110 سربات و1575 فارس شاركوا في «التبوريدة» وفنانون ألهبوا حماس الجمهور اختتمت الجمعة الماضي بجماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، بعد توقف اضطراري دام سنتين ليسجل عودته بزرع البهجة في قلوب زوار وسكان جماعة مولاي عبد الله أمغار. إنجاز: عبدالله غيتومي وأحمد سكاب - تصوير: (أحمد جرفي) كان زوار الموسم على موعد مع الفرجة من خلال برمجة غنية ومتنوعة استهدفت مختلف الأعمار والأذواق من مدخل الجماعة، حيث ألعاب السيرك مرورا بالمحرك الثاني الذي احتضن جزءا من مسابقات التبوريدة، والمقاهي والمطاعم الشعبية، والمحرك الأول الذي اقتسم عدد السربات المشاركة في الموسم مع المحرك الآخروصولا إلى المنصة الرسمية، التي احتضنت أربع سهرات غنائية أحياها عدد من الفنانين الشعبيين. "التبوريدة" لا يعلى عليها شهد موسم مولاي عبد الله أمغار في نسخته الحالية، توافد جماهير غفيرة من عشاق فن التبوريدة، والذين حجوا بكثافة لزيارة مختلف الفضاءات التي يحتضنها الموسم، إذ بلغ عدد زوار الموسم 3 ملايين زائر، ضمنهم 1575 من الفرسان من مختلف مناطق المملكة يمثلون 110 سربات، كما نصب زوار الموسم 23500 خيمة. واستهل منظمو الموسم نسخة هذه السنة، بزيارة لضريح الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار، وافتتاح رسمي حضره الكاتب العام للإقليم ورئيس المجلس العلمي لإقليم الجديدة، وعمداء زاوية الأمغاريين، وقراءات جماعية للقرآن الكريم والأمداح. واستمتع زوار موسم مولاي عبد الله أمغار، بوصلات مختلفة لفن التبوريدة في المحركين، حيث تواصلت أنشطة الفروسية التقليدية طيلة أيام الموسم للاستمتاع بجمالية الخيول واستنشاق رائحة البارود التي افتقدها الخيالة وعشاق التبوريدة منذ مارس 2020. وشهدت عروض التبوريدة حضورا جماهيريا قياسيا، إذ اكتظت مسابقات الخيول بالزوار الراغبين في الاستماع بفن التبوريدة، رغم اعتماد محركين مختلفين. استرجاع ليالي الحكي من جهة أخرى، وحرصا من المنظمين على إحياء ملتقيات الحكي الشعبي التي أسس لها موسم مولاي عبد الله أمغار، قدمت فرقة ناس الكوميديا، عرضا ساخرا بعنوان المغزل بساحة المحرك الكبير، في استرجاع لليالي الحكي والحلقة مع مجموعة من الرواد البارزين، للحلقة والحكي الشعبي، إذ يظل موسم الولي الصالح مولاي عبدالله أمغار إضافة للأنشطة الدينية والفروسية التقليدية والصيد بالصقر وكل الفنون الاحتفالية، موطنا تاريخيا لفن الحلقة والحكي الشعبي، الذي شد انتباه زوار الموسم منذ عقود خلت، وهم الذين كانوا يضربون موعدا في المحرك مع "الحلاقي"، مباشرة بعد انتهاء ألعاب الفروسية. ويواصل موسم مولاي عبد الله أمغار مرة أخرى تحطيم الأرقام القياسية، حيث عرف إقبالا واهتماما كبيرين من طرف نساء ورجال الإعلام، إذ تم توزيع 250 اعتمادا لتغطية فعاليات الموسم. ليلة مولاي عبد الله أمغار وتخللت برمجة المهرجان أنشطة دينية متنوعة، من خلال دروس دينية مختلفة للرجال والنساء، وليلة مولاي عبد الله أمغار التي أحياها مادحو وأئمة جماعة مولاي عبد الله أمغار بالمنصة الرسمية للموسم، وحلقات وعظ وإرشاد ومسابقات علمية و في التجويد. كما حضر موسم مولاي عبد الله أمغار، سعد الدين سميج المكلف بمهمة الحجابة الملكية، لتوزيع الهبة الملكية لفائدة الشرفاء الأمغاريين، بضريح مولاي عبد الله أمغار، حيث رفعت أكف الضراعة بأن يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس وكافة أفراد أسرته الملكية الشريفة. وتخللت مراسيم تسليم الهبة الملكية، تقديم هدية الجماعة للشرفاء الأمغاريين وهي عبارة عن أضحية يتم ذبحها ووزنها وبيعها لتقديم ثمنها لشرفاء الضريح. وبعد تسجيل موسم مولاي عبد الله أمغار تراثا لا ماديا من طرف الإسيسكو، قامت لجنة رفيعة المستوى من وزارة الثقافة واليونيسف بزيارة للموسم بهدف إعداد تقرير تقييمي لتسجيل موسم مولاي عبد الله أمغار تراثا عالميا. القواسم حاضرون سجل الشرفاء القواسم حضورهم بالموسم، من خلال أنشطة متنوعة للصقور بينها إقامة معارض للصقارة، فضلا عن مسابقات فنية وفوتوغرافية للشباب المبتدئين وذوي الخبرة حول موضوع الصقر. وتميزت نسخة هذه السنة من موسم مولاي عبد الله أمغار، بحضور أمني مكثف حيث تم تخصيص عدد كبير من العناصر الأمنية بين الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال الأمن الخاص لتنظيم الموسم وتأمين سلامة الزوار. وتميز البرنامج الفني للمهرجان بمشاركة مجموعة من الفنانين الشعبيين المغاربة، الذين ألهبوا حماس المتفرجين، وعلى رأسهم نجما الأغنية الشعبية، عبد العزيز الستاتي وسعيد ولد الحوات، اللذان قدما عروضا فنية كبيرة استطاعا من خلالها استقطاب مئات الآلاف من الزوار. وأضاءت الشهب الاصطناعية سماء جماعة مولاي عبد الله أمغار في السهرة الختامية، حيث رسمت الشهب لوحات جميلة تفاعل معها زوار الموسم بالهتافات. حضور لافت لكل قبائل دكالة إذا كانت وزارة الداخلية ولدواع أمنية عجلت بإخراج إقليم سيدي بنور من رحم إقليم الجديدة سنة 2009 وقسمتهما إلى إقليمين، فإن موسم مولاي عبد الله يظل دائم التمرد على هذا التقسيم، ولا يؤمن إلا بدكالة الكبيرة الممتدة من أولاد عمران إلى المهارزة الساحل، وظهر ذلك جليا من خلال الحضور الكبير لقبائل بني هلال وأولاد عمران وغيرها من قبائل سيدي بنور، التي حرصت على بناء خيامها القيادية متجاورة مع قبائل لقواسم وأولاد حمدان، متقاسمة فيما بينها الدخان والأكل والشرب، وفي ذلك إشارة قوية أن موسم مولاي عبدالله يظل ذلك الموعد السنوي، الذي يعيد توحيد قبائل دكالة ويتمرد حتما على التقسيم الإداري لسنة 2009 1400 أمني في الموسم سجل موسم هذه السنة حضورا استثنائيا للزوار، الذين قفز عددهم من مليون زائر في 2019 إلى ثلاثة ملايين زائر وهو العدد المسجل طيلة أسبوع من انعقاده، وكان متوقعا أن يرتفع سقف الزوار لتعطش الناس للمواسم بعد فترة طوارئ صحية امتدت لسنتين. ذلك فرض بالطبع على الجهة المنظمة أن تواكب ذلك بتغطية أمنية استثنائية، بلغ عدد أفرادها 750 دركيا و650 من أفراد القوات المساعدة بتعاون مع فريق من الإدارة الترابية مشكل من 50 فردا ضمنهم رئيس دائرة وقائد و8 خلفاء قائد موزعين على المقاطعات الثمانية للموسم و3 خلفاء مكلفين بالبارود فضلا عن عدد كبير من الشيوخ والمقدمين. السرقات بالنشل في مقدمة الجرائم على الرغم من الحضور الكبير للزوار من مختلف مناطق المغرب، فإن الجهات الأمنية تمكنت من تطويق سلوكات سادت في مواسم سابقة، وكانت حصيلة الجرائم التي تم التصدي لها من خلال عدد من الموقوفين قدموا إلى العدالة، تتوزع بين سرقات هواتف محمولة بالنشل، وخاصة عند مدخل باب ملعب الفروسية حيث ساد ازدحام كبير، والتحرش الجنسي والسكر العلني وتوقيف مبحوث عنهم بمقتضى مذكرات في هذا الصدد وسرقة سيارة خاصة عثر عليها بجماعة أولاد عيسى مهجورة بعد تعرضها لحادث سير زيادة عن تشاجر مرفوق بالضرب والجرح، وهي حصيلة وصفها مصدر أمني بالعادية في أكبر تجمع بشري على الصعيد الوطني. موسم مولاي عبدالله لا يعد فقط موعدا سنويا احتفاليا بالخيل والصقور والعيطة الشعبية والبرامج الدينية، وإنما هو في عمقه أكبر تظاهرة اقتصادية للعديد من الحرف والمهن والأنشطة التجارية المتنوعة، التي تعول عليه دائما لإيجاد رواج اقتصادي، له انعكاسات إيجابية على شرائح اجتماعية واسعة، وأكدت الجهة المنظمة أن موسم هذه السنة حقق رواجا أقتصاديا بلغ سقف 32 مليار سنتيم، وفر العديد من فرص الشغل المؤقت طيلة أزيد من 10 أيام، واستدلت على ذلك بمؤشرات استدلالية ستكشفها لاحقا، مبنية على مؤشرات إحصائية لما تم إنفاقه من طرف المخيمين والزوار.