الثلوج تفاقم معاناة سكان الجبال ببني ملال وأزيلال

العامل يطمئن سكانا من جماعة بوكماز احتجوا ضد التماطل في فك العزلة عنهم تتفاقم معاناة سكان المناطق الجبلية في إقليمي بني ملال وأزيلال بعد التساقطات الثلجية التي تغلق المنافذ والممرات التي يسلكها الجبليون لولوج مراكز التموين والتطبيب، أو التبضع بالأسواق القريبة من التجمعات السكنية المعزولة عن العالم الخارجي، ما يحول حياة مواطنيها إلى جحيم بعد أن تسد في وجوههم أبواب الحياة التي تتحول إلى قطعة من العذاب يكتوي بنارها السكان المحرومون من أبسط شروط العيش الكريم.ورغم ناقوس الخطر الذي يدقه سكان المناطق الجبلية (زاوية أحنصال، آيت عبدي تنكارف، أغبالة ....) لحث المسؤولين على مضاعفة جهودهم لتبديد كل الصعاب التي تعترض حياتهم بعد التساقطات الثلجية، فإن تراكم المشاكل تتضاعف في فصل الشتاء التي تساهم في عزل سكان القرى والمداشر عن العالم الخارجي، وبالتالي تزداد معاناة السكان الذين يكابدون الحرمان بسبب صعوبة الولوج إلى المرافق الحيوية التي تتطلب قطع مسافات طويلة لنقل امرأة حامل مثلا حان وقت وضعها، لكن غياب وسائل المواصلات وعدم القدرة على الولوج إلى المستشفيات يؤديان إلى وفاتها، وبالتالي ترتفع أعداد وفيات النساء الحوامل في المناطق الجبلية لغياب إمكانيات الإنقاذ جراء انتفاء استراتيجية واضحة تعيد إلى سكان المناطق الجبلية كرامتهم.في هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة، أن سكان زركان بآيت عبدي المحاصرين بالثلوج، وبعد أن أغلقت في وجوههم كل الطرقات والمنافذ لبلوغ المستشفى الإقليمي بأزيلال، أطلقوا نداءات استغاثة لإنقاذ أم حامل تدعى تودة، 26 سنة، في شهرها التاسع، أصيبت بنزيف دموي بعد بلوغها مرحلة الوضع، ما أثر على وضعيتها الصحية التي أفضت إلى فقدان جنينها.وأضافت مصادر متطابقة، أن طائرة مروحية مزودة بآليات طبية نقلت الأم الحامل على وجه الاستعجال، بعد أن تعذر وصول سيارة الإسعاف إلى القرية نتيجة إغلاق كل المنافذ، إلى مستشفى بمدينة مراكش لإجراء عملية جراحية مستعجلة لإنقاذ الأم من موت محقق بعد أن نزف منها دم كثير.وذكر أقرباء الضحية، أن عملية إنقاذ الأم كللت بالنجاح، في حين عجز الأطباء عن إنقاذ الجنين الذي فارق الحياة بسبب النزيف الحاد الذي أصاب الحامل.وتتزامن احتجاجات سكان المناطق الجبلية للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية بعد التساقطات الثلجية التي تكشف الوعود الكاذبة للمسؤولين عن تدبير الشأن المحلي، في هذا السياق نظم سكان دوار سرمت التابع لجماعة بوكماز بأزيلال مسيرة احتجاجية الخميس الماضي، نحو مقر العمالة لحث المسؤولين على الإسراع بتنفيذ وعودهم المتمثلة في فك العزلة عنهم وتوفير متطلبات العيش الكريم التي يحرمون معها. ولنزع فتيل الغضب الذي يعتري صدور محتجين المناطق الجبلية، استقبل عامل الإقليم مجموعة من السكان الذين طالبوا بفك العزلة عن دوار سرمت الذي تعزله الثلوج والتضاريس الجبلية الصعبة، سيما أن دوارهم يبعد عن أقرب طريق معبدة بمسافة تتجاوز ثلاث ساعات مشيا عن الأقدام أو على ظهور البغال. وطالب ممثلو السكان، خلال استقبالهم، بضرورة فك العزلة عنهم والتي تحول دون تنمية منطقتهم بل تحرمهم من حق التعليم والتغذية الصحية ما يجعلهم يعيشون ظروفا صعبة في ظل محاصرتهم بالخوف والجوع و المرض.كما نظم محتجون من دوار إملزيطن التابع لجماعة تاشواريت قيادة وتولى مسيرة احتجاجية، الثلاثاء الماضي، مسيرة إلى مقر عمالة أزيلال مرددين شعارات تندد بسياسة المكتب الوطني للكهرباء الذي يفضل دواوير عن غيرها « أورمان، بوكوال، آيت عطي، بوعنت، تلاتين، اداماغن» في حين يقصي المكتب دواوير أخرى رغم قرب المسافة بينها.وتتوحد معاناة سكان المناطق الجبلية بعد التساقطات الثلجية في موسم الأمطار التي تعزلهم عن العالم الخارجي، إذ يظلون فترات زمنية محاصرين في منازلهم الواطئة لا يستطيعون الولوج إلى الأسواق ولا المستوصفات الطبية القريبة من التجمعات السكانية، بل يحرم أبناؤهم من الدراسة ما يساهم في ارتفاع وتيرة الهدر المدرسي في المناطق الجبلية. سعيد فالق (بني ملال)

الثلوج تفاقم معاناة سكان الجبال ببني ملال وأزيلال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الثلوج تعزل 25 دوارا بجماعة تونفيت

فرق خاصة لفك العزلة عن محاصري الثلوج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات