لمسة الطفولة في أروقة وتكريمات لرواد الثقافة والقلم تتواصل بالرباط فعاليات الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع جهة الرباط- سلا- القنيطرة، وولاية جهة الرباط- سلا- القنيطرة. المعرض يشكل فرصة مصالحة مع الكتاب والأنشطة الثقافية التي يحضرها المبدعون والكتاب، كما تنفتح فيها مؤسسات وهيآت على قطاع النشر ببرمجة لقاءات وتوقيعات. في هذا الخاص تضعكم "الصباح" في أجواء الدورة. برادة يشرح أزمة اتحاد الكتاب تكريم صاحب «لعبة النسيان» ضمن فقرة «مسارات» حول الأديب والكاتب محمد برادة لحظة تكريمه، مساء أول أمس (الأربعاء)، إلى فرصة لتشريح أزمة منظمة اتحاد كتاب المغرب، وموجها نقدا لاذعا إلى قيادته الحالية، معتبرا أنها تتحايل على القانون. وأوضح برادة، الذي تم الاحتفاء به ضمن فقرة "مسارات"، أن هذه المنظمة كانت نموذجا للتسيير الديموقراطي، قبل أن تتحول إلى إطار تستمر فيه القيادة عشر سنوات، ضدا على القانون. وأضاف صاحب "لعبة النسيان" أن فراغا كبيرا تركه اتحاد كتاب المغرب الذي كان قوة اقتراحية، وبفضل استقلاليته وصفته غير الحكومية وأنه لم يكن يمثل الدوائر الرسمية، حظي بتقدير كبير خارج المغرب. ودعا الأديب المغربي المكرم إلى ضرورة تدخل الدولة لحل الأزمة الدائمة لاتحاد كتاب المغرب، كما طالب الأدباء الشباب بضرورة الانخراط وتحمل مسؤوليتهم ضمن هذه المنظمة من أجل إحيائها وبعث الحياة فيها. وشكلت فقرة "مسارات" فرصة لتكريم الأديب والناقد محمد برادة، والاعتراف بمساره الثقافي الحافل وإسهاماته الرائدة في المشهد الأدبي المغربي والعربي. وسلط المتدخلون خلال هذا الحفل، الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وحضرته نخبة من الأدباء والنقاد والإعلاميين، الضوء على الدور المحوري الذي اضطلع به محمد برادة في بناء صرح الثقافة المغربية الحديثة، وترسيخ الحداثة الأدبية، من خلال إبداعه في الرواية والقصة القصيرة والمسرح والترجمة والنقد الأدبي. واستحضر المتدخلون مساهمة المحتفى به البارزة في تأسيس اتحاد كتاب المغرب، إلى جانب الراحل محمد عزيز الحبابي سنة 1961، وانتخابه رئيسا لهذه الهيأة ثلاث ولايات متتالية (1976، 1979، 1981)، تقديرا لعطائه اللامحدود في توسيع إشعاع الثقافة المغربية وتمتين جسور التواصل الثقافي بين المغرب والمشرق العربي. وفي مداخلة بالمناسبة، أكد الأستاذ الجامعي، محمد الداهي، أن برادة اضطلع بدور مركزي في إرساء أسس الأدب والنقد الجديدين، وأنزلهما من برجهما العاجي وجعل منهما موضوعا للتداول في الفضاء العمومي. وأضاف أن برادة لعب دورا محوريا في المرحلة التأسيسية لاتحاد كتاب المغرب، مبرزا مساهماته في إسماع صوت المثقفين المغاربة آنذاك في المحافل العربية والدولية. من جهته، وصف الناقد والباحث، رشيد بنحدو، برادة بـ "الدينامو الثقافي" الذي لا ينازعه في هذا اللقب أحد من مجايليه، مشيرا إلى شغف المحتفى به المتواصل بفن الرواية وإخلاصه له تدريسا وتأطيرا أكاديميا وترجمة وتحليلا نقديا. من جانبه، أبرز الناقد التشكيلي، حسن بورقية، في رسالة تليت باسمه خلال الحفل، أن برادة ظل دوما عاشقا للأدب، وفتح عبر كتاباته نوافذ على آداب العالم والعالم العربي. واعتبر أن برادة كان أستاذا استثنائيا، عرف كيف يوسع آفاق طلبته عبر تقديم رؤى أدبية عالمية للغة والحب والسياسة والصداقة، مستحضرا لقاءاته المميزة مع كتاب كبار مثل محمود درويش، وهدى بركات، وإدوارد سعيد، والتي تحولت إلى دروس أدبية وإنسانية عابرة للزمن. وفي كلمته خلال الحفل استحضر الأدوار التي اضطلع بها كل من الأديبين، عبد الكريم غلاب وعبد المجيد بنجلون، في توجيه مساره الأدبي والفكري. ويعد محمد برادة، المزداد سنة 1938، أحد أهم الروائيين والنقاد العرب، ومن مؤسسي اتحاد كتاب المغرب. ومن أهم أعماله الروائية "الضوء الهارب" و"مثل صيف لن يتكرر" و"حيوات متجاورة" و"امرأة النسيان"، وأخرى نقدية من قبيل "أسئلة الرواية، أسئلة النقد"، و"لغة الطفولة والحلم... قراءة في ذاكرة القصة المغربية". عزيز المجدوب أطفال "يغزون" المعرض أول ما يشد انتباه زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الجارية، عدد الأطفال الذين يجوبون بعض أروقته، والذين يستفيدون من ورشات خاصة بهم، وعددهم داخل فضاء "سنافر"، الذي وضعته الوزارة "ليتعرف الجمهور الصغير على العالم السحري لهاته الشخصيات الزرقاء الصغيرة". عشرات الأطفال، كانوا من زوار المعرض، منذ افتتاح فعالياته، وقصدوا المكان في إطار زيارات تنظمها مؤسساتهم التعليمية، علما أنه خلال، عطلة نهاية الأسبوع، "غزوا" المكان، وصاروا أهم زوار التظاهرة في دورتها 30، سيما أن إدارة المعرض وضعت برنامجا خاصا بهذه الفئة. ويتضمن برنامج الطفل، حسب ما أكدته المسؤولة عن التوصل بفضاء الطفل، ورشات مختلفة، تنظم تحت شعار "ملونو العالم: مبدعون لعالم أجمل وأكثر تناغما"، مشيرة إلى أنه في ذلك المكان تتفتح فيه المخيلة، وتصبح الألوان فرشاة للأحلام والإبداع "هنا الأطفال مدعوون ليصبحوا ملوّنين حقيقيين للعالم، مستكشفين للجمال والتناغم، ومحتفيين بثراء التنوع بكل أشكاله". وأضافت المسؤولة ذاتها أنه من خلال الأنشطة المنظمة في فضاء الطفل، يصير الأطفال مستكشفين للتنوع الثقافي، ويتعرفون على أشياء وتقاليد من جميع أنحاء العالم، ما يعزز تقديرهم لتنوع الثقافات، عبر الحوارات التفاعلية والألعاب التعاونية. وكشفت المتحدثة ذاتها أن فضاء "ملونو العالم" يضم ستة أقسام فرعية، تهدف بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على التنوع بشكل عام، علما أنه في أحدها يكتشف الأطفال أعمالا فنية غير اعتيادية، وتركيبات تفاعلية وعروضا ضوئية تنقلهم إلى عوالم خيالية، تعكس تعدد الثقافات والتعبيرات الفنية عبر العالم. إيمان رضيف باحثون في ضيافة وزارة العدل ناقشوا مقاربة النوع بين التشريع والفقه الإسلامي احتضن رواق وزارة العدل، أول أمس (الأربعاء)، لقاءا فكريا تحت عنوان "مقاربة النوع بين التشريع والفقه الإسلامي"، قام بتأطيره الأستاذ عبد الوهاب رفيقي، باحث في الفكر الإسلامي، والأستاذة نادية الشرقاوي، باحثة في الدراسات النسائية، والأستاذة أمينة الديك، رئيسة مرصد العدالة الاجتماعية المستجيبة للنوع الاجتماعي. وتحدث عبد الوهاب رفيقي عن أثر العرف والتقاليد والثقافة المجتمعية في تشكيل مقاربة النوع داخل مدونة الأسرة المغربية، من خلال تحليل عدد من المقتضيات التي تضمنتها تعديلات سنة 2004، وكذا تلك المقترحة ضمن الإصلاح المرتقب. وقد بيّن كيف أن بعض القضايا، مثل مسطرة الطلاق للشقاق أو تدبير الأموال المكتسبة أثناء الزواج، لا تعد مسائل فقهية تقليدية بالمعنى الصارم، إذ لا نجد لها جذورًا مباشرة في المدونات الكبرى للفقه المالكي أو في غيره من المذاهب الإسلامية. ورغم ذلك، فقد اجتهد فيها العلماء المعاصرون، وأصدروا بشأنها فتاوى متقدمة جدا، استنادا إلى ما كان سائدا من أعراف وتقاليد في المجتمع المغربي، والتي أثرت بشكل كبير في صياغة المقتضيات القانونية ذات الصلة. ومن المهم التنبيه، يضيف رفيقي، إلى أن الفقه المغربي تميّز تاريخيا باعتباره العرف مصدرا من مصادر التشريع، وهو ما لا نجده بهذا الوضوح في باقي المدارس الفقهية في العالم الإسلامي. ويُشهد لهذا بوجود مفاهيم مثل العمل السوسي، والعمل الفاسي، والعمل التونسي، وهي أعراف فقهية مناطقية كان يستند إليها في إصدار الأحكام والفتاوى. وانطلاقا من هذه الخصوصية، اعتمد المشرّع المغربي، في إطار مقاربته النوعية، على الأعراف السائدة وثقافة المجتمع، من أجل صياغة نصوص قانونية أكثر عدالة وإنصافا. وهذا توجّه يُعد محل تثمين، بل ومثار إشادة، لما فيه من توافق بين روح الشريعة وواقع المجتمع المغربي. من جانبها اعتبرت نادية الشرقاوي أن الحديث عن موضوع "مقاربة النوع بين التشريع والفقه الإسلامي" يستدعي استحضار سؤال التجديد في عالمنا المعاصر في القضايا المتعلقة بالمرأة خاصة، والنصوص المنظمة لقانون الأسرة على وجه العموم، لتجاوز بعض القوانين والممارسات المجتمعية التي تلقى قبولا داخل منظومة المجتمع الذكوري، وتبحث عن شرعيتها في النص الديني. وفي الوقت نفسه ضرورة البحث عن الحلول الملائمة التي تنسجم مع روح الإسلام والقيم التي أسس لها والمستجدات المعاصرة التي تحتاج إلى اجتهاد، متسائلة إن كان الفقه يتوفر على آليات تمكنه من مواكبة المستجدات الراهنة، وكيف يمكن إصلاح المفاهيم التي تكرس السلطة الذكورية كمفهوم القوامة. وفي سياق حديثها عن "مقاربة النوع في التشريع المغربي"، قدمت الشرقاوي الإطار المفاهيمي لمفهوم النوع ونشأته، موضحة أنه مفهوم متطور بتطور واختلاف السياق، سواء على المستوى الدولي أو الوطني، وبسط دور الحركات النسائية في ذلك. ليتم بعدها تقديم الإطار الدستوري والتشريعي لمقاربة النوع وحماية حقوق المرأة، وعلى مستوى الحقوق السياسية والمدنية، من جهة، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، من جهة أخرى، مع التركيز على مقتضيات الحماية في الترسانة الجنائية، ومدونة الأسرة، وقانون الشغل، إضافة للمشاركة السياسية وولوج مناصب المسؤولية. وقد تم تقديم كل هذه الجوانب دون إغفال الحديث عن التحديات ومتطلبات المجتمع المدني الدولي. ع. م