غلاء الأعلاف يفاقم الوضع

تسمين كبش يكلف 50 درهما يوميا وفلاحون تخلوا عن قطيعهم بسبب الجفاف باتت أسعار أضاحي عيد الأضحى مرشحة للارتفاع بشكل غير مسبوق، مقارنة مع سنوات سابقة، لتناسل أسباب متعددة لها صلة بتوالي سنوات الجفاف وتأثيره الكبير على مستوى العرض وغلاء أسعار مختلف أنواع الأعلاف الذي رفع كلفة الأضحية، ودفع الكثير من الفلاحين للتخلص من قطيعهم المكلف. ورغم الدعم الذي قدمته وزارة الفلاحة لمربي الأغنام وتوزيع الشعير المدعم عليهم وبمختلف المناطق، فإن الكثير منهم لم يستطع الاحتفاظ بكل قطيعه وتخلص منه جزئيا أو كليا ببيعه وبأثمان بخسة أحيانا، خاصة قبل تساقط الأمطار التي أنعشت المراعي نسبيا، لكنها لم تكن بالشكل المرتقب والمتطلع إليه من طرف الفلاحين. التهاب أسعار أكباش العيد، مرتقب لهذه الأسباب وغيرها وبنسب مختلفة ومتفاوتة بين المناطق والأقاليم. وقد يصل لأكثر من 30 في المائة من أثمنتها في سنوات سابقة، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي أعقبت سنتين من تداعيات كورونا وتبعات الجفاف، ومع عودة الجالية المغربية لتزامن العيد مع فترة العطلة الصيفية. سوق المواشي تضرر كثيرا سيما بسبب الجفاف وارتفاع أسعار مختلف أنواع الأعلاف التي التهبت بشكل كبير، كما التبن الذي قل مخزونه لدى مربي الماشية، ولم يعد باستطاعتهم اقتناءه بقدر حاجتهم إليه. ويكلف تسمين الخروف، الفلاح أكثر مما اعتاد، ما سيزيد من ثمنه لمناسبة العيد ومع ازدياد الإقبال بسبب حفلات الزفاف. "إطعام الخروف وتسمينه، يكلفك يوميا أكثر من 50 درهما باحتساب ثمن التبن والعلف. والإنفاق عليه يضاهي 1500 درهم شهريا، فبأي ثمن سنبيعه؟" يتساءل إدريس البكوري فلاح من إقليم تاونات اضطر للاحتفاظ بعدد محدود من رؤوس الأغنام لا يتجاوز الستة، بعدما كان يملك قطيعا بعشرات الرؤوس. الفلاحون أمثاله كانوا يعتمدون على رعي قطيعهم بالغابة ومحيطها وفي مراع ثرية بالأعشاب، ما لم يعد ممكنا بسبب الجفاف والظروف المناخية القاسية، ليبقى العلف وسيلة بديلة لتغذية مواشيهم، لكن لا حيلة لهم عليه بسبب ارتفاع أسعاره نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا ودخول المضاربين في أسعارها، على الخط. "الكساب متضرر كثيرا حتى بعد الدعم الحكومي، فمن أين له بالكلأ والعلف والتبن وأثمنتها باهظة؟. إنه لا ينتج ما قد يبيع، وهو بالكاد يتدبر بعضا من حاجيات أسرته، فمن أين له بكل مصاريف تسمين ماشيته؟"، يتساءل محمد الميسوري فلاح من بولمان، بحسرة كبيرة، مؤكدا أنه مهما كان ثمن الأضاحي، فهو " معقول جدا". ويؤكد رشيد لكحل رئيس جمعية بميسور، أن "الكساب يشتري كيسا من الشعير لا يتجاوز وزنه 80 كيلوغرام، بـ 320 درهما" و"العلف طالع للسما"، و"ثمن الكيلوغرام الواحد تضاعف مرتين من درهمين إلى 4 دراهم"، مؤكدا أن هذا الوضع دفع الكساب لـ" يبيع النعجة بـ 250 درهما، ما تجيبش ليه حتى خنشة د العلف". وأشار إلى تخلي فلاحين عن الغنم وهجرتهم للمدينة، ذاكرا على سبيل المثال رعاة في منطقة الظهرة يعيشون على الرعي، عاشوا هذا الوضع بسبب غلاء أسعار الأعلاف بأنواعها وعجزهم عن تدبر تكاليف تسمين رؤوس أغنام قطيعهم، ما يؤكده زميله ابن تاونات مصطفى الفحفوحي، قائلا "الوضع لا يطاق وحال الكسابة يبكي". وحجة مصطفى أن فلاحين تضرروا من نفوق ماشية بسبب الجوع أو العطش، وآخرين مخيرون بين بيع ماشيتهم بأبخس الأثمان أو الاكتواء بنار أسعار العلف الملتهبة بعد تلف المحاصيل الزراعية وقلة الأمطار، خاصة بالنسبة للفلاح الصغير الذي يلعب دورا محوريا في الدفع بعجلة الاقتصاد ولا يولي الاهتمام كثيرا. الاهتمام بالكساب لم يكن بنفس تطلعاته، رغم توزيع نحو 15 ألف قنطار من الشعير المدعم على مربي الماشية بأقاليم وعمالات جهة فاس. كمية مهمة، لكنها لم تف بكل الحاجيات، ليترك الفلاح وجها لوجه أمام غلاء أسعار أعلاف أخرى لا تسعفه إمكانياته شراءها، ما جعله يتخلى عن تسمين قطيعه. حميد الأبيض (فاس)

غلاء الأعلاف يفاقم الوضع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العرض يفوق الطلب

الأضحى... رواج بـ 1200 مليار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات