“كيتـوهات” البيضـاء الجـديـدة

العاصمة الاقتصادية تتخلص من حزامها القصديري لترتدي حزاما إسمنتيا بلا مرافق بعد بضع سنوات على تدشين أحياء جديدة في أطراف البيضاء شيدت على أراض فلاحية، انتزعت من ملاكها بأبخس الأثمان، انتصبت مشاكل جوهرية تؤكد أن البيضاء تسير على درب النجاح في التخلص تدريجيا من ثوبها القصديري، إلا أنها في المقابل ترتدي لباسا إسمنتيا أشبه ب"الكيتوهات"، مشاكله لا تقل درجة عن تلك التي يعيشها سكان الأحياء القصديرية.عدا المشاكل التي تطرحها المساحات الضيقة للشقق، خاصة تلك التي تروجها شركات عقارية عملاقة، في إطار السكن الاجتماعي والاقتصادي، يواجه السكان وهم يؤسسون لحياتهم في هذه الأحياء الجديدة، خاصة تلك التي تقع في تراب جماعتي دار بوعزة والحي الحسني، مجموعة من المشاكل أولها غياب المرافق الحيوية، "لا صبيطار، لا ثانويات، لا بوليس"، يقول أحد سكان أحياء السلام، مضيفا أن السلطات لا تواكب المد الإسمنتي، "يعرفون مسبقا أن آلاف السكان، بل عشرات الآلاف إذا تحدثنا عن هذه الجهة فقط، سيستقرون في هذه الأحياء، وحتما أي تجمع سكني في حاجة إلى موارد بشرية تسير مرافقه، لكن رغم ذلك ينحازون إلى الإهمال". ما اعتبره المواطن نفسه "إهمالا"، فسره آخر بقلة الإمكانيات، "لا يجرؤون على فتح ثانويات أو مستشفيات لأنهم لا يقدرون على تشغيل موارد بشرية جديدة، ولا يستطيعون تنقيل موظفين من مناطق إلى أخرى لتغطية الخصاص، لكنهم في المقابل لا يضعون أي سياسة لحل هذه المشاكل ويحددون الأفق الذي يتحقق فيه ذلك"، يضيف المواطن الذي تحول من أب أسرة عادية وعامل بسيط في إحدى الشركات بليساسفة، إلى ممثل سكان ينتقل من حي إلى آخر، "لم أتوقع يوما أن أحشر نفسي في هذه الخانة، لكني بعد المشاكل التي عشناها هنا، وجدت أنه إذا لم يبادر بعضنا لإعداد ملفات مطلبية وطرق أبواب المسؤولين سواء في الجماعة أو مجلس المدينة أو حتى الإدارات المركزية، فإن المشاكل ستبقى على حالها، بل ستنضاف إليها مشاكل أخرى، لأن أبناءنا الصغار يكبرون وتظهر حاجات جديدة، من قبيل دور شباب وأماكن ترفيه ووسائل نقل إلى الجامعات والمدارس". للنساء أيضا حاجات لا يوليها أزواجهم أهمية، أو بالأحرى لا يضعونه على قائمة ملفاتهم المطلبية، "مستوصف صحي، لأن الأم والطفل يكونان في حاجة ماسة إلى مراقبة صحية أكثر من أي شخص آخر، فالحوامل يضطرن إلى اللجوء إلى العيادات الخاصة في وسط المدينة، لأنه لا توجد مستوصفات تفي بهذا الغرض، وقصر ذات اليد يجعلنا نفوت متابعة الحمل بانتظام، ما قد ينتج عنه مشاكل، بل إننا بدأنا نشعر بالمشاكل التي تعيشها نساء القرى النائية"، وهذا تضيف المتحدثة نفسها، لأن النساء يقصدن مستوصفا واحدا في أقرب الأحياء القديمة إلى الجديدة، ليجدنه مكتظا، "حتما لن يصل دورك أبدا، وستنتظرين اليوم كله إلى أن تغادر الطبيبة دون أن تستفيدي من أي خدمة". الأمن مشكلة أخرى تؤرق السكان سواء أولئك الذين مازالت أحياؤهم لا تتوفر على دوائر أمنية، أو الذين يقعون تحت نفوذ الدرك الملكي، فيلجؤون جميعا إلى إدارة واحدة تشغل عناصر تحسب على أطراف الأصابع، ويكون عليها القيام بكل الأعمال الإدارية والميدانية، وتتراكم على مكاتبها الملفات يوما بعد آخر، دون أن تتمكن من حل أي واحد منها. ضحى زين الدين

“كيتـوهات” البيضـاء الجـديـدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لا أحد يحب الدار البيضاء

معالم الدار البيضاء "أيامات العز"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات