المنتدى الدولي للصناعة والخدمات سوس ماسة: منصة استراتيجية لانطلاق الصناعة المغربية

في خطوة استراتيجية تعكس طموح جهة سوس ماسة لتعزيز مكانتها على الخريطة الصناعية الوطنية، انطلقت بمدينة أكادير أشغال الدورة الأولى للمنتدى الدولي للصناعة والخدمات، تحت رعاية وزارتي الاستثمار والصناعة. هذا الموعد الاقتصادي الجديد، الذي يجمع فاعلين سياسيين واقتصاديين ودبلوماسيين، يشكّل منصة مرجعية لتسليط الضوء على المؤهلات الجهوية ولبنة أساسية في تنفيذ خارطة الطريق الصناعية للمنطقة، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية الرامية إلى إرساء تنمية صناعية متكاملة ومستدامة.
في كلمته الافتتاحية، أكد هشام الراحوي، المدير العام لمجلة “صناعة المغرب”، على البعد المواطن لهذه المبادرة. وقال: “يندرج هذا المنتدى في إطار الرؤية الملكية لتنمية صناعية متكاملة ومستدامة، كما عبّر عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس عند إطلاق مخطط تسريع التصنيع سنة 2018″، مشيراً إلى ذلك أمام جمع من صناع القرار السياسي والاقتصادي والدبلوماسي.
من جانبه، قدم كريم أشنكلي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، تفاصيل الإنجازات الملموسة التي جعلت من الجهة اليوم وجهة جاذبة للمستثمرين. ومع ما يقارب 900 هكتار من الأراضي الصناعية المؤهلة، بما في ذلك المجمع الصناعي المتكامل بأكادير ومنطقة التسريع الصناعي، أصبحت سوس ماسة تتوفر على بنيات تحتية تنافسية سمحت بخلق آلاف فرص الشغل، خاصة في منظومة صناعة السيارات.
تعتمد الاستراتيجية الجهوية على ثلاثة ركائز أساسية: التنافسية الصناعية، من خلال برنامج استثماري بقيمة 3 مليارات درهم لتحديث البنيات التحتية اللوجستية؛ الاستدامة البيئية، المتمثلة في تطوير مناطق صناعية إيكولوجية؛ ثم الإدماج الاجتماعي، عبر برامج التكوين والتشغيل المحلي. كل هذه المزايا تمنح الجهة القدرة على الانتقال من الرتبة السادسة إلى الرابعة وطنياً من حيث المساهمة في الناتج الداخلي الخام بحلول عام 2046.
على مدى يومين، يناقش المشاركون في المنتدى محاور رئيسية تهم التحول الصناعي، من قبيل الطاقات المتجددة، الرقمنة، الخدمات اللوجستية والخدمات ذات القيمة المضافة العالية. وتمثل هذه الدورة الأولى، ثمرة شراكة بين مجلة “صناعة المغرب” والمركز الجهوي للاستثمار سوس ماسة، وبدعم من المؤسسات المحلية، محطة مفصلية في تنزيل الرؤية الصناعية الجهوية.
“لدينا كل المقومات لنجاح هذا التحول الصناعي”، ختم السيد أشنكلي كلمته، داعياً المستثمرين الوطنيين والدوليين إلى الانخراط في هذه الدينامية الجماعية. دعوة وجدت صداها لدى مختلف الشركاء المؤسساتيين، المتحدين حول هدف مشترك: جعل المنتدى الدولي للصناعة والخدمات سوس ماسة موعداً سنوياً لا محيد عنه لمستقبل الصناعة المغربية.