بين الإكراهات المالية وتفشي المرض

فرض الضغط الذي عاشه المغاربة منذ فرض الحجر الصحي في مارس 2020، بسبب جائحة كورونا، على الأسر البحث عن سبل الترفيه عن النفس، وقضاء العطلة الصيفية المقبلة بعيدا عن القيود المفروضة من قبل السلطات، غير أن الخوف من الإصابة بالفيروس والعسر المادي، قد يكون لهما دور في تفضيل بعض العائلات قضاء العطلة بالمنزل. وأوضح الدكتور المهدي العلوي المراني، المختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي، في اتصال مع "الصباح"، أن الإكراهات التي عاشتها الأسر المغربية في السنتين الأخيرتين، بسبب الضغط الذي فرضه وباء كورونا، يدفعها إلى البحث عن طرق الترفيه عن النفس، وقضاء العطلة الصيفية في أماكن ومنتجعات سياحية، تخلصها من التراكمات التي عانتها أيام الحجر الصحي. وقلل العلوي المراني من تأثير الخوف من الإصابة بفيروس كورونا على الأسر المغربية، ومنعها من قضاء العطلة الصيفية خارج المنزل، بحكم أن عموم الناس بدؤوا يتخلصون من القيود المفروضة من السلطات، بسبب الحجر الصحي، وأغلب الأسر تخلصت من الخوف من كورونا أخيرا، خاصة بعد انطلاق عملية التلقيح، الشيء الذي يستبعد تأثير الخوف من كورونا على رغبة الأسر في قضاء عطلتها خارج المنزل. وأضاف العلوي المراني أن نسبة تأثير الخوف من الإصابة بفيروس كورونا، على الأسر في قضاء عطلتها خارج المنزل ضعيف، مقارنة بالعسر المادي، إذ أن العائلات الميسورة بإمكانها أن تختار قضاء العطلة الصيفية وفق شروط تحددها، حتى وإن كانت كثيرة، لأنها لا تعاني مشاكل مالية، وبإمكانها الاصطياف في فنادق تتوفر على خدمات ذات جودة عالية، علما أن حملة التلقيح بالمغرب تمر في ظروف جيدة. وأكد العلوي المراني أن العسر المادي له تأثير كبير على قضاء الأسر عطلتها الصيفية بالمنزل، خاصة مع مرور العديد منها بإكراهات مالية كبيرة، بسبب الجائحة، التي حرمتها من اقتناء احتياجاتها وأغراضها الضرورية، فما بالك بالبحث عن الكماليات، واستعمال المال لقضاء أغراض ترفيهية، سيما أن حجم الضرر كان كبيرا عليها، بالنظر إلى أن هناك من فقد وظيفته، وهناك من تضرر ماديا نتيجة إجراء خصم من الأجر، وما إلى ذلك من القرارات التي لم تكن في صالح بعض العائلات. وقال المختص في العلاج الأسري النسقي إن بعض العائلات قد تلجأ إلى الاقتراض، من أجل تسديد نفقات العطلة الصيفية المرتقبة، بالنظر إلى رغبتها في الترويح عن النفس، أو منح أطفالها فرصة قضاء العطلة، بعد أن حرمتها الجائحة من الاستمتاع بالعطلة الصيفية الماضية، غير أن ذلك قد تكون له عواقب وخيمة، وانعكاس سلبي عليها من الناحية المادية، سيما بالنسبة إلى الأسر ذات الدخل المحدود، وكذلك لتزامن العطلة أيضا مع عيد الأضحى، مع الأخذ بعين الاعتبار الدخول المدرسي، الذي يكلف كثيرا من الناحية المالية. ويعتقد المتحدث نفسه أن العسر المادي يشكل النقطة الوحيدة، التي قد تحرم الأسر من العطلة الصيفية، وأن الخوف من فيروس كورونا، لا يرقى إلى درجة عامل مؤثر عليها للتخلي عن فكرة قضاء العطلة بعيدا عن المنزل، معتبرا أن عملية التلقيح، ووضع أثمنة مناسبة من قبل المؤسسات السياحية، يعززان بدورهما من رغبة الأسر في قضاء العطلة الصيفية دون قيود. صلاح الدين محسن

بين الإكراهات المالية وتفشي المرض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كاف" تزكي كأس إفريقيا بالكامرون

حكايا الحب في "واحة المياه المتجمدة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات