عـاصـمـة الأنـوار

مواعد سنوية دولية ثابتة في السينما والمسرح والفنون الشعبية والضحك مراكش هي الثقافة أيضا والإشعاع الفني والموسيقي والمسرحي، وهي حاضنة الملتقيات العالمية في السينما والفنون الشعبية والكوميديا والفيلم القصير، من خلال مواعيد سنوية ثابتة، علقتها، على نحو مؤقت، أزمة كوفيد 19. يوسف الساكت فقط فيروس قاتل استطاع وقف دوران مهرجان بصيت عالمي، انطلق في 2001، واستمر لـ19 سنة متتالية، تعاقب على البساط الأحمر بقصر المؤتمرات بشارع محمد السادس، آلاف النجوم والممثلين من بقاع العالم. ويعد المهرجان الدولي للفيلم إحدى أهم المعالم الثقافية والفنية التي تجعل من الحمراء عاصمة للأنوار تضاهي العواصم الكبرى. وأضحى المهرجان، في السنوات الأخيرة، أهم المهرجانات العالمية وأهم مهرجان في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ليس فقط بالحضور النوعي لكبار نجوم الفن السابع، لكن أيضا لاهتمامه الكبير بالسينما الأوربية والهندية والعربية والأمريكية، وأيضا حصوله على أرفع الجوائز، مثل جائزة فيليني وجائزة روبيرتو روسيليني. وافتتحت الدورة الأولى في شتنبر 2001، وترأست لجنة التحكيم الممثلة البريطانية شارلوت رامبلينغ. وخلال الدورة نفسها عرض الفيلم المصري "سكوت حنصور" للمخرج يوسف شاهين، كما كان الممثل المصري عمر الشريف ضيف شرف. الفنون الشعبية... أصالة مدينة يعد المهرجان الوطني للفنون الشعبية أقدم مهرجان فني في المغرب، والتظاهرة الفنية الوحيدة تقريبا التي تسلط الضوء على التراث الشعبي النابع من مختلف مناطق المملكة، فضلا عن أنه يشكل مناسبة لتثمين الموروث الثقافي المغربي، وفرصة لإنعاش القطاع السياحي بالمدينة الحمراء. وإذا كانت الفنون الشعبية، في المغرب، تشكل جزءا من الحياة اليومية للمغاربة ومرجعية للهوية الوطنية، فإن المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي انطلق، في دورته الأولى، في 1960 تحت مسمى مهرجان فولكلور مراكش، ظل يشكل، حسب عدد المتتبعين، شهادة للوحدة في التنوع، من خلال تقديم ثقافة تتشكل من ثلاثة مكونات أساسية، عربية وأمازيغية وأفريقية، تعتني بالموروث المتوسطي والآثار الأندلسية، فيما تنفتح باستمرار على الثقافات الأخرى، دون أن تفقد أصالتها. ويرى عدد من المتتبعين أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية تعرض للتهميش لصالح الاتجاهات الفنية الجديدة، مع أنه يبقى واجهة لاستعادة الموروث اللامادي للبلد، وتقديم العروض الفنية الوطنية، الهادفة إلى توفير مساحة للتعبير عن جميع الفرق التي تعمل في حقل الفنون الشعبية، وأيضا من أجل الحفاظ على هذه الكنوز الفنية الثمينة. غير أن الفنون الشعبية، بقدر ما هي تراث لا يقدر بثمن، توجد، اليوم، في وضعية تهميش. في الوقت الذي يحذر المهتمون من أن هذه الفنون الشعبية تواجه خطر الاندثار، خصوصا أن الخلف لم يعد مضمونا، فيما يسير المخزون الفني نحو الاندثار، كما أن غياب النساء أصبح واضحا داخل هذه المجموعات الفنية، وصناع الآلات الموسيقية في انقراض متواصل، مع إشارتهم إلى مظاهر وتأثيرات العولمة والتمدن التي أحدثت تغييرا كبيرا على المجتمع المغربي، وأضعفت الفنون الشعبية. المهرجان يعود تحتضن مراكش بين 24 و28 غشت المقبل، فعاليات الدورة الحادية والخمسين من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، وذلك تحت شعار "أغان وإيقاعات أبدية". وذكر بلاغ للمنظمين أن النسخة الجديدة من المهرجان التي تم تأجيلها في أكثر من مناسبة عقب الأزمة الصحية لكوفيد- 19، تأتي هذه السنة بمبادرة من جمعية الأطلس الكبير وبالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة المغربية، وهي تمثل أكثر من حملة ترويج للمدينة الحمراء والتراث الثقافي الوطني، لأنه يعد تحديا حقيقيا للزمان من خلال أصالة فنون الأجداد التي لا تزال أكثر حيوية على مرّ السنين. وتحتفي دورة هذا العام بمرور أكثر من نصف قرن من الحضور الفاعل للفنون الشعبية في جميع جهات المملكة، إذ تتموقع كعمل ثقافي حقيقي للحفاظ على التراث المغربي. وأشار البلاغ إلى أن هذا الحدث الفني، "المقام سنويا بقصر البديع كمعلمة تاريخية عريقة يعود تاريخها للقرن السادس عشر، يستدعي وعيا ثقافيا قويا، حيث تعيد الفنون الشعبية إلى أذهان المتتبعين تجذر الانتماء، ويتعلق الأمر بثروة حقيقية عميقة للتراث متعدّد الأوجه الفنية والأبعاد الاجتماعية والروحية». وتنظم أغلب فعاليات الدورة التي تتواصل على مدى خمسة أيام، في فضاء قصر البديع، فيما تحتضن مواقع أخرى بالمدينة فقرات من برنامج التظاهرة، على غرار ساحة الحارثي وساحة "جامع الفنا" وواحة سيدي يوسف بن علي والمسرح الملكي. وفضلا عن الفرق المغربية التي تقترح فنونا تمثل مختلف جهات المملكة، من قبيل "أحواش" و"كناوة" و"عبيدات الرمى" و"الهواريات" و"الركادة" و"الدقة المراكشية"، تشارك في التظاهرة فرق من السنغال والجزائر وأوكرانيا والصين والولايات المتحدة. مهرجان الضحك يضاف هذا المهرجان إلى أجندة المواعيد الأساسية في مراكش، إذ وصل عدد دوراته إلى ثمان، قبل أن يوقفها كوفيد19، في نسختين متتالتين. ويعتبر مهرجان مراكش الدولي للضحك ملتقى للفكاهة والفكاهيين من المغرب وأوربا وأمريكا، أطلقه جمال دبوز، الفنان الفرنسي من أصل مغربي في 2011. ومنذ انطلاق المهرجان تقوم قناة "إم 6 " الفرنسية ببثه، وتقدر تكلفة كل دورة بـ 32 مليون درهم، تستخلص من عائدات الإشهار والشركات الحاضنة. ويترأس إدارة المهرجان جمال دبوز نفسه، وهو صاحب فكرة البرنامج المستوحاة من المهرجان الدولي للضحك الذي ينظم كل سنة في بلجيكا، ويتمتع "دبوز" بشعبية كبيرة في فرنسا والمغرب، وبعلاقات واسعة في كافة المجالات، أحسن توظيفها لإنجاح هذه التظاهرة الفنية السنوية.

عـاصـمـة الأنـوار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حملة مبكرة بـ"الكريدي"

صندوق خاص للإقلاع السياحي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات