الشقق المفروشة… دعارة مقنعة

"باطرونات" وسماسرة في قفص الاتهام وإعلانات لاستقطاب الباحثين عن اللذة رغم أن كراء الشقق المفروشة، منظم بالقانون، سيما ظهير 11 يناير 1932، الذي يبين كيفية استغلالها والتصريح بالوافدين عليها، إلا أن جهات تحايلت على القانون، وصارت تستغلها في الدعارة، عبر كرائها للباحثين عن اللذة. تحدد سومة الكراء حسب المدة الزمنية التي يرغب فيها الزبون في ساعة، ويتراوح الثمن ما بين 200 درهم إلى 300، ويمتد الأمر إلى ليلة أو ليلتين وبالتالي، قد يصل الثمن إلى ألف درهم لليلة الواحدة. المثير في هذا الأمر أن عمليات الكراء رغم أنها مشبوهة، فإنها تتم بعيدا عن أعين الجهات الأمنية وحتى الضريبية. افتضاح هذه الأنشطة المشبوهة، يبقى رهين شكايات تقدم إلى مصالح الأمن، سواء من قبل الجيران نتيجة الإزعاج، أو مضايقات، أو حدوث شجار وتخريب بسبب السكر العلني، أو من قبل فتيات وشابات يفضحن فيها تعرضهن لاستغلال جنسي أو اغتصاب، كما قد تتسبب مآس في فضح المستور، من قبيل حدوث وفاة داخل الشقة، كما الأمر لخليلين فارقا الحياة نتيجة تسرب الغاز. إشهارات علنية تحرج السلطات مواقع تحدد أسعار الساعة ونصف اليوم وسكان أجبروا على التعايش لم تعد مفاتيح الشقق المفروشة صعبة المنال، أو تحتاج إلى وسيط وسرية وغيرهما من الوسائل التقليدية للقاء والكراء، بل سهلت إعلانات بمواقع على الأنترنيت مشفوعة بأرقام الهاتف وتقنية تحديد الموقع عن بعد، عملية التواصل بين صاحب او صاحبة الشقة المفروشة وبين الزبون المفترض، ولا يشترط الكراء المحدد بالساعة أو نصف اليوم، وثيقة التعريف أو شهادة العمل، بل عند الاتصال يكون هاجس مالك الشقة هو الأداء مسبقا والإفراغ في الوقت المحدد. وتنتشر "ستوديوهات"، عبارة عن شقق صغيرة مفروشة، بأحياء بوركون والمعاريف و2 مارس وغيرها من المناطق المصنفة راقية، إلى ملاذ للباحثين عن وكر للفساد، سواء خلال ساعات اليوم أو الليل، كما أن بعض تلك الشقق لا تكتفي مسيراتها بتقديم "البرتوش" فقط، بل تتعداه إلى توفير كل الحاجيات، وبطبيعة الحال، مقابل الدفع. ولا يهتم مالكو تلك الشقق بشعور الجيران، أو بما يلحق بهم من إزعاج، بل الغرض الرئيسي هو المدخول اليومي، إلى درجة أن هذه التجارة دفعت بعضهم إلى التخصص في المجال بالاقتناء المتزايد للشقق قصد وضعها رهن إشارة الراغبين في كرائها للساعة أو اليوم، فهذه الطريقة تقي من كرائها للشهر، لما تدره من مداخيل طائلة ولأنها أيضا تقي من تبعات عدم أداء السومة الكرائية الشهرية، وما يتبعها من مساطر تصل إلى التقاضي، من أجل الأداء والإفراغ، فالإفراغ بالنسبة إلى هذا النوع من الكراء فوري وسريع، أما الأداء فيكون مسبقا، وبأسعار تبدأ من 400 درهم للساعة، و1000 درهم لنصف اليوم أو الليلة. أسماء لإقامات راقية تطل على الكورنيش غير بعيد عن مسجد الحسن الثاني في اتجاه عين الذئاب، وببوركون والمعاريف وحي 2 مارس وغيرها، تتضمن شققا مفروشة مخصصة للكراء نصف اليومي، وبأسعار تنافسية، وبدون وسيط، يتم الإعلان عنها في مواقع الإعلانات الخاصة التي تكون بمقابل، أو على حسابات "فيسبوك"، على مرأى ومسمع من السلطات. وأجبر سكان عمارات على التعايش مع الزيارات المفاجئة لزبائن هذه الشقق، إذ لم يعودوا يطلبون منع ولوج هذه العينة إلى عماراتهم، بل أصبحوا يطالبون فقط بوقف الإزعاج ووضع حد للفوضى والسهرات التي تصل موسيقاها وصخبها إلى النائمين، وتضرب الاستقرار والسكينة والهدوء في مقتل. ويتكلف أشخاص ضمنهم بوابون بتسليم المفاتيح, وتسلمها عند قضاء الحاجة. ووجهت أسر من إقامات ببوركون شكايات إلى جهات مختلفة، بعد أن تحولت تجمعاتها السكنية إلى ما يشبه "الماخور" واستقطابها يوميا لوجوه غريبة عن السكان، واستمرار نشاط الدخول والخروج ليلا ونهارا، مع ما ينجم عن ذلك من احتقان وإزعاج. وسبق للمصالح الأمنية أن تعاملت مع شكايات واردة من النيابة العامة، ونفذت عمليات مداهمة، أسفرت عن إيقاف مطلوبين للعدالة، أو متحوزين بالمخدرات القوية، بل ضبطت في بعض الشقق قاصرات يتم استغلالهن في الدعارة. المصطفى صفر

الشقق المفروشة… دعارة مقنعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خادمة تتزعم عصابة لسرقة الفيلات

كيليطـو يلتقـي مترجـم أعمالـه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات