ارتفاع مخيف بطنجة

ارتفعت في السنوات الأخيرة بطنجة والمدن الشمالية عامة، معدلات جرائم الاعتداء والقتل ضد الأصول، التي يصل بعضها إلى حد تقطيع الجثث والتمثيل بها بطرق بشعة، ويكون أبطالها أبناء «مساخيط» نزعت من قلوبهم الرحمة، وتحولوا إلى سفاحين يشهرون أسلحتهم في وجوه آبائهم وأمهاتهم، ويقومون بقتلهم على طريقة أفلام الرعب مع سبق الإصرار والترصد. وشهدت عاصمة البوغاز، خلال العشر السنوات الماضية، جرائم وحشية ارتكبت في حق الوالدين على يد أبنائهم وفلذات أكبادهم، الذين تخطوا كل الحدود ليصلوا إلى العصيان والضرب والقتل باستعمال أسلحة بيضاء وأدوات خطيرة مختلفة، بسبب الجشع أو نتيجة الانحراف والسقوط في مستنقع المخدرات، وأحيانا دون وجود أسباب وجيهة لارتكابهم مثل هذه الجرائم البشعة، التي أصبحت، للأسف الشديد، تطل بصفة شبه دورية على الهيآت القضائية المختصة، التي تصدر في حق مرتكبيها عقوبات قاسية تصل إلى حد الإعدام. جريمة حي «باسدينا» بطنجة، تعتبر من أبشع الجرائم التي صدمت الرأي العام المحلي والوطني قبل أسبوعين، بطلها شاب ثلاثيني وضع حدا لوالدته وأصابت أخته وزوجة أخيه بجروح خطيرة داخل منزل الأسرة، إثر نزاع عائلي مزمن أثار غضبه ودفعه إلى مهاجمة أفراد عائلته والاعتداء عليهم بوحشية مستعملا قنينة زجاجية مكسورة. وبحسب المساطر المنجزة، فإن الجاني، وهو أعزب يبلغ من العمر 32 سنة، قام بفعلته بعد عودته زوالا إلى بيت أسرته، ودخوله في جدال حاد مع والدته، البالغة من العمر 53 سنة، وشقيقته سرعان ما تطور إلى شجار أفقد الابن القدرة على السيطرة على تصرفاته، وأخذ في تحطيم أثاث المنزل قبل أن يعمد، وهو في حالة هستيرية، إلى تكسير قنينة زجاجية صوب بواسطتها لوالدته وشقيقته وزوجة أخيه ضربات متتالية أصابتهن بأنحاء مختلفة من أجسامهن، لتفارق الأم الحياة وهي على متن سيارة الإسعاف، متأثرة بمضاعفات جروح خطيرة أصابتها في صدرها وعنقها، وتسببت لها في نزيف دموي حاد عجل بوفاتها قبل وصولها إلى قسم المستعجلات. وبعد إيقاف المشتبه فيه، الذي سلم نفسه للشرطة طواعية اعترف تلقائيا خلال استنطاق أولي بارتكابه للجريمة وبكل تفاصيلها، مبرزا أن السبب الرئيسي وراء جرمه يعود إلى خلافات مزمنة بينه وبين والدته وإخوته نتيجة مشاكل تتعلق بإرث أبيهم، إلا أن حدتها زادت في الأيام الأخيرة، وتسببت له في توتر وأزمة نفسية دفعته إلى ارتكاب هذا الفعل المشين. المختار الرمشي (طنجة)

ارتفاع مخيف بطنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عجلات "ولاد زيان" تعود للدوران

قتل الأصول... الجرائم المرعبة

مقالات ذات صلة