انخفاض غير مسبوق للحرارة

معاناة سكان الأطلس المتوسط مع الصقيع وتكاليف الحطب الباهظة انخفضت درجة الحرارة بشكل كبير بمناطق الأطلس المتوسط، إذ بلغت ناقص سبعة في بعض المناطق، كما ارتفعت معاناة سكان ضحايا صقيع الطقس والإهمال، ممن يواجهون البرد القارس بإمكانياتهم الشخصية، في غياب مبادرات رسمية تخفف عنهم وطأته على أجسادهم رغم تعايشها مرغمة مع أجواء قاسية تتكرر وأوضاع ثابتة في الأمكنة ولا تختلف مهما اختلفت الأزمنة. وتزداد حدة المعاناة بالنسبة إلى رحل هائمين بين جبالها بحثا عن كلأ لماشيتهم، أو مستقرين مؤقتا بمواقع ألفتهم في براريك من البلاستيك والقصدير، لاتقيهم شر البرد والصقيع رغم تسلحهم بما قد يتوفر من حطب ليس سهلا تزودهم بالكمية الكافية منه لاتقاء شر أمراض تتكاثر في صفوفهم، خاصة كلما قسا الطقس عليهم. بإيموزار كندر بصفرو وفي جبل هبري وميشلفين بإفران وعلى طول الطريق وفي جبل بويبلان الملون بالبياض طيلة السنة والشاهد على موت راع قبل أسابيع قليلة مضت، وبمناطق متفرقة ببولمان، تتحالف الطبيعة مع الأوضاع الاجتماعية المزرية، على سكان تتوحد معاناتهم، حيث لا مجال للتقاعس في إيجاد وسائل مقاومة البرد. بالنسبة لهؤلاء ولغيرهم القابعين في الهامش بكهوف البهاليل وإيموزار، فوسائل التدفئة أيا كانت نوعيتها ومصادرها، هاجس يومي مؤرق خاصة أمام غياب إمكانيات استعمال الوسائل الحديثة والكهربائية في ذلك، سيما حيث يرتكن الرعاة الرحل ونساؤهم وصغارهم، قانعين بأحوالهم مهما قست، في قاعة انتظار رأفة المسؤولين. كل أسرة تحتاج على الأقل إلى ثلاثة أطنان من حطب التدفئة لسد حاجياتها في مثل هذه الأيام الباردة، أي نحو ثلاثة آلاف درهم مجموع راتبي شهرين من العمل في رعي ماشية كبار الفلاحين من مشغليهم المستقرين بعيدا، حيث الأجواء ألطف والظروف أرحم بهم، دون رعاة قدرهم أن يقاتلوا البرد والنسيان والتناسي، وحيدين دون معين. يلجأ أغلبهم إلى الغابة المجاورة للتزود بما يبس من الحطب، ويتملكهم الخوف من ذعائر المياه والغابات التي لا ترحم المخالفين قاطعي الأشجار ومستنزفيها، في انتظار تعميم توزيع مدافئ صديقة للبيئة في مبادرة أطلقتها قبل سنوات، وقد تكون حلا ناجعا لمحاربة استنزاف الغابة ومقاومة البرد. هذا الوضع المؤلم الذي لا يحسدون عليه، يستغله بعض المضاربين للكسب غير المشروع على حساب آلامهم التي لا تنتهي، بالرفع من أسعار حطب التدفئة بشكل غير مشروع ولاإنساني، إلى ما فوق 1200 درهم للطن، ما ليس باستطاعة هذه الفئة من المواطنين، كما الأسر الفقيرة التي تتدبر وسائل عيشها بصعوبة. حميد الأبيض (فاس)

انخفاض غير مسبوق للحرارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بني ملال تطلق ميثاق مدرسة المواطنة

الاستقلال: سياسة الحكومة فاشلة

مقالات ذات صلة