شيوخ السلفية خارج السجون بعد عقد من الزمن

الربيع العربي والتحولات المحلية والإقليمية والدولية سرعت وتيرة طي واحدة من صفحات الاعتقال السياسي بعد قرابة العقد من الزمن وراء قضبان السجون، تنبه القائمون على تسيير الشأن السياسي في البلاد إلى أن فئة قليلة ممن يعرفون بـ"شيوخ السلفية الجهادية"، قد أزف موعد مغادرتهم زنازين الاعتقال. السياق الذي يأتي فيه إطلاق سراحهم يتسم بالكثير من التحولات التي أملت فك قيودهم وطي صفحة من الانتهاكات لحقوق الإنسان والاعتقالات العشوائية، باعتراف الدولة نفسها. فرياح الربيع العربي هبت وحملت معها الكثير من البشائر بمستقبل ديمقراطي مزهر، كما حملت فاعلين سياسيين، بشكل ديمقراطي، إلى مقاليد التسيير بعد عقود من الإقصاء والتهميش. وهؤلاء الفاعلون الجدد، ممثلون بحزب العدالة والتنمية، سبق أن كانوا على ارتباط وثيق بملف السلفية الجهادية، عن طريق المنظمات الحقوقية المقربة منهم (منتدى الكرامة وحقوق الإنسان)، التي ظلت متمسكة "ببراءة" الشيوخ، وظل قياديون في حزب إسلاميي المغرب يطالبون بالكشف عمن يقف وراء أحداث 16 ماي (2003) الإرهابية، وإطلاق سراح المعتقلين السلفيين، وهي إشارات رأى فيها البعض تعبيرا عن حسن نية من لدن الحزب، الذي يتزعم الائتلاف الحكومي، بالوفاء بالتزاماته من أجل طي صفحة انتهاكات حقوق الإنسان.الشيوخ، وهم حسن الكتاني (كان معتقلا بسجن المدني بسلا)، ومحمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبي حفص (قضى فترة الاعتقال بسجن بوركايز بفاس)، وعمر الحدوشي (كان معتقلا بالسجن المحلي لمدينة تطوان)، الذين أدرجت أسماؤهم ضمن لائحة من استفادوا من العفو الملكي بمناسبة عيد المولد النبوي لهذا العام، أرجعوا في تصريحاتهم الإعلامية الفضل في إطلاق سراحهم إلى الله والربيع العربي (حركة 20 فبراير)، وهم ما يزالون متشبثين ببراءتهم، وببعض أركان الفكر الذي حوكموا بجريرته. مسلسل تصفية تركة الاعتقال السياسي، الذي سرعته المسيرات الاحتجاجية لشباب حركة 20 فبراير وإضرابات المعتقلين أنفسهم ونضالات عائلاتهم، انطلق يوم 14 أبريل من العام الماضي، يوم أطلق سراح ما يعرف ب"معتقلي خلية بليرج" (مصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، ومحمد المرواني رئيس حزب الأمة المنحل بدوره، ومحمد الأمين الركالة عضو حزب الأمة، وماء العينين العبادلة عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وعبد الحفيظ السريتي مراسل قناة المنار اللبنانية)، وهي الخطوة التي جاءت بعد حوالي شهر من خطاب 9 مارس الذي دعا إلى فتح صفحة جديدة وإرساء قواعد ديمقراطية حقيقية، بالدعوة إلى الثورة على الدستور الموروث عن حقبة الحسن الثاني.ومنذ ذلك الحين والمعارك تشتد والضغوطات الوطنية والدولية تتزايد بغية إيجاد حل نهائي لملف السلفية الجهادية التي حوكم شيوخها، الذين يدفعون بأن لا يد لهم في أحداث 16 ماي، التي نفذتها كتيبة من 14 عنصرا وأزهقت أرواح ما يزيد عن 40 شخصا، رغم أن وقوعها تلا وجودهم وراء القضبان، لكن من سوء حظهم أن وقوع الأحداث الأليمة تزامن مع سيادة مناخ عالمي اتخذ من "الإرهاب" فزاعة لتصفية حسابات وقمع أصوات منادية بالحرية والتصدي للزحف الأمريكي على العالم الإسلامي وشرعنة غزو كل من أفغانستان وبعدها العراق بدعوى توفير اللجوء والدعم لمنفذي هجمات 11 سبتمبر وأميرهم أسامة بن لادن.عبد الإله بنكيران، كبير إسلاميي المغرب ورئيس حكومتهم، أرسل، بعيد إطلاق سراح معتقلي خلية بليرج، إشارات يفاد منها الإصرار على مواصلة الضغط حتى إطلاق سراح معتقلي السلفية الجهادية. فبعدما اعتبر إطلاق سراح إخوان المعتصم "مظلمة رُفعت"، قال "إن المغرب قادر على تصحيح الأخطاء حين يقع فيها"، وما لبث أن أردف هذا المديح بـ"الأمل في أن تتلو هذه الخطوة خطوات أخرى تؤسس لغد حقيقي يعلو فيه صوت الحق والعدالة الذي لا يمكن الوصول بدونه لتنمية حقيقية"، وذلك ما كان وذلك بتوقيع أخيه في الحزب وزير العدل والحريات الذي يسجل له التاريخ نضاله محاميا وحقوقيا (في صفوف منتدى الكرامة) من أجل التعجيل بإطلاق سراح أعضاء السلفية الجهادية. محمد أرحمني

شيوخ السلفية خارج السجون بعد عقد من الزمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السلفية الجهادية من نسج خيال المخابرات

هيآت الحكامة و"سلطة" الاستشارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات