يعرف مسجد السلام الموجود قرب الملحقة التابعة للمجلس البلدي بالجديدة، إقبالا كبيرا للمصلين، خلال صلاة التراويح، إذ يشرع المصلون، مباشرة بعد تناول وجبة الفطور، في التوافد عليه بغية الفوز بمكان بالصفوف الأولى وراء الإمام الشاب يوسف الإدريسي. ورغم أن الشيخ الإمام حديث العهد بالمسجد ذاته، فإن صوته وصيته جلبا المصلين من كل أحياء مدينة الجديدة. التحق الإدريسي بمسجد السلام بالحي ذاته، شهورا قليلة قبل بداية شهر رمضان، قادما إليه من مدينة سلا، حيث تعلم فنون القراءات السبع، على يدي شيخه الفقيه محمد بن الشريف السحابي، شيخ المقرئين المغاربة المشرف على تعليم الخليجيين والمشارقة القراءات السبع والقراءات العشر للقرآن الكريم، التي يعتبر المغرب الأول بالعالم الإسلامي فيها، وإن كان بعض المتشبهين بالمشارقة، لا يولون أهمية لها، وينفرون من قراءة "تحزابت" المغربية. ولد الشيخ يوسف الإدريسي سنة 1996 بسلا وتابع دراسته بها، قبل أن يتخصص في علوم الفقه والدين، ويتبحر فيها على يد عدد من الفقهاء والأساتذة المتخصصين منهم، حسن البدوي الإدريسي بجرف الملحة بإقليم سيدي قاسم والفقيه ميمون الميموني وعبد الإله التيجاني ومحمد الزاكي بسلا. وسبق له العمل إماما بعدة مدن مغربية، منها سلا ووزان وفاس. واشتغل إماما بمسجد أم كلثوم التابع لإقامة أم كلثوم بحي الرحمة بسلا. وهو معروف بإتقانه للقراءات السبع. وعن كيفية التحاقه بالجديدة يقول الإمام الإدريسي: "عثرت على إعلان صادر عن المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالجديدة، وتقدمت بطلب مكتوب، وشاركت في عملية الاختبار والانتقاء وكان التوفيق حليفي، وأصبحت إماما للمسجد ذاته منذ ثمانية أشهر تقريبا". ويتردد على المسجد نفسه سكان الأحياء القريبة منه وحتى البعيدة، يقول نور الدين حلمي: "من عادتي خلال شهر رمضان أن أؤدي صلاة التراويح كل يوم بمسجد، ولما حللت بمسجد السلام، أعجبت بقراءة إمامه وشدني صوته وطريقة تلاوته للقرآن، التي تتميز بوضوح مخارج الحروف وسلاسة الإلقاء، وأصبحت متعودا على الصلاة وراءه". ويعرف فضاء المسجد الداخلي اكتظاظا، كما يتخذ المصلون المساحات المحيطة به، فضاء لأداء الصلاة المفروضة والنافلة. وأكد نبيل بونيف مؤذن بالمسجد ذاته، أنه رغم صغره نسبيا، فإن عدد المصلين به، بين النساء والرجال والأطفال، يفوق في أحيان كثيرة 5 آلاف فرد. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)