البروفيسور المدني حذر من الحلويات لتجنب فقدان الشهية قال البروفيسور عبد الاله المدني، اختصاصي في الأمراض العصبية عند الأطفال، إن أغلب الأطفال يجهلون أن هناك نظاما غذائيا يجب اتباعه، من أجل ذلك قد يأكلون في أي وقت وأي شيء، ما يسبب اضطرابات الشهية. وأوضح المدني في حوار مع "الصباح" أن استهلاك الطفل للسكريات المصنعة، حتى لو كانت بنسبة قليلة جدا، سيحول دون شعوره بالجوع، وبالتالي الإصابة بفقر الدم وفقدان الشهية، مشيرا إلى أن السمنة لها أسباب أخرى، منها اتباع نظام غذائي غير صحي وقلة حركة الطفل. في مايلي التفاصيل: ماذا نقصد باضطرابات الشهية عند الأطفال؟ تختلف الشهية عند الأطفال، عن البالغين، لأن صغار السن، غالبا ما يستهلكون أي شيء أمامهم، بهدف اكتشافه، سيما أنهم يجهلون أن هناك نظاما خاصا بالأكل، يجب اتباعه، فتختلف كمية الطعام المستهلكة من طفل إلى آخر. فالإنسان قديما وضع نظاما غذائيا حسب احتياجاته وأيضا حسب نوعية الأطعمة المتوفرة لديه، وجعل ذلك من عاداته التي فرضها على نفسه، إذ كان قديما يأكل فقط في الوقت الذي يصطاد فيه، وفي أوقات أخرى يظل دون أكل. من جهة أخرى، فالإنسان يشعر بالجوع عندما تنخفض نسبة السكر في الدم، وبالتالي فالأطفال الذين يستهلكون الحلويات بكميات كبيرة، قد لا يشعرون بالجوع، ويظلون ساعات دون أكل. هل هذا يعني أن طبيعة المواد الغذائية المستهلكة من قبل الطفل لها علاقة بمشكل الشهية؟ بطبيعة الحال، فإن استهلاك الطفل للسكريات المصنعة، حتى لو كانت بنسبة قليلة جدا، ستحول دون شعوره بالجوع، وقد لا يرغب في تناول الطعام لساعات طويلة، وبالتالي قد تترتب عن ذلك إصابته بمشكل فقر الدم، والذي سيكون السبب في فقدان الشهية، وهو ما يعني دخول الطفل دائرة مفرغة. إذن، من بين مضاعفات الإغفال عن الأكل الإصابة بفقر الدم؟ من أهم المشاكل التي يمكن أن يواجهها الطفل، الإصابة بفقر الدم، وهو المشكل الصحي الذي تعانيه نسبة كبيرة من الأطفال، علما أن ذلك يترتب عنه فقدان الشهية لمدة طويلة. وفي هذه الحالة، لابد من علاج مشكل فقر الدم، لتعود الشهية إلى طبيعتها، وتجنب الإفراط في استهلاك السكريات. وإذا كان الطفل يأكل بكميات كبيرة، فغالبا ما يكون الطعام في متناوله، ويجد صعوبة في ضبط نفسه، ما يجعل المقربين منه يتصورون أن "شهيته مفتوحة". كيف يمكن التعامل مع مشكل اضطرابات الشهية؟ أول نقطة يجب أخذها بعين الاعتبار، تفسير الوضع للطفل، وأن عليه تتبع نظام غذائي محدد، وأن هناك وجبات محددة خلال اليوم يجب تناولها، هذا بالنسبة إلى الأطفال الذين يستهلكون كميات كبيرة من الطعام، أما الذين يعانون فقدان الشهية، فعلى الآباء والأمهات تحديد مواعيد تناولهم الحلويات، وألا يكون ذلك قبل موعد الوجبات الأساسية، مع الحرص على أن يكون الغذاء متوازنا ويحتوي على العناصر المهمة لصحة الجسم. ما هي كمية الطعام المناسبة والتي على الطفل تناولها يوميا؟ لا يهم الكم، بقدر ما يهم الكيف، كما أن الأطفال ليسوا في حاجة إلى كميات كبيرة من الأكل، باعتبار أن جهازهم الهضمي صغير ولا يتحمل استقبال كمية كبيرة من الطعام، كما أنهم في حاجة إلى المزيد من الوقت لتنظيم عمل الجسم بصورة طبيعية، وهو ما يفسر إطعام الرضيع الحليب فقط خلال ستة الأشهر الأولى من عمره، ثم إدخال الأطعمة الصلبة بشكل تدريجي. هل يمكن اعتبار السمنة من مضاعفات اضطرابات الشهية عند الأطفال؟ مشكل السمنة لدى الأطفال له أسباب كثيرة، منها قلة حركتهم، وبقاؤهم مدة طويلة أمام شاشة التلفزيون، والإغفال عن ممارسة الرياضة، إلى جانب العامل الوراثي، الذي يلعب دورا كبيرا. ومن بين الأسباب أيضا اتباع نظام غذائي غير متوازن. أجرت الحوار: إيمان رضيف في سطور < من مواليد الرباط < اختصاصي في أمراض الأطفال < اختصاصي في الأمراض العصبية عند الأطفال < شارك في العديد من المحاضرات العلمية