صحافيون يشنقون مهنتهم

البارودي قالت إن صالات التحرير مقبرة المبدع وزيد تحدث عن مهنة تقتل الأديب لم يرحم صحافيون مبدعون مهنتهم، في ندوة بالمعرض الدولي للكتاب والنشر، أول أمس (الثلاثاء)، فاعتبروها "مقبرة" و"قاتلة" وعدوة تستحق الشنق في ساحة "الإبداع". وبحثت عائشة بلحاج، التي تكلفت بتسيير الندوة، عن "ظروف التخفيف" قبل شنق مهنة الصحافة، وتحدثت عن المسافة التي تفصل بين الأدب والصحافة، التي تكاد أن تتحول إلى مجرد فكرة متخيلة تصل بين هاتين الممارستين الرفيعتين. وقالت بلحاج إن عالمي الصحافة والأدب يتقاطعان، وينهل كلا منهما من النبع ذاته، من الواقع المعيش واللغة الحية الطرية الطازجة، التي تستهدف إغراء القارئ أو إقناعه بفكرة ما، واستحضرت تجارب كتاب بدؤوا صحافيين وانتهوا روائيين كبارا، مثل غارسيا ماركيز من كولومبيا، ونجيب محفوظ من مصر، أو عبد الكريم غلاب من المغرب. ولم ترحم فاطمة البارودي، المدير السابقة لمديرية الأخبار بالقناة الأولى، مهنتها السابقة، فقالت إن الصحافة أكلت الكثير من موهبتها الأدبية، والاشتغال في الأخبار هو صراع مع الوقت، كما أن صالات التحرير مقبرة للإبداع، فهي تسطو على المبدع، رغم اجتهاداتها، مشيرة إلى أن الكتابة هواء، إلا أن لحظات تنفس الصحافي قليلة جدا. ولم تقاوم البارودي عشقها للصحافة، رغم "إعدامها" للإبداع، فقالت إنها عالم جميل بالنسبة إلى الصحافيين الذين لا علاقة لهم بالإبداع، فلها ميزتها، قبل أن تخلص إلى أن الصحافة تعطيك وضعا اعتباريا، والإبداع يمنحك مكانة. أما عبد الحميد جماهري، مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي، فكشف عن حلم طفولته بأن يصبح راعي غنم، ثم قادته تجارب الحياة إلى ركوب القطار، حتى وجد نفسه يطالع كتابا لحظة وصوله إلى محطة القطار المسافرين بالبيضاء، حيث انتبه إلى جملة بالكتاب تتحدث عن الصحافة، ثم ابتدأ التدريس وانتهى صحافيا في جريدة "ليبراسيون" يكتب باللغة الفرنسية ويبدع في دواوينه بالعربية. ولم تجد "الصحافة" نصيرا لها، في ندوة معرض الكتاب، فاستمع، حميد زيد، إلى كلماتها الأخيرة، قبل تنفيذ حكم الإعدام، فوصفها ب"عدوة الأدب"، لأنها تقتل الشعراء، ف"كلما كتبت مقالا فقدت جزءا من إبداعي، فهي لا تحب العطالة، بينما الأديب يستثمر عطالته في الإبداع"، وقال:"اخترت أن أجمع بين الصحافة والشعر، فضحيت بشخصية المبدع، فأنا، الآن، نصف صحافي ونصف كاتب... أنا كاتب أخدع هذه المهنة، فلست مهنيا، رغم أن الصحافيين اعترفوا به، وهي مفارقة لا تحدث إلا في المغرب والدول العربية، علما أن الصحافة تكتب في كل شيء، أما الأدب فيكتب في اللاشيء". خالد العطاوي

صحافيون يشنقون مهنتهم

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لطبيب وممرض بصفرو

جوليا كفيفة "للمرة المليون"

مقالات ذات صلة