أسر عاجزة عن إرجاع 4500 مليار

تعاني وضعية هشاشة مالية بسبب موجة الغلاء وأزمة "كورونا" أبانت المعطيات الأخيرة لبنك المغرب أن القروض معلقة الأداء التي في ذمة الأسر تجاوزت 45 مليار درهم (4500 مليار سنتيم) ما يمثل أزيد من 10 في المائة من إجمالي القروض الممنوحة لهذه الفئة من زبناء البنوك. وتجاوز الحجم الإجمالي لمديونية الأسر367 مليار درهم (ما يناهز 37 ألف مليار)، مسجلة زيادة بنسبة 3.6 في المائة، بالمقارنة مع السنة الماضية. ويرجع محللون ارتفاع المديونية في صفوف هذه الفئة إلى الوضعية الاقتصادية الصعبة التي يمر منها المغرب بفعل تداعيات الجائحة، إذ تسببت التدابير الوقائية في إفلاس عدد من المقاولات وتسريح مئات الآلاف من اليد العاملة، ما جعل المتضررين في وضعية عسر وعدم القدرة على إرجاع القروض البنكية التي استفادوا منها. وتعاني نسبة كبيرة من الأسر ضعف مداخيلها، إذ لا تتمكن في الأيام العادية من تلبية حاجياتها فبالأحرى عندما ترتفع التكاليف. وأشار بحث أنجزته المندوبية السامية للتخطيط إلى أن 38.2 % من الأسر لا يكفيها دخلها لتغطية احتياجاتها ما يدفعها إلى الاقتراض، أي حوالي 3 ملايين أسرة (مليونان و 794 ألف أسرة). وساهمت المنافسة بين شركات التمويل والبنوك وتسهيل شروط منح القروض، أيضا، في تشجيع الأسر على اللجوء إلى الاقتراض لتمويل احتياجاتها، التي لم تعد تقتصر على الضروريات، بل أصبحت القروض توجه، أيضا، لتمويل اقتناء بعض الكماليات، ما تسبب في ارتفاع مديونية الأسر، فعجز بعضها عن أداء الأقساط الشهرية المستحقة للبنوك. ويشكل ارتفاع حجم القروض معلقة الأداء هاجسا بالنسبة إلى البنك المركزي، الذي يتابع الوضع بقلق، بالنظر إلى أن البنوك خصصت احتياطات هامة لمواجهة مخاطر عدم الأداء. وسبق أن حذر خبراء صندوق النقد الدولي بنك المغرب والمؤسسات البنكية من استمرار تنامي القروض معلقة الأداء، وطالبوا البنك المركزي بضرورة مواصلته التأكد من حفاظ البنوك على مخصصات لمواجهة القروض الضعيفة، مع التعجيل بإقامة سوق للديون الحرجة، بالتعاون مع السلطات المختصة الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي للسلطات أن تنتهي من إعداد الإطار القانوني لتعزيز إطار تسوية أوضاع البنوك المتعثرة. وتسببت موجة الغلاء التي عرفتها مختلف الأسواق في تدهور الوضعية المالية للأسر، ما دفع أربابها إلى الاقتراض للحفاظ على مستوى عيشها وتغطية متطلباتها. وتفيد معطيات بنك المغرب أن مديونية الأسر ارتفعت، خلال خمس سنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة. وأدى اللجوء المفرط إلى الاقتراض إلى دخول الأسر في دوامة من المديونية، ما جعلها في حالة عسر، إذ لم تعد قادرة على أداء أقساط القروض التي في ذمتها. وتمثل قروض الاستهلاك معلقة الأداء 10 % من إجمالي القروض الممنوحة في هذا الباب. وطالب البنك المركزي، بهذا الصدد، شركات التمويل والبنوك بضرورة توخي الحذر والاحتياطات اللازمة، خلال دراسة ملفات طلب القروض الموجهة إلى الأسر. عبد الواحد كنفاوي

أسر عاجزة عن إرجاع 4500 مليار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاض يفجر زاوية

اعتقال مروجة مخدرات بتازة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات