مدمـــــن تزويــــــر

زور بطاقة شرطي وسرق سيارتين وصنع أختاما باسم وكيل الملك ولج المتهم المدعو «أ.ح» السجن لمرات عديدة، ثارة من أجل الضرب والجرح وثارة من أجل السرقة، وهناك (أي بالسجن) ، اختار أن يصنع من نفسه نصابا محترفا، فكانت البداية مباشرة بعد مغادرته. بعد مرور شهور عدة، تمكنت عناصر الشرطة القضائية لأمن آسفي، من القـبض عـلى «أ.ح» متخصص في النصب والاحتيال، له سوابق عديدة، بناء على معلومة توصلت بها المصالح الأمنية، تفيد أن شخصا ربط الاتصال هاتفيا منتحلا صفة العميد المركزي لدى أمن آسفي، مع صانع اللوحات الترقيمية للسيارات من أجل إعداد لوحتين معدنيتين خاصتين بسيارة للشرطة، وكذا بناء على معلومة ثانية تفيد أن الشخص نفسه يرغب في إنجاز طابعين إداريين يحملان صفة الوكيل العام للملك لدى استئنافية آسفي، وصفة نائبه. استغلت الضابطة القضائية المعلومات التي توصلت بها وقامت بالتنسيق بينها وبين معد الطوابع الإدارية، بغية إلقاء القبض على المشتبه فيه، حيث أقامت حراسة سرية لإحدى المطابع. ظل الضابط يتتبع عن كثب سيناريو الخطة المحكمة التي وضعها، بتنسيق مع عناصر من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، وظل الاتصال عبر الهاتف قائما بين الشرطة وصاحب المطبعة. وفي الموعد المحدد، حضر المشتبه فيه، وبحسه الإجرامي وخبرته داخل السجون، أحس بحركة غير عادية، وكأنه اشتم رائحة عناصر الشرطة. ومن باب الحيطة والحذر، لم يلج المطبعة التي ظل بعيدا عنها بعشرات الأمتار، يراقب الداخل والخارج منها، واستغل مرور فتاة قربه، فأرسلها في طلب الخاتمين، بعد أن أوهمها أنه مفتش للشرطة، مدليا لها ببطاقته المهنية المزورة. سلمت الفـتاة لإحدى المستخدمات بالمطبعة ورقة ملفوفة تحتوي على ورقة نقدية من فئة 100 درهم، وهو الثمن المتفـق عليه لإنجاز الخاتمين، وانتظرت قليلا. وفي الوقت الذي كانت فيه المكالمات جارية بين الضابطة القضائية وصاحب المطبعة، غادرت الفتاة المطبعة، دون قضاء ما طلب منها، وكان المتهم يراقب المكان. وجراء فشل هذه المحاولة، أرسل شابا آخر من أجل المهمة نفسها. ولج الشاب المطبعة تحت أنظار مفـتش الشرطة المزعوم، حيث مكنه معد الطوابع الإدارية من كيس بلاستيكي، لينصرف في اتجاه المشتبه فيه، الذي بمجرد ما تسلم الكيس، وجد نفسه محاصرا بعناصر الأمن، إذ تم تصفيده واقتياده إلى مخفـر الشرطة. وبعد ذلك، أجري على المشتبه فيه تفتيش وقائي أسفر عن العثور على بطاقة تعريف وطنية تحمل صورته واسميه الشخصي والعائلي بحوزته، وبطاقة مهنية للشرطة، ثبت عليها بإحكام صورته الشخصية، كما عثر بحوزته على مبلغ 4000 درهم. بعد اعتقاله، تم الرجوع إلى محفوظات المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، والتنقـيط بواسطة الناظم الآلي، فتبين أن سجله حافل بالسوابق، إذ قضى عـقـوبات حبسية متعددة، بتعدد جرائمه المختلفة وخلال مقامه الطويل بالسجن، عاشر سجناء خطيرين أبانوا عن حنكة في النصب والاحتيال والتزوير، مما جعله يصقل مهاراته ويطور خبراته الإجرامية. وبعد الإفراج عنه، فكر في القـيام بأفعال إجرامية ترتكز على النصب والاحتيال، بغية الحصول على مال وافر وسهل، دون عناء أو بذل أي مجهود، وذلك حتى لا يظل عالة على أسرته، سيما أنه متزوج وأب لطفلين وعاطل عن العمل. اتصل بأحد معارفه من قدماء السجناء، بحي الفرح بالبيضاء، واقتنى منه بطاقة مهنية للشرطة، تحمل صورة واسم شرطي برتبة مقـدم، إذ أزال الجاني صورة الشرطي الحقيقي من البطاقة المهنية، وثبت عليها صورته الشخصية، وظل يحتفظ بها إلى حين استعمالها في مخططه الإجرامي، وانتقل بعد ذلك، إلى القصر الكبير، واتصل بصاحب محل لبيع الأجهزة الإلكترونية واقتنى منه أصفادا. عاد الجاني بعد ذلك إلى آسفي، واستقر بها وقصد وكالة لكراء السيارات، واكترى من صاحبها سيارة من نوع (فياط أونو)، بيضاء اللون، ولم يكن اختيار نوع ولون السيارة اعتباطا، بل لغرض معين. وبعد مضي أجل كراء السيارة، أعادها إلى الوكالة، واحتفـظ بنسخة من مفتاحها، وبعد يومين وقعت عـيناه على السيارة مركونة قرب الوكالة، ففتح بابها الأمامي وشغل محركها، وانطلق كالسهم صوب تمارة، وهناك كلف حارسا ليليا بحراستها، إلى حين عودته لأخذها، وذلك بعد أن مكنه من مبلغ 100 درهم، وبعد أن أوهمه بأنه رجل أمن. وتوجه المشتبه فيه بعد ذلك إلى مراكش، واكترى سيارة من النوع نفسه أي (فياط أونو)، وبعد إرجاعها، قدم لصاحب الوكالة تصريحا منجزا من قبل مصالح الدرك الملكي باليوسفية، يفيد بأن وثائق السيارة قد ضاعت منه في ظروف غامضة، وظل يحتفـظ بها، من أجل استعمالها في تنقلاته بكل طمأنينة ودون عائق، على متن سيارة (فياط أونو) المسروقة، والمودعة بتمارة، بعد تغييـــر لوحتيها المعدنيتين فيما بعد. محمد العوال (آسفي)

مدمـــــن تزويــــــر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تزييف وثائق وشهادات بمراكش

شبكة تترامى على ممتلكات الغير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات