عمليات “هوليودية” بطنجة

حكايات لعمليات نفذتها عصابات متطورة استعملت فيها مسدسات وبنادق وأسلحة بيضاء مختلفة عاشت طنجة، خلال عشر سنوات الأخيرة، سلسلة من جرائم السطو على البنوك والوكالات التجارية، نفذتها عصابات بخطط متطورة على شاكلة الأفلام الهوليودية المثيرة، استعمل في بعضها المسدسات وبنادق الصيد والأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها وأحجامها، ما أصبح يشكل قلقا لدى المواطنين وهاجسا أمنيا للعديد من الشركات المصرفية والبنوك التي تفقد الملايين. وأصبحت عمليات السطو على البنوك والمؤسسات التجارية من بين أعلى معدلات الجرائم المرتكبة بعاصمة البوغاز، حيث أضحت تمثل أهدافا مربحة بالنسبة لمعظم اللصوص المحترفين، الذين ما فتئوا يحضرون لعملياتهم الإجرامية بدقة ويضعون خططا محكمة للترصد والسطو على أهدافهم في واضحة النهار، وكذا كيفية التخلص من قبضة الأمن، إما باستخدام أسلحة نارية أو التنكر، كما حدث في محاولات متعددة. السطو على 160 مليونا ومن بين العمليات المثيرة التي شهدتها طنجة خلال السنة الماضية (2021)، نجد أهمها عملية السطو على شاحنة لنقل الأموال، التي نفذتها عصابة إجرامية تتكون من عدة أشخاص، قام اثنان منهم بالترصد لشاحنة مصفحة إلى حين أن توقفت أمام وكالة بنكية بالقرب من مسجد السوريين، ليبادر أحدهما بمهاجمة السائق ونزع منه بالقوة والتهديد كيسا يحتوي على مبلغ مالي قدر بحوالي 160 مليون سنتيم، قبل أن يلتحق بشريكه الذي كان ينتظره على متن سيارة أجرة مزورة، وغادرا مسرح الجريمة بسرعة جنونية أمام اندهاش عدد من المواطنين الذين كانوا متواجدين بالمسرح الجريمة. ورغم دقة التنفيذ والتحضير للعملية، تمكنت الأبحاث والتحريات، التي باشرتها المصالح الأمنية من تحديد هوية المنفذ الرئيسي، وهو سائق سابق لسيارة للأجرة بطنجة، وجرى إيقافه، داخل منزل يقع بـ "دار التونسي" التابعة للمنطقة الأمنية الثانية لبني مكادة، قبل أن يتم إيقاف شقيقه وشريكين آخرين، وحجز جزء من الأموال المتحصل عليها من عملية السطو المرتكبة، فضلا عن السيارة التي تم تسخيرها لغرض ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وكذا أسلحة بيضاء كبيرة وأكياس من سنابل الكيف. عصابة "المنقبات" عملية أخرى لا تخلو من الإبداع في التنفيذ شهدتها طنجة في ماي من 2016، نفذتها عصابة تنكر أفرادها في زي النساء المنقبات لإخفاء هوياتهم، وقاموا بتقاسم الأدوار في ما بينهم بشكل دقيق، حيث ظلوا يراقبون من بعيد وكالة بنكية تقع بحي "البرانص" إلى حين أن خرج حارس الأمن لقضاء أغراض خاصة، فتقدم اثنان منهم إلى داخل الوكالة وبيديهما سيف كبير وقنبلة غاز مسيل للدموع، وقاما بتهديد موظفي الوكالة بتشويه وجوههم إذا لم يستجيبوا لطلبهما، فسلموهم مبلغا ماليا قدره 300 ألف درهم، قبل أن يلتحقا بشركائهم الذين ظلوا يراقبون الوضع مخافة حدوث مفاجأة، ولاذ الجميع بالفرار إلى وجهة غير معلومة. استعمال أسلحة نارية وبالعودة لأرشيف حوادث السطو التي عاشتها المدينة في السنوات الأخيرة، يتبين أن أخطر عملية جرت في فبراير من 2014، حين هاجم ملثمون سيارة لنقل الأموال بالقرب من وكالة بنكية في شارع مولاي رشيد باستخدام أسلحة نارية متطورة، ولم يتردد أحدهم في إطلاق النار صوب أحد حراس الأمن، ليتمكنوا من السيطرة على كيسين يحملان مبالغ مالية كبيرة تقدر بمئات الملايين من السنتيمات، قبل أن يلذوا بالفرار دون أن يتم القبض عليهم، رغم السدود الأمنية التي نشرت على الطرق المؤدية إلى خارج المدينة، وقيام مروحية الدرك بطلعات للبحث عن السيارة دون جدوى. وانتظرت الشرطة عاما ونصف عام، إلى غاية حدوث محاولة سرقة مشابهة لوكالة بنكية بحي "فال فلوري"، التي انتهت بالفشل هذه المرة، لتتمكن من تحديد هوية المدبر الرئيسي للعمليتين والقبض عليه، ويتعلق الأمر بالمدعو "مخلص.ع"، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد، لارتكابه العديد من جرائم سرقة الأموال والسيارات والقتل وتهريب الأسلحة النارية المفككة من بلجيكا إلى المغرب. المختار الرمشي (طنجة)

عمليات “هوليودية” بطنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لمعلوماتك

السطو‭ ‬على‭ ‬البنوك‭... ‬التقاعس‭ ‬يشجع‭ ‬الجناة

مقالات ذات صلة