إعادة الاعتبار إلى “العاهرات”

3 أسئلة * إلى الدكتور عبد الله أبو إياد > أبانت الجائحة، أن العاهرات من الفئات الأكثر تهميشا، فهل سيتمكن يوما من نفض غبار التهميش عنهن؟ > من يدعي أن الدعارة مهنة، ينتهك بشكل أو بآخر، الكرامة الإنسانية بصفة عامة وكرامة المرأة بشكل خاص. الدعارة ليست مهنة، إذا كان المجتمع الذي يعاب من هيمنة العلاقات الإنتاجية اللامتكافئة التي تقوم على التمييز والتحقير وعلى تشييء الإنسان وخاصة المرأة، فالمرأة ليست بشيء ولا يمكنها أن تكترى أو تؤجر جسدها حتى تسمى أنها تمارس مهنة. الدعارة إساءة للمرأة وللإنسانية. المرأة، كائن إنساني، من أجل ذلك من حقها أن تتعلم وتتربى وتشتغل وتستثمر، لكن ليس بعرق فرجها ورحمها، ولكن بعرق فكرها ومهاراتها البعيدة عن الجنس والجسد. من جهة أخرى، فجائحة كورونا وعلاقتها بحاجة المرأة للمال، فهذا مشكل قائم منذ سنوات طويلة. فحاجة النساء الفقيرات واللواتي في وضعية هشة، لابد أن تشبع وأن تؤمن وأن تكون من أولويات أي سياسة حكومية أو جماعة ترابية أو جهة مدنية. المجتمع الذي يحترم نفسه يقدس المرأة، ويحصنها ضد البغاء. لنجتهد حتى لا يكون البغاء مهنة، فالدعارة عنوان من عناوين الظلم والحرمان والقهر. > اضطرت الكثير من العاهرات إلى البحث عن حلول بديلة في ظل الوضع الذي فرضته الجائحة، منها مواقع التواصل الاجتماعي، فهل هي فعلا بديلة؟ > مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت لتنمية الفكر ولتوصيل المعارف ولسلاسة الاتصال بين المجتمعات من أجل التطور، وليس لاستعمالها من أجل التخريب وانتهاك الحرمات أو الابتزاز. أنزه هذه المواقع وأعتبرها من الوسائل للنهوض بالإنسان والتعليم والتثقيف، وليس كما يتصورها البعض والذين يعانون الفقر المعرفي والاجتماعي والثقافي والمادي، ويوظفون تلك المواقع بشكل منحرف. لابد من إعادة الاعتبار لمواقع التواصل الاجتماعي، على أن توظف بشكل يسهم في إنماء المجتمع، عوض تدمير الأفراد والمجتمعات. > كيف تكون نفسية العاهرة التي ترغم على الدعارة وتجد نفسها خارج حسابات المسؤولين رغم أنها مواطنة؟ > كل مسؤول ومن أي موقع، لا يفكر في تحصين المرأة ضد كل الصعوبات التي تعترضها والاحتياجات التي تؤمن حياتها، يجب أن يقدم استقالته وينسحب من المسؤولية. فأول مهمة يجب الوقوف عليها، تحصين النساء ضد العهر والضياع والحرمان وضد الانحراف. أي تصور آخر يريد أن يوظف المرأة في سياحة الجنس، خاطئ ويسيء للكرامة الإنسانية وللمجتمع وللوطن. فالمطلوب، هو إعادة النظر في المصطلحات، وأن نعيد الاعتبار للفئة التي تسمى بـ»العاهرات»، على أن نرقى بهن إلى ما هو أفضل، وإلى ما يؤمن صحتهن النفسية. فكيف ستكون الحالة الجسدية والنفسية للمرأة التي تمارس الجنس مئات المرات في السنة؟ وكيف سينعكس ذلك على وضعها الاجتماعي؟ المرأة ليست نصف المجتمع، إنما هي الأمينة على سلامته، والإساءة إليها إساءة للمجتمع. أجرت الحوار: إيمان رضيف * أستاذ باحث في علم النفس

إعادة الاعتبار إلى “العاهرات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ازدهار دعارة "المساجات" والسبا"

غرق شاب بأزمور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات