«إلترات» تشل حركة المرور وتخرب السيارات وتعتدي على الشرطة نقلت بعض فصائل "الإلترات"، حروبها إلى ضواحي العاصمة الاقتصادية، معتمدة على آليات متطورة في تنظيم تحركاتها. وهكذا سجلت أحداث شغب في دار بوعزة والسوالم في الفترة الأخيرة، وتحولت العديد من الأحياء بالبيضاء، إلى بؤر توتر بسبب حروب "الإلترات" في الفترة الأخيرة. وتحولت أحياء بعينها إلى ساحة حرب حقيقية بين العشرات من الأفراد المحسوبين على فصائل مشجعي أندية كرة القدم "الإلترات"، ينتمون إلى الرجاء والوداد الرياضيين، إذ اعتقل منهم العشرات إلى حدود الأسبوع الماضي، في انتظار اعتقال متهمين آخرين. ونقل الفصيلان هذه المرة المواجهات التي عادة ما كانت تعرفها بعض الأحياء بالبيضاء، إلى الضواحي بمنطقة دار بوعزة التابعة لإقليم النواصر، إذ أسفرت أعمال الشغب والمواجهات الدامية عن تخريب حوالي 15 سيارة خاصة، وإصابة عنصرين من الدرك الملكي، وعنصر من القوات المساعدة، إلى جانب مواطنين آخرين، بجروح متفاوتة، جراء التراشق بالحجارة. وتدخلت عناصر الدرك الملكي، مدعومة بعناصر القوات المساعدة، بحزم وصرامة، من أجل فرض النظام، وعملت جاهدة على التصدي لأعمال الشغب، وتفريق هؤلاء المشجعين، مشيرة إلى أنها تمكنت من اعتقال 8 أشخاص، يجري التحقيق معهم بخصوص ملابسات حدوث هذه المواجهات، التي زرعت الرعب في أوساط سكان منطقة دار بوعزة، وكذا مستعملي الطريق الساحلية، التي قطعت بها حركة المرور. وأضافت المصادر ذاتها أن التحقيقات ما زالت متواصلة لإيقاف أشخاص آخرين متهمين بالتورط في هذه المواجهات، بعدما جرى التعرف على هوياتهم، مشيرة إلى أن المواجهات، شارك فيها أزيد من 700 شخص، انتقلوا إلى المنطقة بشكل مكثف، وأن المواجهات امتدت أيضا إلى منطقة حد السوالم. وباتت هذه الظاهرة تستفحل يوما بعد آخر، رغم الإجراءات الأمنية المتشددة، إذ أصبحت "الإلترات" تنشط بشكل كثيف بعيدا عن الملاعب، خصوصا في بعض الضواحي النائية والبعيدة عن أعين الأمن. ونادرا ما سجل ملعب محمد الخامس "دونور"، حوادث مشابهة في الفترة الأخيرة، بالمقابل شهدت المناطق المتاخمة للعاصمة الاقتصادية أحداث شغب، بعيدا عن أيام المباريات، خصوصا وسط الأسبوع، ما يؤكد أن الظاهرة باتت منظمة وتشكل خطرا على الأمن العام. من جهتها، أصبحت العاصمة الإدارية تشكل نقطة توتر دائمة، بسبب "إلترات" الجيش الملكي، التي ما فتئت تفتعل المشاكل إزاء جماهير الأندية الزائرة. ودأب الأمن في الفترة الأخيرة على منع الجماهير البيضاوية من التحول إلى العاصمة الإدارية لمساندة فريقيها الرجاء والوداد، خوفا من اندلاع حروب، سواء داخل الميدان، أو في الطريق السيار. وأصبحت "الإلترات" العسكرية تعترض سبيل الجماهير البيضاوية في جميع تنقلاتها عبر الطريق السيار، كما حدث العام الماضي عند تنقل جماهير الوداد إلى طنجة، وسبقه اعتراض جماهير رجاوية كانت متنقلة نحو الشمال. نور الدين الكرف