حرب المختبرات والوزارة تهدد مرضى بالموت

اختفاء 100 دواء خاصة بأمراض القلب والشرايين والربو بعضها ليس له جنيس سجلت مصادر مطلعة انقطاع إنتاج مائة دواء ونفاد مخزونها من الصيدليات، في الآونة الأخيرة، في إطار الحرب غير المعلنة بين المختبرات الطبية ووزارة الصحة، وغياب سياسة دوائية ناجعة. وقالت المصادر نفسها إن 100 دواء من مختلف "الأشكال الصيدلانية" انقطع تزويد الصيدليات بها ونفد مخزونها، منها 15 دواء لا تتوفر على دواء جنيس، رغم أنها تعالج أمراضا خطيرة ما قد يتسبب في وفاة مرضى، موضحة أن السبب يعود إلى تخبط وعشوائية السياسة الدوائية بوزارة الصحة، إضافة إلى ردود فعل المختبرات المصنعة بعد انخفاض أثمنتها. وتضم لائحة الأدوية المختفية، أدوية لعلاج أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والشرايين، منها أنواع تنظم الضغط الدموي، وأخرى تضبط دقات القلب، وجريان الدم في الأوعية الدموية، وأدوية لها علاقة مباشرة بتدفق الدم في الشرايين، وأمراض الربو والحساسية، أهمها أدوية تنظم تنفس المريض أثناء النوم، وتساعده على تدفق الأوكسجين إلى الدماغ، وأخرى ل"توسعة" المسالك التنفسية داخل الرئة، وأنواع أخرى لعلاج مرض النقرس، وأدوية تُعدل مستوى الكوليسترول في الدم، وتساهم في تحسين الدورة الدموية وعلاج انسداد الأوعية بالكوليسترول، وتُجنب المريض إجراء عمليات جراحية طبية من أجل إعادة سريان الدم في الأوعية، إضافة إلى اختفاء أدوية تحديد النسل، وأهمها أنواع من أقراص موانع الحمل. وتحدثت المصادر نفسها عن صراع بين المختبـرات ووزارة الصحة، بسبب سياسة تخفيض الأسعار في عهد الحسين الوردي، وزير الصحة السابق، ما جعل صيادلة وأطباء، يدقون ناقوس الخطر من تبعات ما يجري على الأمن الدوائي، معتبرين "أزمة الدواء" الحالية من تداعيات قراراته السياسية، إذ أراد أن يعطي الانطباع أمام الرأي العام، بأن تخفيضاته شملت ما لا يقل عن 3000 دواء، ما جعل المختبرات التي تتمتع بحق احتكارها، تعتبر أنها لم تعد مربحة، فسارعت إلى التوقف عن تزويد السوق بها، ثم لجأت، حاليا، لمواجهة الأدوية الجنيسة بالامتناع عن صنع واستيراد أنواع أخرى. من جهته أوضح يوسف فلاح، الخبير في السياسة الدوائية، إن اختفاء ونفاد مخزون 100 دواء يعود إلى "غياب سياسة دوائية واضحة المعالم والأهداف، وتخبط وزارة الصحة وعشوائية في تسيير هذا القطاع"، مشيرا إلى أنه طيلة العشر السنوات الأخيرة، أغرقت السوق بمجموعة من الأدوية الجنيسة، موضحا أن الوزارة توجهت في اختيار الأدوية الجنيسة إلى الأكثر مردودية ماليا والأكثر مبيعا، مفضلة الاعتماد على الكم. وحمل المتحدث نفسه المسؤولية في اختفاء الأدوية من الصيدليات إلى مديرية الدواء والصيدلية، التي تفتقد إلى خريطة تعتمد على دراسة للسوق، وتحدد أنواع الأدوية الأكثر انتشارا، حسب الجهات، مشيرا إلى هذا النفاد يمهد إلى السحب النهائي للأدوية المذكورة من السوق. خالد العطاوي

حرب المختبرات والوزارة تهدد مرضى بالموت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعادل بطعم الهزيمة

مقتصد ومستشارة يتاجران في البشر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات