شهادات

"تريند" يومي «أصبح الدرهم أسلوب خطاب بين مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية في مجتمعنا المتغير. خرجنا عن النص ووصلنا لدرجة استعباده ومنح قيمة فقط لمن يملكه، فلم تعد للأخلاق والمعرفة قيمة. وأصحبنا أمام مجتمع يزكي فقط أصحاب الشكارة وسماسرة الفساد المالي بعدما فقد بوصلة الأخلاق. للأسف الشديد فقدنا قيمنا كمجتمع كان نموذجا يقتدى به في الجود والكرم والأخلاق الحميدة وروح التضامن والعيش بقناعة. كنا أعرق المجتمعات في ذلك والتكافل الاجتماعي لما تمتعنا به من خصال ومروءة خالية من المظاهر المادية، حينها كانت الأخلاق والسمعة والمستوى أهم ما يزكيك. أما الآن فقد تغير كل شيء وسار نحو الأسوأ، فإذا ملكت الدرهم ستحظى بأحسن استقبال ومعاملة «فيب» حتى وإن كنت نصابا وذا سوابق. للأسف الواقع مر لكن لا مفر منه، وكأنه فرض علينا، فأصبحنا نستيقظ على كوارث اجتماعية وراءها الطمع والجشع وحب الوصول للقمة عبر حرق المراحل. للأسف أصبحنا رمزا من رموز الدعارة والعهر الاجتماعي بمختلف أشكاله، وكل ذلك بسبب حب الدرهم والهوس والإيديولوجيات التي تطبعت وأصبح «تريند» يوميا في الأسواق والشوارع. إنه الدرهم وقومه الذي حول مغاربة ونساءنا إلى بضاعة تستعرض أجسادها في منصات التواصل. وفي فضائح «تيك توك» و»روتيني اليومي» الدليل، الكل يريد المال ومراكمته حتى بدون عناء أو تكريس مسار مهني وأكاديمي والسعي إليه بالحلال. هذا الواقع يبكينا وننتحب لما نجد حملة الشهادات العليا من أبناء الفقراء، نوادل في المقاهي والحانات، مهمشين ومقصيين لأن لا مدفعة ولا وسيطة لهم إلا الله ودعوات أمهاتهم، في مجتمع استشرت فيها مظاهر «ولد الفشوش» و»باك صاحبي» و»قد ما عندك من الفلوس، تسوى وتوزن». وهكذا أصبحنا أمام واقع تولي أبناء الكبار لأعلى المناصب ولو بدون مستوى أكاديمي وخبرة مهنية، وسقوط بناتنا ضحايا الإغراء والمال والطمع، لدرجة عبادة المال والانحراف لكسبه بعدما تسيدت ثقافة المال والمظاهر الخداعة، دون أن ندري سببا مقنعا لفساد مجتمع وأخلاقه وقيمه». بثنية عطا الله (إعلامية) فقدنا إنسانيتنا «لا شك أن للمال مكانة خاصة في حياة الإنسان، ويحتل حيزا كبيرا من خريطته النفسية والاجتماعية، وذاك من صميم فطرتنا في حب تملك الأشياء وحيازتها. لكن الطامة الكبرى لما يتجاوز الإنسان إنسانيته وأخلاقه فيصبح المال كل شيء في حياته، بل ويؤدي به إلى عبادة المال وأرباب الأموال. حينها تراه يقوم لصاحب المال إجلالا واحتراما، ونراه يمدح صاحب المال ويثني عليه ويصفه بصفات عالية ومثالية وهو من شر الدواب على الأرض، يدافع عنه وينصره ويذود عنه، بل ويأخذ الفتوى منه ويرشحه لرئاسة المناصب وبافتخار، فقط لأن له المال الذي يشتري به حتى شرف وكرامة الناس. هذه عبودية ينبذها الشرع الإسلامي، ويمقتها. فكل من يعشق المال إلى حد الجنون يتخذ مالكه إلها ومعبودا، فالمال قد يشتري كل شيء لكن لا يمكن له أن يشتري السكون والطمأنينة التي نحتاجها لنعيش ونتعايش، بعيدا عن القلاقل المجتمعية والذاتية والنفسية. قد يشتري لك وسادة محشوة بالريش الناعم، لكن لا يمكن له أن يشتري لك النوم. إذن فالذين يعبدون المال هم أناس خلت قلوبهم من محبة الله فعوقبوا بالشقاء والتعاسة الداخلية فأرادوا أن يبحثوا عن السعادة في المال، لكن ذاك بعدهم عن الله وأنفسهم أيضا». محمد الشباب (جمعوي) عبدة "ميمي" «ليس المغاربة وحدهم عبدة «ميمي»، كل الشعوب كذلك لأن المال مهم في الحياة ودرجة الاهتمام به وتسخيره وتداوله تختلف من شخص إلى آخر تبعا لأسباب تتعدد وتتباين، وبينها التحكم بشكل أكبر في حياته وحياة غيره أحيانا. المال يمنح أسرتك الحياة المرحة، فله دور أساسي في الحياة، والحياة بلا مال قد لا تساوي شيئا خاصة في عصرنا الحالي الذي أصبحت فيه «الفلوس كتدير الطريق فقاع البحر» برأي المثل الدارجي. وهذا دليل على أهمية المال في رسم خارطة طريق الشخص، وفق نظرة مجتمعنا حاليا. مجتمعنا يرى أن من لا مال له، حياته مرة وبلا قيمة، أو هكذا يبدو كما لو أن المال هو مقياس للحكم على أي شخص، لأنه بسبب المال يدوس البعض على كرامة الإنسان، وحتى من لا مال له أو قل ماله، يقبل بهذا الواقع ويدوس على مبادئه للحصول على المال لأجل عائلته وتدبر شؤونه. للأسف بسبب المال قد ينسى الإنسان أمه وأباه وإخوانه، وقد يكون سببا في تفرقة الشمل الأسري، عندما يتعلق الأمر بالإرث واقتسامه وبشكل قد يصل للسب والضرب والقتل لأجل المال اللعين، الذي قد يتسبب في هلاك البشر والقيم، وقد يرسم الابتسامة على الوجوه إن استثمر في فعل الخير». سعاد البرقي (رئيسة جمعية السفيرات لرعاية المرأة والطفل) استقاها: حميد الأبيض (فاس)

شهادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعارف ينتهي باختطاف واغتصاب

الشعباني: نابع من فطرة الإنسان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات