السلفية الجهادية من نسج خيال المخابرات

الحدوشي: لن أتراجع عن أفكاري ولن أتابع أحدا في الدنيا بل في الآخرة نفى عمر الحدوشي، أن يكون تراجع عن أي من أفكاره أو مواقفه. وقال في لقاء خص به "الصباح" زوال أول أمس (الاثنين)، بمقر سكنه بحي بوسافو بتطوان، "إن مرد ذلك، إلى أني دخلت السجن مظلوما، بدليل أن أحد مسؤولي جهاز الديستي بمدينة تمارة أخبرني أن اعتقالنا جاء نتيجة ضغوطات المخابرات الأمريكية". وأضاف الحدوشي، "إن السلفية الجهادية أصبحت واقعا مفروضا، وسبق لي أن صرحت لبعض وسائل الإعلام المكتوبة قبل أحداث الدار البيضاء أنها بدعة ابنة زنا لم يعرف لها لا أب ولا أم، وهي من نسج خيال رجال الشرطة والمخابرات».وأشار الحدوشي إلى "أن ملف السلفيين كان سيفتح في العديد من المرات، بيد أن هناك من كان يريد تجميده". "وإذا أمعنا النظر، يقول الحدوشي، سيتبين لنا أن الدولة أرادت تصحيح أخطاء ارتكبها القضاء، علما أن التصريحات التي وردت على لسان أعلى سلطة في البلاد تؤكد وجود خروقات".وعبر الحدوشي عن اعتقاده أن الدولة أرادت طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، "وهذا خير دليل على أنها بادرة خير إن شاء الله»، حسب قوله.وبخصوص تحركات المجتمع المدني بشأن ملف السلفيين، قال الحدوشي "دخلت بعض الجمعيات الحقوقية على الخط، لكن بطريقة محتشمة، ومرت فترات لم تتكلم فيها لا صحافة ولا حقوقيون ولا أحزاب. الكل كان خائفا ينتظر ما ستسفر عنه ضغوطات أمريكا، غير أن الأمور بدأت تتغير بعد ذلك" .وعن أسباب الإفراج عنه، قال الحدوشي "أبدا لم يثبت أني تقدمت بطلب العفو، حتى عائلتي لم يسبق لها أن تقدمت به، بل العكس، عرض علي في أكثر من مناسبة بأن أكتب طلبا بالعفو ويفرج عني في الحين، وكنت أرفض .لأن تقديمه كان يعني اعترافا مني بما نسب إلي من تهم. ولو كنت مجرما لطلبت العفو، ولذلك فضلت أن أحفر قبري داخل زنزانتي على أن أطلب العفو من تهم أنا بريء منها. "أكثر من ذلك، يؤكد الحدوشي، كنت وما زلت لم أعرف التهم التي حوكمت من أجلها بـ30 سنة سجنا. لقد استنطقتٌ بحضور بعض المحققين الأجانب، وكان مضمون التحقيق أشياء لا علاقة لي بها. فتارة كانوا يتهمونني بإلقاء درس، ومرة يسألونني عن العلاقة التي تربطني بفرنسي وبأسماء أخرى لم أعرفها حتى في المنام، وتارة أخرى يتهمونني بأن هناك أناسا حضروا بعض خطبي» .وأكد الحدوشي، أنه سينشغل بما سماه "طلب العلم وقراءته وتدريسه، وتعليم أولاده، ورفع الجهل عن الناس وعن نفسه وعن الأمور السياسية الشرعية»، مشيرا في هذا الصدد بخصوص مبادرة الانخراط في العمل السياسي، قائلا: "حتى يزيد عاد نسميوه سعيد".يذكر أن الحدوشي خرج من تجربة السجن بمعاناة شديدة مع مرض الكلي، ولديه ضعف في التصفية، كما أنه فقد البصر نهائيا بعينه اليسرى نتيجة ما قال إنه «تعذيب فظيع تعرضت له في كوميسارية المعاريف بالدار البيضاء، حيث علقت كما تعلق الشاة وأغمى علي ثلاث مرات نتيجة التعذيب، فاستقدموا طبيبا لمعاينتي وحذرهم من مواصلة الضرب والتعذيب نظرا لوضعيتي الصحية الخطيرة، وأصبت بمرض السكري داخل السجن بسبب الضغوطات النفسية، وانخفض وزني بحوالي 12 كيلوغراما في سجن عين بورجة في خمسة أيام، بسبب سوء التغذية فكان الطعام المقدم لنا "خبز يابس مملوء بالصراصير"، ومع كل هذا لن أتابع أحدا في الدنيا بل سأتابعهم في الآخرة، لكن في حالة توبتهم إلى الله عز وجل سأسامحهم (عفا الله عنهم) بشرط أن لا يكرروا أفعالهم مرة أخرى». يوسف الجوهري (تطوان)

السلفية الجهادية من نسج خيال المخابرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكتاني يستبعد الانضمام إلى أي حزب

شيوخ السلفية خارج السجون بعد عقد من الزمن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات