نساء قتلن عشاقهن … قصص لمآس بالشمال

عاشق يدهس حبيبته بسيارة لنقل العمال بطنجة وولهانة تطعن أستاذا بتطوان لعدم وفائه بوعوده
تشهد الجهة الشمالية من المملكة، بين الفينة والأخرى، جرائم مأساوية يتقمص دور البطولة فيها عشاق وصلت بهم الغيرة وحب التملك إلى مرض يصعب العلاج منه، واختاروا حلا لمشاكلهم العاطفية بجرائم تصل خطورتها في بعض الحالات إلى حد التصفية الجسدية والتنكيل بالجثث بطرق وحشية.
وشهدت طنجة، خلال السنوات الأخيرة، قصصا وحكايات مثيرة تشبه في وقائعها سيناريوهات الأفلام المكسيكية، حين يتحول فيها الحب من عنوان للحياة والسعادة إلى جرائم مرعبة دفع فيها عدد من العشاق حياتهم بسبب الشك أو الغيرة في أسوأ أشكالها المدمرة، خاصة النساء اللواتي يعتبرن أكثر عرضة للعنف بمعدل مرتين ونصف مقارنة بالرجال.
ومن بين أشهر الجرائم المثيرة نجد جريمة ارتكبها عاشق بعاصمة البوغاز، الذي صفى شريكته الرومانسية بطريقة وحشية، بعد أن تخلت عنه وأعماه الحب الجنوني والغيرة ليقرر الانتقام منها بطريقته الخاصة في محاولة لإثبات الذات، وقام بالترصد لها ودهسها بطريقة وحشية بواسطة سيارة لنقل العمال، واستمر في دهسها بلا رحمة ولا شفقة أكثر من مرة ذهابا وإيابا، متسببا لها في إصابات بليغة في الرأس وأنحاء مختلفة من جسدها عجلت بوفاتها في مكان الحادث.
بدأت تفاصيل القضية حينما قررت الضحية البالغة من العمر 24 سنة، قطع علاقتها بعشيقها إثر خلاف بينهما تجهل أسبابه، وهو ما لم يرقه وتسبب له في أزمة نفسية، إذ رغم توسلاته ومحاولاته المتكررة لإقناعها بالتراجع عن قرارها، رفضت الضحية رفضا قاطعا إعادة العلاقة معه، بحجة أنه مدمن مخدرات، ما دفعه إلى الاعتقاد بأن لها ارتباطا بشخص آخر، فشرع في تهديدها بالانتقام، بل أخبرها بعزمه على قتلها، إذا ظلت متمسكة برفضها لعلاقته.
وبعد أن يئس العاشق من الاستجابة إلى مطالبه، قرر تنفيذ خطته وحضر إلى حي “مرس أشناد” الذي تقطن فيه حبيبته، وهو على متن سيارة تابعة لشركة نقل العمال التي يشتغل بها، حيث ظل يترصد لها إلى أن خرجت من منزل أسرتها، فسارع إلى مطاردتها، رغم محاولتها الهروب إلى حافة الطريق، فسقطت تحت إطار عجلات السيارة ليدهسها عدة مرات ذهابا وإيابا إلى أن ماتت.
وبعد أن تأكد الزوج من نجاح فعله الجرمي، حاول الفرار مترجلا، إلا أن عددا من أبناء الحي سارعوا إلى محاصرته وتوقيفه، وبادروا بإخطار المصالح الأمنية بالواقعة، التي حضرت إلى المكان لتجد الضحية جثة هامدة وسط بركة من الدماء، فقامت عناصر الشرطة القضائية بتصفيد الجاني واقتياده لمقر الشرطة بالمنطقة الأمنية الثانية لبني مكادة، قصد التحقيق معه في الواقعة، في حين عملت عناصر الوقاية المدنية على نقل الجثة إلى مستودع الأموات الجماعي بمستشفى “الدوق دو طوفار” بالمدينة.
ولا تقتصر جرائم الحب والغيرة على الرجال فقط، بل للمرأة نصيب أوفر فيها، إذ تعتبر جريمة قتل أستاذ من قبل عشيقته بمدينة تطوان، من أخطر الجرائم التي اهتزت لها المنطقة الشمالية، نظرا لبشاعتها وطريقة تنفيذها، انتقاما من عشيقها الذي قرر السفر إلى الخارج لتدريس أبناء الجالية المغربية ببلجيكا من أجل تحسين ظروفه المعيشية والمهنية، ورأت في سفره هروبا من تحمل مسؤوليته في ترجمة وعده بالاقتران بها إلى أفعال، لتقرر الانتقام منه وقتله.
وبحسب المحاضر المنجزة بخصوص هذه القضية، فإن الظنينة، (س.ت)، البالغة من العمر 22 سنة، حلت يوم الجريمة بمدينة تطوان لقضاء الليلة مع عشيقها بشقة أحد أصدقائه، الواقعة بحي خندق الزربوح بوسط المدينة، إذ بعد مضاجعتها فوق سرير الموت، جلسا سويا لمناقشة سفره إلى الخارج وأفاق علاقتهما الغرامية، التي دامت مدة ثلاث سنوات، ليتبين للجانية أن وعده لها بالزواج قد تبخر، فانسدت أمامها كل الآمال حول مستقبلها، فاستلت سكينا وفاجأت الضحية بطعنة قوية على الصدر، لم يقو على تحملها وسقط على الأرض ليصبح في متناولها، حيث سددت له عدة طعنات بجميع أنحاء جسمه وصل عددها إلى 36، ليلفظ إثرها أنفاسه الأخيرة.
وبعد أن تأكدت من وفاة عشيقها، غسلت يدها من آثار الدم ببرودة بالغة، وارتدت ملابسها لتغادر الشقة مباشرة إلى المحطة الطرقية، امتطت حافلة أقلتها إلى مدينة طنجة ومنها إلى فاس، حيث تقطن رفقة أسرتها، لتظل هناك مختبئة إلى أن تم القبض عليها في اليوم الموالي من حدوث الجريمة.
المختار الرمشي ..طنجة