العلوي: الأصوات المزعجة ضرورية في كل حزب

الأمين العام السابق للتقدم والاشتراكية قال إن الحكومة لم تطلع على مشروع الحسيمة منارة المتوسط قال إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس مجلس الرئاسة، إن علاقة حزبه بالعدالة والتنمية تأتي في إطار تحالف حكومي وليست مبنية على رغبات أشخاص. وأوضح العلوي في حوار مع "الصباح"، موقفه من إعفاءات وزراء حزبه، "كان من المفروض أن يطرح هذا البرنامج على الحكومة التي تنفذ كل ما له على علاقة بالسلطة التنفيذية وهذا لم يحصل". في ما يلي تفاصيل الحوار : أجرى الحوار : محمد بها - تصوير: (عبد المجيد بزيوات) < بعد الإعفاء الملكي لوزراء حزب التقدم والاشتراكية عبرتم عن رغبتكم في الخروج من الحكومة، لماذا تراجعتم عن هذا القرار؟ < أنا لست ناطقا رسميا باسم حزب التقدم والاشتراكية. ثانيا لم أقدم أي تصريح أقول فيه إنني أطالب بمغادرة الحكومة. كل ما هناك أنه حصل اجتماع لمجلس الرئاسة أعطى فيه هذا المجلس وجهة نظره، وبلغته إلى الديوان السياسي للحزب الذي تقدم بتقرير عرض على اللجنة المركزية التي هي صاحبة القرار في النهاية. < سؤالي كان بهدف معرفة سبب تراجعكم عن خيار الخروج من الحكومة؟ < أبدا، كلمة تراجع في غير محلها، بل كانت هناك بعض الأصوات التي تطالب بذلك، لكن اللجنة المركزية لم تساير هذا التصور، ومن الطبيعي أن يناقش ويتخذ فيه القرار المناسب حسب رأي أغلبية أعضاء اللجنة المركزية. < أثارت بعض الأسماء المقترحة لتعويض الوزراء المقالين الكثير من الجدل. هل اقترحها الأمين العام بالتشاور معكم في مجلس الرئاسة أم ماذا؟ < "ما فخباري والو" أنا لست مسؤولا عن وضع سياسات الحزب. لست عضوا في اللجنة المركزية أو في المكتب السياسي، وبالتالي لست على علم بهذه الأسماء المقترحة التي تم التطرق لها في الصحف، ولست على علم بما يجري في ما يخص المناقشة حول الأسماء المقترحة لتعويض الوزراء المقالين. < باعتباركم وزيرا سابقا ما هي اقتراحاتكم لبلورة مشروع اقتصادي تنموي مزدوج ينبني على إصلاحات سياسية وبأفق اجتماعي؟ < في إطار مؤسسة "علي يعتة" سننظم لقاءات حول تصورنا لمشروع تنموي جديد. ويجب أن يهم هذا المشروع التنموي جميع قطاعات ومناحي الحياة الوطنية، لأن الخطة التي سرنا عليها منذ 20 سنة رغم أنها أتت بإيجابياتها، لم تعد قادرة على الاستمرار وتلبية تطلعات شعبنا. ما قاله جلالة الملك حول النموذج التنموي صائب، إذ يجب أن نجد تصورا آخر من أجل الدفع ببلادنا إلى الأمام، سواء في الميادين الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية. < لماذا في نظركم لم تستطع الأحزاب المتعاقبة على مختلف الولايات الحكومية سن القوانين اللازمة لإيقاف الريع والإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية، والتهرب الضريبي والامتيازات؟ < هذا موضوع مطروح على جميع الحكومات في جميع الدول، وأظن أن الحكومة المغربية اتخذت مجموعة من القرارات الرامية لمعالجة الوضع. هل أفلحت؟ إذا كان الجواب بلا فباب الاجتهاد مفتوح في وجه الجميع. < هناك من يربط تراجع نتائج التقدم والاشتراكية وضعفه إلى تحالفه مع العدالة والتنمية. هل صحيح ذلك؟ < "الله أعلم". يبقى هذا الكلام مجرد رأي سواء كان صحيحا أو خاطئا. من يعتبر أن هذا الأمر صحيحا سيظل متشبثا برأيه وبالتالي فالآراء حرة وكل واحد يرى الأمور من زاوية مغايرة. < سبق أن قلتم إن تحالف التقدم والاشتراكية مع "بيجيدي" ليس زواجا كاثوليكيا، بل هو تحالف مبني على تحليل موضوعي. هل هذا يعني أنه في أي لحظة يمكن انسحاب "البي بي إس" من الحكومة؟ < طبعا. الأمر يعود إلى اللجنة المركزية التي تتخذ القرار الفصل. وإذا رأت أن خيار الانسحاب سيقدم فائدة للوطن وللحزب فلا بد من تنفيذه. ليس في قرار الانسحاب من عدمه مشكل. ومهما كان من أمر فالدوام لله. < يواجه بنعبد الله موجة انتقادات داخل الحزب وخارجه بل هناك من يطالب باستقالته من الأمانة العامة. هل يتعلق الأمر بفشل الأمين العام أم بالاختيار السياسي الذي نهجه التقدم والاشتراكية في التحالف مع "بيجيدي" والذي كلفه الكثير؟ < أولا الحزب ليس لصيقا بسياسة أي كان سواء كان أمينا عاما أو غيره، فالأمين العام هو المؤتمن على تفعيل الخطط التي يقرها المؤتمر واللجنة المركزية بين مؤتمر وآخر، وبالتالي إن حصل هناك فشل فإن المؤتمر واللجنة المركزية هما المسؤولان عن هذا الفشل. في رأيي ما يدور حول فشل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ومطالب الاستقالة ليس إلا "كلاما فارغا" لكنه مقصود. < هل فعلا انتهت العلاقة مع بعض الأصوات المزعجة بطردها أم أنه خلال المؤتمر المقبل سيتم منحها مكانة ما في الحزب؟ < "أنا لست من النفاثين في العقد"، وبالتالي لا يمكن لي التكهن بما سيحدث أولا يحدث. ما في علمي هو أنه لم يصدر عن الحزب أي قرار بالطرد في حق أي كان حتى في حق من أساء إلى سمعة وكرامة بعض الرفاق. وبالتالي مادام أن الطرد غير موجود فهذا كلام لا قيمة له. أما بالنسبة إلى الأصوات التي سميتموها أصواتا مزعجة أعتبر أن وجودها ضروري في أي حزب علما أنه مهما كان من أمر فلا أحد يمتلك الحقيقة لوحده. بنعبد الله لم يحضر التوقيع على منارة المتوسط < اعتبرتم في إحدى خرجاتكم الإعلامية أن إقالة بنعبد الله والوردي عملية انتقائية. كيف تفسرون هذا الكلام، وهل كان لابد من إقالة الحكومة لتصحيح الوضع؟ < مبدئيا، أظن أنه كان من اللازم أن يطلب من رئيس الحكومة تقديم الحساب. لكنه يقول إنه لم يستشر قط بالنسبة إلى برنامج الحسيمة منارة المتوسط ولم يكن على علم به. كما أود كذلك أن أشير إلى أن وزيرين من وزراء الحزب الأربعة وهما نبيل بنعبد الله ومحمد أمين الصبيحي لم يحضرا التوقيع على المشروع الذي تم أمام الملك في 17 أكتوبر بتطوان، لأنهما كانا غائبين نظرا لوجودهما في مهمة خارج الوطن، ولم يطلعا حتى على المشروع بشكل مضبوط وشامل. هناك مسألة أخرى، يبدو أن الكتاب العامين للوزارات الموقعة على هذا الاتفاق أو من يمثل الوزراء لم يطلعوا على مضمونه. إذن كان هناك نوع من الخلل على المستوى الإداري وتراتبية المسؤوليات. في الواقع كان من المفروض أن يطرح هذا البرنامج على الحكومة، باعتبارها كيانا جماعيا، يعود إليه كل ما يعتبر من مسؤولية السلطة التنفيذية وهذا لم يحصل. لا يجب تبريرالفشل بالتحكم < هناك من يربط فشل الأحزاب في الانتخابات بالتحكم؟ هل فعلا يوجد التحكم في المشهد السياسي بالمغرب؟ < إذا رجعنا إلى تاريخنا السياسي سنجد أنه وجدت فترات كان فيها التحكم سائدا. ولكن أعتبر أنه لا يحق لأي حزب أن يلقي المسؤولية على طرف آخر، إذا لم ينجح في الحصول على ما كان يود تحقيقه. لكن ما لاحظته باعتباري مواطنا بسيطا هو ما حدث لمرشح تم إرغامه بأسلوب غير شريف على سحب ترشيحه في آخر لحظة، مما منع حزبه من تقديم مرشح يعوضه. من أرغم هذا الشخص على الانسحاب؟ هذا موضوع آخر. لو كان باستطاعتي أن أقوم ببحث دقيق في هذه النازلة لعثرت على من قام بذلك، لكن كل من تابع الحدث يعلم حقيقة الأمر ومن كان وراء الواقعة. اليـسـار يعيش أزمة كبيرة < كيف ترون حال الأحزاب السياسية بالمغرب واليسار على وجه الخصوص؟ < شرعت الأحزاب السياسية عموما في تجديد عملها ولكل مواطن الحق في انتقادها. أما بالنسبة إلى بعض فصائل اليسار فالجميع يعتبر أنها تعيش أزمة كبيرة مضرة بها وبالوطن. لذلك أنادي بجمع شمل هذا اليسار والجلوس حول مائدة مستديرة للنقاش حول القضايا التي تهمه والتساؤل لماذا يبدو اليسار في أزمة في نظر المواطنين التواقين للتغيير الإيجابي. < بماذا تفسرون فتور المجتمع في علاقته مع الأحزاب السياسية وعزوف الشباب عن السياسة رغم التطورات التي عرفها الوضع السياسي بالمغرب؟ < أظن أن هذه الفكرة مترسخة في المجتمع حتى وإن لم تكن مبنية على معطيات موضوعية. طبعا المواطنون أحرار في انتماءاتهم وبدون شك هم يتأثرون كثيرا بما يروج عن الأحزاب. هناك بعض المؤاخذات التي توجه للأحزاب بعضها مبني على معطيات صحيحة، لكن هناك مؤاخذات تنبني على ضغط إعلامي منظم. لكن يمكن أن تحصل مفاجآت مخيبة لآمال من يروج لهذا الرأي السلبي لأن للمجتمع حركية يمكن أن تفند فجأة ما أصبح "سائدا" حول عزوف الناس عن العمل السياسي. < إبعاد بنكيران من الأمانة العامة ل"بيجيدي" هل ستكون له تداعيات في علاقة "المصباح" مع "الكتاب"؟ < أولا النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية يمنع أن يترشح الأمين العام لأكثر من مرتين. وثانيا علاقتنا به تأتي في إطار تحالف حكومي وليست مبنية على وضع أشخاص. < تأخرت تساقطات المطر وهناك خوف من شبح الجفاف، كيف تنظرون إلى تعاطي الحكومة مع الوضع الجديد؟ < قرأت في الصحف أنه كانت هناك بعض الإجراءات التي اتخذت لمواجهة الجفاف، وفي الحكومة السابقة كانت هناك خطوات استباقية للتصدي لشبح الجفاف من بينها تقوية مدخر صندوق التنمية القروية، الذي يجب تفعيله، بغض النظر عمن هو الآمر بالصرف، هل هو رئيس الحكومة أم وزير الفلاحة، لأنه مهما كان فالحكومة هي المسؤولة عنه. صندوق التنمية القروية غير كاف للاستجابة لحاجيات سكان الأرياف، لأن الواقع يؤكد أن 13 مليون مغربي يعيشون في البوادي والقرى، ومعظمهم يقتاتون من الزراعة وتربية المواشي، علما أن الأراضي الصالحة للنشاط الفلاحي لا تتعدى مساحتها الإجمالية 9 ملايين هكتار، وبالتالي فعلى الحكومة أن تنظر في هذا المعطى وأن تجد الحلول الملائمة له. < باعتباركم وزيرا سابقا للفلاحة، ما هي في نظركم الحلول الممكنة للتصدي لأزمة العطش التي ظهرت بوادرها في مجموعة من المدن؟ < أزمة العطش لها علاقة أولا بكون بلادنا تقع تحت رحمة مناخ شبه جاف أو جاف بالمرة، ولن يزيد الانحباس الحراري هذا الوضع إلا تأزما، ثم ثانيا ما سميتموه "أزمة العطش" له علاقة بالنشاط الزراعي في المناطق المسقية، حيث تقدر بعض الدراسات أن 40 بالمائة من المياه المخصصة لسقي الأراضي الفلاحية تضيع لأن الأسلوب المهيمن ما زال هو السقي بالغمر في العديد من مناطق الري. منذ ما يقرب من 20 سنة أقدمت الحكومات المتعاقبة على دعم كل ما من شأنه تطوير أساليب السقي والتركيز على السقي الموضعي الذي يمكن من الاقتصاد في الماء. غير أن هذا الأسلوب يتطلب إمكانيات كبيرة ودعما يوميا للفلاحين سيما منهم الصغار، علما أن العدد الخام لسكان الأرياف يتزايد رغم الهجرة نحو المدن التي تحتاج بدورها إلى مياه الشرب ومياه للاستجابة لحاجيات الصناعة وحتى السياحة في بعض الحالات. أعتبر أنه يجب والحالة هذه أن نبحث في إطار التغيرات التي يشهدها النمو الديمغرافي والعمراني ببلادنا عن حلول أخرى من بينها تحلية مياه البحر، رغم أن هذا الحل يقتضي التوفر على إمكانيات كبيرة في ميدان الطاقة. نتمنى في إطار توسيع استعمال الطاقات المتجددة أن نتمتع بفائض من الطاقة يمكن من إنشاء وحدات لتحلية ماء البحر. وتجدر الإشارة إلى أن بلادنا شرعت في مثل هذه العملية بإعطاء الانطلاقة لمشروع يوجد حاليا في طور الإنجاز بأكادير. نتمنى أن نكثر من مشاريع تحلية مياه البحر للاستجابة لحاجيات المدن التي يزداد عدد سكانها بشكل كبير وكذلك لتخصيص مياهه للعمل الفلاحي. وهذا لا يعني أننا استنفدنا كل ما يتوفر لنا من مياه باطنية وسطحية، بل علينا أن نكثف عقلنة استغلالها. وللمناسبة أتساءل لماذا لم ينعقد المجلس الأعلى للماء منذ مدة طويلة؟ المخطط الأخضر يهمش الفلاح الصغير لا أظن أن "مخطط المغرب الأخضر" في صيغته الحالية قادر على الاستجابة لحاجيات الفلاحين الصغار والمتوسطين وتطلعاتهم، لأنه يركز على الرافعة الأولى التي تعني الفلاحة المتطورة والتصديرية. ويبدو للجميع أن الرافعة الثانية التي تهم هؤلاء الفلاحين الصغار والمتوسطين بقيت شيئا ما مهمشة، بغض النظر عن التباين الموجود بين عدد الفلاحين وبين المساحات المتوفرة للقيام بالنشاط الفلاحي من تربية المواشي أو زراعة أو كليهما. "سوجيطا"... إشاعة < هناك من يتهمكم بالحصول على أراضي "سوجيطا" باعتباركم زعيما سياسيا ووزيرا سابقا. ألا يعتبر هذا ريعا يستفيد منه البعض على حساب باقي أبناء الشعب؟ < الذي يقول مثل هذا الكلام عليه أن يقدم وثيقة رسمية يوجد بها اسمي من بين الأسماء التي استولى حاملوها على هذه الأراضي. على من يروج هذه الاتهامات الإتيان بدليل ملموس، وأنا على استعداد إذا صحت ادعاءاته أن أسلمه هذه الأرض ليتصرف فيها كما يشاء. استيلائي على أرض من "أراضي سوجيطا" إشاعة روج لها أحد الأشخاص في "فيسبوك" والقضية معروضة أمام القضاء، بعدما تقدمت بدعوى ضد من قام بالترويج لهذا الافتراء. وأتمنى أن تبت المحكمة سريعا في النازلة. في سطور - من مواليد 11 مارس 1940 بسلا - متزوج وأب لثلاثة أبناء - تابع دراسته الابتدائية في سلا والثانوية بالرباط ثم القنيطرة وأخيرا بالبيضاء والجامعية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط - التحق بمعهد الجغرافيا بجامعة السوربون في باريس - أستاذ جامعي - أمين عام سابق لحزب التقدم والاشتراكية - رئيس لمجلس الرئاسة بحزب «الكتاب» - رئيس المجموعة البرلمانية لحزب التقدم والاشتراكية في مجلس النواب من 1993 إلى 1997 - وزير التربية الوطنية في 1998 / وزير الفلاحة والتنمية القروية في (2000) بحكومة عبد الرحمان اليوسفي - وشحه الملك محمد السادس بوسام العرش من درجة الحمالة الكبرى في 2010.

العلوي: الأصوات المزعجة ضرورية في كل حزب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بودريقة: إذا كنت جزءا من المشكل سأنسحب

انتحار قاصر في ظروف غامضة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات