أمن طانطان … عيون لا تنام

دوريات لا تكل ولا تمل للتصدي للجريمة وارتياح كبير للمواطنين إنجاز : محمد بها - تصوير : عبد اللطيف مفيق (موفدا الصباح إلى طانطان) الساعة تشير إلى السابعة مساء، اجتماع واستنفار بمقر المنطقة الإقليمية للأمن بطانطان، المناسبة استعداد المصالح الأمنية بالمدينة لانطلاق حملاتها لاستتباب الأمن كما جرت العادة. بحضور طاقم "الصباح"، تناول رشيد زريكم، رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بطانطان، الكلمة، وشرع في إعطاء توجيهاته لرؤساء المصالح الأمنية التي تتشكل من يونس بنجويد، رئيس فرقة الشرطة القضائية، وعبد العزيز مروح، رئيس الهيأة الحضرية، وأحمد حربيل، رئيس الفرقة المتنقلة للحفاظ على النظام، ورؤساء الدوائر الأمنية ومساعديهم، من أجل توزيع الخطط الأمنية التي يتم تطبيقها بشكل يومي للقيام بعمليات استباقية والتصدي لمختلف أشكال الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين بالشارع العام. تتميز المنطقة الإقليمية للأمن بطانطان، عن مثيلاتها بالاستفادة من التوزيع المعقلن للدوائر الأمنية، فمرافق الأمن تم تقسيمها إلى ثلاث دوائر للشرطة في عدة أحياء، تغطي قطاع المدينة إضافة إلى مصلحة حوادث السير التي تغطي المدينة بكاملها، وفرقة الشرطة القضائية وفرقة الاستعلامات العامة وهو ما ساهم في جعل المنطقة مطوقة وتحت السيطرة، الأمر الذي عزز الإحساس بالأمن. وتتشكل مرافق الأمن الثلاثة من الدائرة 1 وتوجد قرب المنطقة الإقليمية لأمن طانطان بشارع الحسن الثاني، والدائرة 2 بحي عين الرحمة والدائرة 3 بالحي الجديد، إضافة إلى الفرقة المتنقلة لحفظ النظام. وتتكون المنطقة الإقليمية من الشرطة الحضرية وقاعة المواصلات والاستعلامات العامة وكتابة الاستعلامات العامة والمحاسب وفرقة المرور والهيأة الحضرية ومكتب المخالفات والمصلحة الإدارية ومكتب قطر السيارات والعتاد. وبهدف جعل المنطقة الإقليمية في مستوى التزايد العمراني وتوفير ظروف جيدة لتجويد الخدمات المقدمة، تقرر بناء مقر جديد للمنطقة الإقليمية للأمن بشارع الحسن الثاني قرب المدخل الشمالي للمدينة، حتى يستجيب لحاجيات السكان، في كل ما يتعلق بتوفير العناصر البشرية والوسائل اللوجيستيكية اللازمة لإنجاح عملية استتباب الأمن. دوريات لا تكل على امتداد المناطق والأحياء التي تدخل ضمن دائرة نفوذ المنطقة الإقليمية للأمن بالمدينة، لا بد للمارة أن يلحظوا تعزيزات أمنية تضم رجال أمن بمختلف تشكيلاتهم، تجوب الشوارع والأحياء والأزقة ذهابا وإيابا، والدوريات الأمنية التي تقوم بمراقبة دقيقة لمرتادي الشوارع والفضاءات العمومية، وهي الإجراءات التي استحسنها المواطنون لأنها مكنت من تيسير حركة الانسياب وجعلت مختلف أحياء المدينة الصحراوية تحت السيطرة. وقال رشيد زريكم، رئيس المنطقة الإقليمية للأمن، إنه مسايرة لتطور أساليب ومظاهر الجريمة التي يمكن أن تستهدف سكان المدينة، من قبل عصابات السرقة التي يستغل أفرادها جنح الظلام لممارسة نشاطهم بكل سهولة، تحرص المصالح الأمنية على أداء مهامها وواجبها الوطني في استتباب الأمن وحماية سلامة المواطنين، من خلال القيام بدوريات تمتد 24 ساعة متواصلة. وأضاف زريكم في تصريح ل"الصباح"، أن الحضور الأمني بالشوارع والأزقة ومختلف أحياء المدينة والدوريات الأمنية التي تشمل المناطق الوعرة والمظلمة، مرده رغبة مسؤولي المنطقة وموظفيها في تعزيز الشعور بالأمن وزرع الطمأنينة في قلوب ونفوس السكان والمارة وفي الوقت نفسه التصدي بسرعة قياسية لكل من يفكر في المس بالنظام العام. تنسيق تام كشف يونس بن جويد، رئيس فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن، أن المصالح الأمنية بالمدينة، تنسق بشكل تام مع السلطات المحلية والإقليمية وفعاليات المجتمع المدني، كما تجري تعاونا وثيقا بين مختلف مراكز الدرك الموجودة داخل الإقليم، لحل ألغاز الجرائم ومطاردة المبحوث عنهم والمطلوبين للعدالة. الشعور بالأمن لا تنفك مصالح الأمن بالمدينة، بمختلف تخصصاتها في بذل مجهودات جبارة لتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطن، وهو ما يتجلى من خلال عملها اليومي، من خلال التمظهر الخارجي لسيارات الأمن، والدوريات التي تجوب الأزقة والشوارع والأحياء السكنية، بما فيها النقط التي تعتبر ضمن النقط السوداء في ما يخص بنيتها التحتية والتي يمكن استغلالها من قبل الجناة للقيام بعملياتهم الإجرامية. ودفعت الدوريات الأمنية إلى هروب الجانحين ومستهلكي الخمور والمخدرات بعيدا عن المناطق التي تدخل ضمن نفوذ الشرطة، كما عرفت المدارات انتشار شرطة المرور، التي ساهمت بدورها في الانضباط والامتثال للقوانين وفك العرقلة. "البراج" ... العين اللاقطة بمنافذ طانطان، لا بد للمارة أن يلحظوا سدودا إدارية وقضائية يشرف عليها رجال أمن بمختلف تشكيلاتهم، لتفتيش السيارات والشاحنات والعربات وكذا الدراجات المشكوك في أمور أصحابها. وقال عبد العزيز مروح، رئيس الهيأة الحضرية للأمن، إن السدود الإدارية والقضائية المقامة بمنافذ المدينة، تتم بواسطتها مراقبة دقيقة لمستعملي الطريق، إضافة إلى تنقيط الأشخاص المشتبه فيهم من سائقي السيارات والشاحنات والدراجات النارية بالتنسيق مع قاعة المواصلات، وهي إجراءات استباقية للتصدي للجريمة. وفي ما يتعلق بحركة السير والجولان، كشف المسؤول الأمني، أن المحاور الطرقية بشارعي الحسني الثاني وبئر انزران تعرف حركية كبيرة من قبل سائقي الحافلات والشاحنات والسيارات الخاصة، إلا أن الصعوبة تكمن فقط في أوقات الذروة التي تشهد اكتظاظا بفعل توجه المواطنين لقضاء مصالحهم في وقت واحد. ضربات استباقية مكنت الإجراءات الاحترازية التي قامت بها المصالح الأمنية التابعة لمنطقة أمن المدينة، المتمثلة في الرفع من الجاهزية الأمنية لتأمين الأماكن العمومية والخاصة، إضافة إلى تدعيم الدوريات الأمنية لإيقاف المشتبه فيهم من ذوي السوابق والحيلولة دون وقوع الجرائم المتعلقة بالسرقة والعنف وترويج المخدرات وكل ما له علاقة بالفوضى والسكر، من جعل ليالي المدينة تمر دون مشاكل. واختار الساهرون على أمن طانطان، الضربات الاستباقية لمحاصرة كل أشكال الجريمة وكل ما من شأنه الإخلال بالسير العادي للحياة اليومية بالمدينة الصحراوية، وهي التدخلات التي أعطت أكلها من خلال القيام بعملية مداهمة لأخطر مروج مخدرات بالمنطقة، إذ تم اعتقاله وسط مقهى بمحطة المسافرين التي كان يتخذها مسرحا لترويج بضاعته الممنوعة، قبل أن تسفر إجراءات التفتيش المصاحبة لعملية الإيقاف عن حجز سلاح ناري بمنزله وضبط عشيقته التي تشترك معه والتي تربطه بها علاقة جنسية غير شرعية، كما تم حجز كميات كبيرة من المخدرات والحشيش. وشملت التدخلات الأخرى، إيقاف مشتبه فيهم قبل تنقيطهم وإطلاق سراحهم، وهي العملية التي تهدف إلى جس النبض والسيطرة على الوضع الأمني بالمنطقة تفاديا لما من شأنه المساس بالنظام العام. نوعية الجرائم كشف المسؤولون الأمنيون بالمدينة، أن خاصية المنطقة الصحراوية تجعلها تختلف في جرائمها عن باقي المدن والمناطق المغربية، إذ هناك الجريمة الموسمية التي تكون نتيجة عودة أبناء المدينة من مدن أخرى واختلاط السكان بغرباء عندما يكون هناك مهرجان أو حفل فني أو ديني. ومن الجرائم الأخرى التي تعرفها المنطقة، ما يتعلق بالجرائم الأخلاقية، باعتبار أن المدينة تعرف هشاشة في بنيتها التحتية وارتفاعا في معدلات البطالة والفقر، ما يؤدي إلى تورط حالات في الخيانة الزوجية أو هتك عرض القاصرين وتزايد عدد الشكايات الكيدية ضد الجيران. أما في ما يتعلق بالمخدرات فيحدث ذلك لأن المدينة تعتبر منطقة عبور تربط بين جنوب وشمال المملكة يسلكها الهاربون من العدالة، إلا أنه نظرا لليقظة الأمنية فإن دخول أي مشتبه فيه أو مبحوث عنه وطنيا يتم إيقافه، بينما تظل الجرائم المنظمة منعدمة بطانطان. بنايات مهجورة أصبحت البنايات المهجورة عالة على الأمن بفعل تحولها إلى مسارح لمختلف الجرائم، وفضاء يتجمع فيه المنحرفون والمدمنون والفارون من العدالة للاختباء من أعين الشرطة ودوريات الأمن. وكشفت المصالح الأمنية خلال مرافقتها لطاقم "الصباح"، نوعية المشاكل المترتبة عن الإبقاء على البنايات المهجورة، إذ يتم فيها إضرام النيران وتتعرض محتوياتها للسرقة إضافة إلى تحولها إلى وكر للدعارة وممارسة كل أنواع الجرائم. حصيلة مشرفة في ما يتعلق بحصيلة محاربة الجريمة خلال 2018، تمكنت مصالح الأمن من وضع يدها على 115 قضية تتعلق بالسرقة، وهي القضايا التي انتهت بإحالة 142 موقوفا على المحكمة، أما في ما يخص قضايا الاغتصاب وهتك العرض فقد بلغت 21 قضية وتم فيها تقديم 24 شخصا إلى المحاكمة. وبشأن القضايا المرتبطة بالاتجار في الخمور والمشروبات الكحولية، وصل عددها إلى 37 قضية، وبلغت الكمية المحجوزة 580 لترا من خمر ماء الحياة إضافة إلى 220 قنينة من الخمور، لتتم إحالة 42 شخصا على المحكمة. أما الاتجار في المخدرات فوصلت قضاياه إلى 95 قضية، وهي التي بلغت كميتها المحجوزة 22 كيلوغراما و694 غراما من مخدر الشيرا و98 كيلوغراما و870 غراما من مخدر الكيف، وهي القضية التي تمت فيها إحالة 104 أشخاص على المحكمة لتقول فيهم كلمتها. "البق ما يزهق" بعد انتهاء الجولة الرسمية مع مصالح الأمن، واصل طاقم "الصباح"، جولته التفقدية للمدينة، إذ بعد الساعة الواحدة صباحا، عاشت شوارع المدينة الصحراوية رتابة غير مسبوقة، حيث بدأت الجموع القليلة في المغادرة إلى بيوتها، باستثناء رجال الأمن الذين ظلوا متفانين في أداء مهامهم وواجبهم الوطني، كما أن المكان ظل يشهد تحركات صغيرة لمجموعة من الشباب والمراهقين الخارجين من مقهى يغلق أبوابه متأخرا، وهم الأشخاص الذين كانت تحركاتهم مراقبة نظرا لانتشار الأمن في كل مكان، قبل أن تصبح تحركات الناس قليلة جدا في حين بقيت العناصر الأمنية يقظة في مشهد يؤكد أن ما يدور بالمنطقة تحت المراقبة، وهو ما وصفه مرافقنا من سكان المدينة بعبارة "فطانطان البق ما يزهق". يقظة تحظى المنطقة الإقليمية للأمن بطانطان، بعناية كبيرة من المديرية العامة الأمن الوطني، وتتجلى تلك العناية من خلال إسناد مهام تدبير شؤونها اليومية لكفاءات كبيرة في مجال الأمن، بغية تجويد خدماتها المقدمة لفائدة المدينة وكذا من أجل التواصل والتنسيق مع السكان وفعاليات المجتمع المدني. وساهم الإحساس بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي الأمن بطانطان، في بقائهم رهن اليقظة الأمنية واجتهادهم في مختلف الجوانب ذات العلاقة بالمهام المنوطة بهم، تجاوبا مع تعليمات ولاية أمن العيون التي تحرص على التطبيق السليم لتوجيهات المديرية العامة للأمن الوطني بالنظر إلى أن طانطان تقع في منطقة جذب وموقع إستراتيجي وتحدها مناطق صحراوية تشكل ملاذا للهاربين من العدالة ومروجي الممنوعات. مطالب وتفاؤل بعيدا عن الرسميات، حاول طاقم "الصباح" استقراء الوضع الأمني بطانطان على لسان سكانها، وهو ما نجح فيه، إذ أجمع مختلف المستجوبين على أن المدينة تعرف سيطرة أمنية ملحوظة وهو ما يظهر من خلال سيارات النجدة الصغيرة والكبيرة التي تجوب الشوارع والأحياء السكنية والمناطق المظلمة التي تعرف تجمعا لمحتسي الخمر ومستهلكي المخدرات وكذا المتربصين بالمارة لاستهدافهم في حياتهم وممتلكاتهم. ويسود تفاؤل كبير لدى سكان المدينة بخصوص مستقبل الوضع الوضع الأمني، بينما هناك من يرى أن المصالح الأمنية بالمدينة تحتاج إلى مضاعفة مواردها البشرية ومعداتها اللوجيستيكية للتوغل في المناطق الوعرة ومسايرة الجريمة التي تعرف تطورا سريعا. عراقيل تشكل البنية التحتية المهترئة وانعدام الإنارة العمومية أهم عرقلة تواجه مصالح الأمن، وهي نقطة التقاء توحدت فيها المنطقة الإقليمية للأمن بطانطان مع نظيرتها بكلميم. وكشف رؤساء المصالح الأمنية في حديثهم مع طاقم "الصباح"، أن من بين العراقيل التي تواجه أمن المدينة، سوء البنية التحتية من انعدام الإنارة وانتشار الطرق غير المعبدة التي تعرقل أداء الشرطة أثناء تعقب ومطاردة المشتبه فيهم، وتعطل إشارات المرور التي تثير مشاكل بالنسبة للسائقين في واضحة النهار. ولتصحيح الوضع أرسلت المصالح الأمنية تقارير مكتوبة إلى جماعة طانطان وإلى السلطات المسؤولة من أجل توفير إشارات ضوئية جديدة، وإنشاء الإنارات العمومية وتعبيد الطرقات وكل ما يحتاجه السكان، وهو ما سيسهل مأمورية الأمن.

أمن طانطان … عيون لا تنام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتنة نائمة...!

سنتان لمغتصب زوجته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات