إستراتيجية جديدة

العجلاوي قال إن علاقات المغرب مع بلدان الجوار تشهد انبثاق خريطة دبلوماسية أكثر وضوحا اعتبر الموساوي العجلاوي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس (الرباط)، والباحث في معهد الدراسات الإفريقية، أن علاقات المغرب مع بلدان الجوار تشهد انبثاق خريطة جيوسياسية جديدة متمحورة حول أفق حل النزاع الإقليمي، وأن كل المواقف المغربية تجاه نظام الواجهات المنكسرة في الجزائر أو تجاه الدول الأوربية تهدف إلى توضيح أكثر، أن المغرب يطرح خيارات جديدة بحسابات جديدة، دون أن يخل ذلك بعلاقات المغرب الإستراتيجية مع الاتحاد الأوربي، الذي سيعلن تضامنه مع اسبانيا في إطار ما يسمح به القانون المؤسس للاتحاد ، الذي يعطي لسبتة ومليلية وضعا خاصا. واعتبر العجلاوي أن الأحداث الجارية في المنطقة تؤكد أن الوضع الإقليمي دخل منعطفا حاسما منذ إعلان إدارة ترامب اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، وفتح قنصليات لأكثر من 16 دولة إفريقية في العيون والداخلة، والتأييد العربي لمغربية الصحراء، موازاة مع تزايد انكسارات واجهات النظام الجزائري والصراعات المعلنة بين الجنرالات، و بروز صراع بين الرئيس الموريتاني القديم والرئيس الحالي. و أن الأمور زادت أقلمة حساسيات التوازنات السياسية الإسبانية الداخلية بين الحزب الاشتراكي و بوديموس من جهة وتركيز النظر من لدن اسبانيا على الجزائر، من جهة أخرى، خصوصا وأن المخابرات الإسبانية كانت السبب المباشر في تفجير فضيحة باخرة الكوكايين في صيف 2018 ، التي عصفت بجنرالات جزائريين و مسؤولين سياسيين ورؤساء حكومات سابقة، وأفضت إلى حراك ما زال مستمرا إلى يومنا هذا. وتتضح معالم الخريطة الجيوسياسية الجديدة حسب العجلاوي، شيئا فشيئا، خصوصا وأن إدارة بايدن لم تتراجع عن قرار ترامب، ومنذ يناير 2021 إلى ماي 2021، ظهرت مؤشرات عدة من أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستحتفظ بموقف إدارة ترامب نفسه . وفعلا أعادت الخارجية الأمريكية يوم 18 ماي 2021 نشر الاتفاق الثلاثي في الموقع الحكومي، وهو اتفاق تلتزم الإدارة الأمريكية في إحدى فقراته الأولى بمغربية الصحراء. وهذا معطى أساسي وانتصار دبلوماسي للموقف المغربي في أفق الحل السياسي. وسجل المتحدث في تصريح للصباح أن وزارة الخارجية الإسبانية ألحت على البعد الإنساني الصرف لاستقبال إبراهيم غالي، وعلى العلاقات الطيبة القائمة بين المغرب واسبانيا، لأنها تدرك أن إدخال أرقام جديدة للنزاع الإقليمي، يغير من مرجعية الحل، الذي يؤكد المغرب على حصرية الأمم المتحدة في إيجاده، وأن الأرقام الجديدة تخدم أجندات الواجهة الجديدة للنظام الجزائري التي تتحرك منذ دجنبر 2020، في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي، وفي الاجتماع الأخير لمجلس السلم والأمن في عهدة رئاسة الجزائري إسماعيل الشرقي، وتعمل على تغيير مرجعية نزاع الصحراء التي توضحت معالمها جيدا منذ 2018، موضحا أن الموقف الرسمي المغربي في هذه القضية يرتكز على بعدين أساسين، أولهما حقوقي قضائي، إذ على المنظمات الدولية والاسبانية المعنية بحقوق الإنسان أن تتحرك ولو شكلا، وفي الأمر إحراج لهذه المنظمات ، خاصة الإسبانية، التي تعطي دروسا نهارا وليلا في ضرورة احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، والثاني سياسي إستراتيجي متعلق بالموقف الإسباني من نزاع الصحراء، والدفع به نحو الانتصار للحل السياسي. وشدد الموساوي على أن المغرب لن يقبل أبدا عودة إسبانيا إلى نزاع الصحراء من باب الأسباب الإنسانية والعلاقة مع الواجهة الجديدة للنظام الجزائري، ولن يقبل أيضا العودة إلى الملف من باب استعادة اسبانيا لإدارة الإقليم، والعودة إلى وضع 1975، كما تطرح ذلك «بوليساريو» والنظام الحاضن لها، وأن المسار المغربي الإستراتيجي في ما يجري حاليا هو حصرية الأمم المتحدة والأخذ بعين الاعتبار التراكم الحاصل في مقاربة الأمم المتحدة منذ 2007. ياسين قُطيب

إستراتيجية جديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لسنا حائطا قصيرا

سقوط شبكتين للاتجار بالبشر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات