معالم خطة لحماية العالم القروي من شبح موسم سيء ستكلف عشرة ملايير درهم استنفر الملك محمد السادس، أعضاء الحكومة، في استقبالين منفصلين بالإقامة الملكية ببوزنيقة، ضواحي الرباط، لأجل التخفيف من وطأة الجفاف برصد 10 ملايير درهم، أي ألف مليار سنتيم لحماية سكان القرى. واستقبل الملك محمد السادس بالإقامة الملكية ببوزنيقة، مساء أول أمس (الأربعاء)، عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، ومحمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. ويندرج هذا الاستقبال، في إطار العناية الملكية الخاصة التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة لسكان العالم القروي، ولكل مكونات القطاع الفلاحي، خاصة في وقت يعرف فيه الموسم الفلاحي نقصا كبيرا في التساقطات المطرية، إذ بلغ المعدل الوطني للتساقطات لحد الآن 75 ملمترا، مسجلا بذلك عجزا بنسبة 64 في المائة، مقارنة بموسم عاد. هذه الوضعية المناخية والمائية الحالية أثرت سلبا على سير الموسم الفلاحي، خاصة الزراعات الخريفية وتوفير الكلأ للماشية. وأكد الملك ضرورة اتخاذ الحكومة لكافة التدابير الاستعجالية الضرورية، لمواجهة آثار نقص التساقطات المطرية على القطاع الفلاحي. وأعطى الملك أمره بأن يساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ 3 ملايير درهم في هذا البرنامج، الذي سيكلف غلافا ماليا إجماليا يقدر بعشرة ملايير درهم. ويرتكز هذا البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية، ويتعلق الأول بحماية الرصيد الحيواني والنباتي، وتدبير ندرة المياه، ويستهدف الثاني التأمين الفلاحي، بينما يهم المحور الثالث تخفيف الأعباء المالية عن الفلاحين والمهنيين، وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية، علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي. وكلف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي، الذي عرض على جلالته في الولاية الحكومية السابقة والممتد بين 2020-2027، 115.4 مليار درهم، بمساهمة الدولة بنسبة 60 في المائة، و39 في المائة من قبل الفاعلين المعنيين. وفي موضوع تحسين العرض المائي، يتوخى هذا البرنامج الحكومي تعزيز الرصيد الوطني بإنجاز 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 ملايير متر مكعب، بكلفة 21.91 مليار درهم، قصد بلوغ سعة تخزين إجمالية تقارب 27.3 مليار متر مكعب. كما يهدف إلى تعزيز العرض المائي بإنجاز محطات لتحلية مياه البحر، بينها محطتان توجدان قيد الإنجاز بأكادير، والحسيمة، فيما تمت برمجة ثلاث أخرى بكل من البيضاء، وآسفي والداخلة. وسيسهم هذا البرنامج الوطني، في التزويد بماء الري قصد سقي مساحة 510 آلاف هكتار، لفائدة 160 ألفا من الفلاحين، إذ سيكلف إجمالا 14.7 مليار درهم، من خلال الاقتصاد في ماء السقي بـ 9.5 ملايير درهم، وتحويل واستبدال نظم الري التقليدية، بالري الموضعي، انطلاقا من النتائج المشجعة لمخطط المغرب الأخضر، والتي مكنت من رفع المساحات المجهزة بالري بالتنقيط إلى حوالي 585 ألف هكتار، واستفادة أكثر من 100 ألف فلاح، وبرمجة مساحات إضافية تشمل 350 ألفا لإنقاذ الأراضي المسقية بسهل سايس، ومتابعة عصرنة دوائر الري الصغير، والمتوسط، وإطلاق مشروع التجهيز الهيدروفلاحي للمنطقة الجنوبية الشرقية من سهل الغرب، وبرمجة 659 مركزا للتزود بالماء، بكلفة 5 ملايير درهم، سيستفيد منها 7876 دوارا بكلفة تقدر ب 9.68 ملايير درهم، ما سيمكن من تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب لجميع دواوير المملكة. وبخصوص الاقتصاد في الماء الصالح للشرب، يهدف المخطط إلى تحسين مردودية شبكات التوزيع بالمدن، بنسبة 78 بالمائة في أفق 2027، ما سيمكن من اقتصاد ما مجموعه 207 ملايين متر مكعب من الماء. أحمد الأرقام