ضعـف الحكامـة والقيـادة

أبا زيد قال إن البيضاء تحتاج شفافية في الصلاحيات وتعزيز المراقبة الداخلية بالجماعة اعتبر عبد الجليل أبا زيد، رئيس لجنة التعاون والشراكة والعلاقات العامة والخارجية بمجلس البيضاء، ونائب رئيس مقاطعة الحي المحمدي، أن حلم المدينة الذكية مازال بعيد المنال، وأن المدينة تحتاج اليوم شفافية في الصلاحيات وتعزيزا للمراقبة الداخلية، منبها إلى أن المدينة أصبحت مستنقعا يعج بالاختلالات العمرانية والبيئية، خاصة في ما يتعلق بعدم وجود مساحات خضراء كافية ومتلائمة مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى فوضى العدد الكبير للمركبات التي تجوب شوارعها بشكل عشوائي. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: ياسين قُطيب < نحن في نهاية الولاية الانتدابية التي شاركتم فيها من موقع الأغلبية في إطار التحالف مع التجمع الوطني للأحرار. هل أنتم راضون على الحصيلة؟ < لم يكن مبدأ الشراكة في تدبير الشأن العام من أولويات الولاية الجماعية المنتهية، ذلك أن التنسيق غاب مع كل الأحزاب، ولعل منطق الغلبة الذي طبع تدبير المدينة منذ 2016 جعل التنسيق بين مكونات المجلس مجرد حبر على ورق، ولكي لا نقول بغياب التشاور، دعني أقل بأنه كان تنسيقا صوريا. < باءت كل محاولات إقلاع تدبير الشأن البيضاوي بالفشل. ما السبب في نظركم؟ < لقد خصص جلالة الملك في خطاب أمام نواب الأمة سنة 2013 جزءا كبيرا للبيضاء، وهو حدث اعتبر سابقة خاصة بعدما كشف النقاب عن معضلة التسيير في أكبر مدن المغرب مشخصا أوضاعها ونواقصها ومشاكلها، من ضعف نجاعة تدخلات بعض المصالح الإقليمية والجهوية لمختلف القطاعات الوزارية، وعدم فعالية أسلوب التدبير المعتمد من قبل المجالس المنتخبة، التي تعاقبت على تسييرها والصراعات العقيمة بين مكوناتها، وكثرة مهام أعضائها وازدواج المسؤوليات رغم وجود بعض المنتخبين الذين يتمتعون بالكفاءة والإرادة الحسنة والغيرة على مدينتهم. وبكلمة واحدة، فالمشكل الذي تعانيه العاصمة الاقتصادية يتعلق بالأساس بضعف الحكامة. < أثرتم مشكلة الاختلالات البيئية، إلى من تحملون مسؤولية ذلك؟ < في سياق استعراضنا لجملة من المشاكل داخل البيضاء، يبقى المشكل البيئي الذي تعانيه المدينة، من أهم المشاكل المطروحة. وهذا راجع إلى عدم وجود مساحات خضراء كافية ومتلائمة مع المعايير الدولية، والعدد الكبير للمركبات التي تجوب شوارعها، واختناق حركة السير، وكذا الوضع المتهالك للعديد من وسائل النقل الخاص والعمومي، ناهيك عن التمدد العمراني والحضري العشوائي، بكل ما يعنيه من إكراهات تتعلق بتدبير للنفايات والصرف الصحي وغياب التجهيزات الأساسية، والإجهاز على الأراضي الغابوية والفلاحية، وانتشار الوحدات الصناعية داخل التجمعات السكنية. ورغم كل هذه التحديات، يصعب الحديث عن حل قريب لهذه المعضلات، إذ أن هناك عوائق عديدة تحول دون ذلك، منها تداخل الاختصاصات وغياب الالتقائية في سياسات تدبير قطاع البيئة محليا، وتغييب هذا القطاع في برامج عمل الجماعات المحلية، إلى جانب تدني مستوى الوعي، سواء لدى النخبة أو السكان، بأهمية البيئة في تحقيق التنمية، بل كثيرا ما ينظر إلى الحديث عنها على أنه نوع من الترف الفكري. < هناك من يقول إن مشكل البيضاء في الكفاءة والنخب. هل تتفقون؟ < صحيح أن تجديد النخب وضخ دماء جديدة أصبح أمرا لا مفر منه وهذا راجع بالأساس إلى أن البيضاء أصبحت قطبا ماليا دوليا يتطلب، أولا وقبل كل شيء، توفير البنيات التحتية والخدمات بمواصفات عالمية، وترسيخ قواعد الحكامة الجيدة، وإيجاد إطار قانوني ملائم وتكوين موارد بشرية ذات مؤهلات عالية واعتماد التقنيات وطرق التدبير الحديثة، غير أن البيضاء لا تجتمع فيها مع الأسف كل هذه المؤهلات, رغم المجهودات الكبيرة على مستوى التجهيز والاستثمار، وخاصة ما يتعلق منها بالتأهيل الحضري. فالتقدم الملموس الذي يتطلع إليه البيضاويون والبيضاويات، على غرار العديد من المدن الأخرى، لا يمكن أن يتحقق إلا بتجديد نخب شابة مؤهلة وقادرة على تدبير الشأن المحلي. < رغم أن البيضاء أصبحت ورشا ملكيا بامتياز، واجهت المدينة معضلة في تنزيل المشاريع المهمة. ما هي الأسباب في نظركم؟ < هذا سؤال مهم نظرا لما تشهده المدينة من أوراش منتشرة في كل ربوعها مع تسجيل بطء كبير في البنيات التحتية منذ سنوات كثيرة، خاصة تلك المتعلقة بالطرقات، ما يؤدي إلى عرقلة حركة السير والجولان بالأحياء والشوارع الكبرى، في ظل الأشغال المفتوحة التي تربك تحركات المواطنين. ولا تحترم بعض الشركات المشرفة على تدبير أوراش العاصمة الاقتصادية الآجال المحددة لها من قبل مجلس المدينة، الأمر الذي تسبب في استياء السكان الذين طالبوا المسؤولين المحليين بإخراج المشاريع المتأخرة إلى حيز الوجود في أقرب وقت. ولم تستغل الجهات المسؤولة حالة «الطوارئ الصحية» قصد تسريع إنهاء المشاريع المتعثرة، بالنظر إلى استمرار الأشغال في معظم مناطق العاصمة الاقتصادية إلى حدود الساعة، في ما مازالت مشاريع أخرى متوقفة. < قررتم في الفترة الأخيرة الانتقال من الحركة الشعبية إلى الأصالة والمعاصرة. ماهي القناعات التي حكمت هذا التغيير؟ < أولاً قناعة شخصية وإيماناً مني بالتغيير أولاً على مستوى الحي المحمدي بصفة خاصة والدار البيضاء بصفة عامة .إضافة لأسباب إنسانية تتمثل في عدم أداء قيادة الحزب واجب العزاء في وفاة والدتي، هناك أسباب موضوعية تتمثل في عدم وقوف حزبي السابق بجانبي أثناء تشكيل هياكل جماعة البيضاء، وكذلك في مقاطعة الحي المحمدي, مع أنني كنت الوحيد الذي أنقذ ماء وجه الحركة الشعبية في حصيلة البيضاء. < ما هي ملامح برنامجكم لإحداث الإقلاع المنشود سواء في الحي المحمدي، أو على مستوى البيضاء؟ < في ما يخص البرنامج لدينا فريق عمل متكامل وطموح لديه رؤية واضحة، يهدف أولا إلى تحديث آليات التدبير، خاصة في مجال اعتماد الرقمنة والشفافية، وذلك بوضع برنامج معلوماتي خاص بالجبايات المحلية، وترجمة فكرة الشباك الوحيد لرخص التعمير على أرض الواقع بمواصفات مهنية عالية، والعمل وفق إستراتيجية ومخطط للتواصل، من أجل تواصل فعال لجماعة مواطنة، وإحداث قسم لأنظمة المعلومات والتواصل، وخلية خاصة بتتبع شكايات المواطنين، بالإضافة إلى تعزيز المراقبة الداخلية بالجماعة، والانخراط في خدمة مكتب الضبط الرقمي.

ضعـف الحكامـة والقيـادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقطات

لقجع عضوا بالاتحاد العربي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات