أزبال الحملة… أولى “هدايا” الأحزاب

المنتخبون سيفوزون بالمقاعد والناخبون وعمال النظافة سيربحون الأوساخ انتهت الحملة الانتخابية وحل يوم التصويت، وبعد مدة ستقتسم الأحزاب والمرشحون الفائزون بالمقاعد المناصب في ما بينهم، فيما سيرث المواطنون وعمال النظافة بشاعة الفضاءات العامة، وكتل الأزبال الملقاة في الشارع العام، ومن هذه المخلفات ما سيبقى لسنوات، من قبيل بعض الكتابات والصور المعلقة في بعض الأماكن، إذ سيفرض على المواطنين تلويث أبصارهم، بصور المرشحين في أحيائهم والفضاءات العامة، كما أن عمال النظافة سيتعبون في كنس أكوام المناشير، التي خلفتها الحملة الانتخابية. فضاءات ملوثة كانت وزارة الداخلية ستقدم للمغاربة أكبر هدية في 2021، لكنها تراجعت في آخر لحظة، وسمحت للأحزاب بأن "تعذب" الشعب مرة، بعد السماح لها بتوزيع المناشير، فرغم أن توزيع هذه المناشير على المواطنين، يمكن أن يساهم في نشر فيروس كورونا، إلا أن العملية فيها مضايقة كبيرة للمواطنين، فبمجرد مصادفة حملة حزب معين، يهرول العاملون معه في اتجاه الشخص، ويجبرونه على تسلم المنشور، فبغض النظر عن إمكانية نقل العدوى، فإن الشخص يصبح أمام معضلة أخلاقية، إذ يجد نفسه إما مضطرا للاحتفاظ بهذا المنشور في يديه، إلى حين إيجاد حاوية أزبال، وأحيانا ينقله معه إلى منزله، أو يساهم بدوره في تلويث المجال العام. وتحولت الأزقة والشوارع، إلى مزاد لمناشير الأحزاب، إلى درجة أن بعض الأرضيات لم تعد تظهر من شدة الأزبال الملقاة عليها، خاصة أن بعض أتبـاع المرشحين، يجتهدون في التلويث، إذ منهم من يرمي بمئات الأوراق في السماء في لحظة حماسية، ولا يدري أن جمعها سيكلف عشر دقائق أو ربع ساعة من قبل عامل نظافة، يعاني كل شهر مع جماعة البيضاء لصرف أجره. تعايش مع المرشحين رغم أن القانــــون يمنع على المرشحــــين وضــــع صورهم ومناشيرهم في بعض الأماكن، من قبيل المساجد والمساحات الخاصة للأفـراد وغيرهـــــا، إلا أن القانون سمح بتلــويث الباقــــي بصور الأحزاب ومرشحيها، والإشكال أن الحملـة الانتخابيــــــة سحابة عابرة، وسيصبر المواطن على هذا القدر "المحتوم"، لكن الإشكال أن جل الأحزاب لا تسحب مناشيرها، بل تدعهــا للتعايـش مع السكان. وكم من مرشح خســــر الانتخابات، وظلت صوره معلقة فــــي واجهـــــات المنـازل وبعض المحلات، وكم من عمود كهرباء، ما يزال يحتفـــــظ إلى اليوم ببقايا صور مرشحين من استحقاقات 2016، وكم من مدرسة فرضت على الإدارة إعادة صباغتها، بعد تلويثها بعبارات سياسية وانتخابية، وأرقام مكاتب التصويت. وسيضطر المواطنون في هذه الاستحقاقات أيضا، إلى التعايش مع صور عدد من المرشحين في أحيائهم ودروبهم وشوارعهم، إذ هناك من سيعاقبه الناخبون ولن يصوتوا لصالحه، ورغم ذلك "سيعذبهم" بصورته في أماكنهم العامة. ويتضح أن الأحزاب السياسية، مفلسة أخلاقيا، فرغم أنها تخرج في بيانات وبلاغات للتنديد بما تصفه بالاستعمال غير الأخلاقي للمال، لشراء أصوات المرشحين، وتندد بالعنف الممارس ضد ممثليها في الأقاليم وبعض الجماعات من قبل المنافسين، إلا أن هذه الأحزاب، لم تصدر أي بيان تدعو فيه أتباعها إلى عقلنة توزيع المناشير، وعدم الاعتداء على الفضاءات الخاصة للمواطنين، وعدم "إجبارهم" على تسلم المناشير، وعدم إلقائها في باحات المنازل ومن تحت أبواب الشقق. ومن مسؤولية الأحزاب، بعد مرور الاستحقاقات الانتخابية، وفرز الأصوات، أن تدعو أتباعها إلى تخليص المواطنين من صور المرشحين على أعمدة الكهرباء، وإعادة صباغة مكاتب التصويت من دور شباب ومدارس وغيرها، وأن تشكر عمال النظافة على المجهود الجبار، الذي يبذلونه من أجل فضاء نظيف، يرقى إلى تطلعات المواطنين. عصام الناصيري

أزبال الحملة… أولى “هدايا” الأحزاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أولمبيك آسفي ممنوع من ملعبه

إضراب اللاعبين يخيم على قصبة تادلة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات