fbpx
ملف الصباح

الهواتف المحمولة … طـلاق وخيانـة

أسر دمرت بسبب علاقات “هاتفية” حولت حياتها إلى جحيم

كثيرة هي الجرائم التي تسبب فيها الهاتف المحمول بتطبيقاته، أو حتى التي كشف عنها، فالتطور التكنولوجي والطفرة في عالم الهواتف والتطبيقات المدخلة عليها، كانت لهما انعكاسات سلبية على الأسرة بصفة أدق، وعلى العلاقات الزوجية على وجه الخصوص.
الهاتف المحمول، كان سببا في خراب العديد من البيوت وإنهاء العلاقة الزوجية، بين خيانة وبرود عاطفي، إذ عمد كل شريك إلى خلق عالم خاص به بعيدا عن الواقع وعن الأسرة، التي لم يعد يجمع بينها أي شيء. كان الهاتف السبب في إنهاء زواج دام لأكثر من 15 سنة، واستطاع أن يصمد في وجه العديد من المشاكل والصعوبات التي كانت تواجهه، غير أن هاتفا استطاع أن ينهيه، بعد أن تحولت حياة لبنى إلى جحيم مع زوجها الذي خلق لنفسه عالما خاصا به بعيدا عن الأسرة. إذ كلما ولج المنزل إلا وينزوي في ركن خاص به ويضع عينيه داخل شاشة الهاتف، ومرة بعد مرة أضحى الهاتف لا يفارقه حتى في نومه، إذ ما إن يستيقظ حتى يحمله من جديد. لم تعر الزوجة للأمر أي أهمية، غير أنه بعد مرور الوقت أضحت كل حديثها مع زوجها عبارة عن رسائل على الهاتف، ولم يعد يجمع بينهما أي شيء. حاولت أن تجد تفسيرا لسلوك زوجها الذي اعتبرته مرضيا، لكنها لم تلق الإجابة، إذ رفض أي نقاش واقعي بينهما. لم تحتمل كثيرا الوضع وطلبت منه عرض نفسه على طبيب لأنه أدمن على الهاتف فكانت تلك العبارة هي القشة التي قصمت ظهر العلاقة ليقرر تطليقها، مفضلا عالمه الخاص على حياته الأسرية.

ومن ملفات الخيانة الزوجية التي كان الهاتف المحمول وراء اكتشافها، القضية التي تطورت إلى شكاية فمحاكمة، بعد أن رفضت الزوجة التنازل. كانت البداية بعد أن تسرب الشك إلى زوجة الإطار بشركة خاصة في ربطه علاقة مشبوهة مع فتاة، بعد فتور علاقتهما الزوجية في الأيام الأخيرة، ودخولهما اليومي في مشاكل وخلافات، رغم الوضعية الاجتماعية المريحة التي يعيشانها، لتنجح في ما بعد في تحديد هوية خليلة زوجها، بعد ضبطه متلبسا بمشاركتها الحديث والدردشة باستعمال هاتفه المحمول.

وتقدمت الزوجة بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الزجرية، فأحالها على الشرطة القضائية بولاية أمن البيضاء. أثناء البحث مع الزوج، نفى المنسوب إليه، معتبرا الشكاية كيدية، هدفها الانتقام منه بعد أن ساءت علاقتهما الزوجية، وأثناء حجز هاتفه المحمول وتفحصه، تبين أنه خال من أي دليل يؤكد تورطه في الخيانة الزوجية.

وتمت مواجهة الزوجة بالأمر، فشددت على تمسكها بمتابعة زوجها بالخيانة، منبهة إلى أنه قام بمسح شامل لكل محتويات هاتفه المحمول، لتفادي حجز الأدلة ضده، ملتمسة إخضاعه للخبرة واسترجاع الصور والفيديوهات والمحادثات، للوقوف على حقيقة اتهامها.
لم يكن الزوج يظن أن المحادثات التي مسحها يمكن استرجاعها بعد أن تمت مراسلة شركة “غوغل” من أجل تمكينها من نسخ الصور والمحادثات المجراة على تطبيقاتها بهاتف الزوج، وبعد فترة توصل مسؤولو الفرقة بمراسلة تتضمن نسخا من الصور والمحادثات، تم الاحتفاظ بها بحواسيب مركزية تابعة للشركة، ليجد الزوج نفسه في ورطة، وتتم بذلك متابعته بناء على شكاية الزوجة، على اعتبار أن جريمة الخيانة الزوجية هي جريمة لها خصوصيات تميزها عن باقي الجرائم المتعلقة بالأخلاق العامة، إذ أنها تفرض أن تكون هناك شكاية من الطرف المتضرر، ووسائل إثباتها محصورة جدا.

كريمة مصلي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.