياق متصل، أعرب يوسف الشابي، خلال تقديم فيلمه أمام جمهور المهرجان، عن سعادته الكبيرة بوجوده في مراكش للمشاركة في هذا الحدث السينمائي وبرؤية فيلمه في قائمة الأفلام الطويلة التي تم اختيارها للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وقالت فاطمة أوصيفي، بطلة الفيلم، إن العمل رفقة مخرج شاب، يفسح المجال لمحبي الأفلام لاكتشاف تونس المعاصرة من زاوية مختلفة، مع الكثير من الخيال والإبداع. يشار إلى أنه التزاما بالتوجه الذي اختاره المهرجان، تشارك في المسابقة الرسمية أفلام طويلة تعد الأولى أو الثانية لمخرجيها، إذ تستهدف الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية والترويج لها. وتتنافس في مسابقة هذه الدورة 14 فيلما، من ضمنها عشرة أفلام هي الأولى لمخرجيها، وستة منها من إبداع مخرجات سينمائيات.

السينما تزين مراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تمديدات جديدة للقضاة

عشرينية تجهز على زوجها بالمهارزة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات