اليمين الإسباني يقيس أسهمه في الانتخابات بدرجة العداء للمغرب

يمول جمعيات محتضنة لبوليساريو ويرفع شعار الحقوق التاريخية ظل اليمين الإسباني ممثلا في الحزب الشعبي يستغل كل مناسبة للعب بورقة المغرب في الصراع السياسي المحموم مع الاشتراكيين الإسبان، خاصة في فترة الانتخابات. ولا ننسى هنا قضية جزيرة ليلى التي أبانت عن استمرار المرجعية الاستعمارية للحزب الحاكم آنذاك، التي كادت تعصف بالعلاقات المغربية الإسبانية، لولا تدخل كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لإرجاع الأمور إلى نصابها، بعدما كشرت الحكومة الاسبانية عن أنيابها فاستنفرت قواتها من حرس مدني وجيش على الحدود المغربية الإسبانية في ما يشبه استعدادا للحرب ضد المغرب، وكان للحملة الدعائية المحمومة للإعلام المدعوم من قبل الحكومة الإسبانية، دور أساسي في تسميم الأجواء بين البلدين.اللعب بملفات الإرهاب وحلم التوسع الاسباني خارج الحدود، الذي يجد جذورا له في المرجعية الكولونيالية لليمين الإسباني، جعل هذا الأخير ضحية للأحداث الإرهابية التي هزت قطارين في مدريد، وحملت توقيع تنظيم القاعدة، فكان تعنت رئيس الحكومة آنذاك أثنار في سحب القوات الإسبانية من أفغانستان، سببا مباشرا في استهداف القاعدة للجزيرة الإيبيرية، وفي صعود أسهم الحزب الاشتراكي الاسباني في الانتخابات التي تزامنت مع هذه الأحداث، بعدما كان الحزب الشعبي يراهن على «إركاع» المغرب لتحقيق مكاسب سياسية انتخابية.وقد استبشر المغاربة خيرا بصعود الاشتراكيين إلى سدة الحكم، وعاد الدفء نسبيا إلى العلاقات الثنائية، بعد زيارة الدولة الأولى التي قام بها لويس ثاباطيرو إلى المنطقة المغاربية، والتي حملته إلى المغرب، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار موجة العداء ضد هذا الأخير، كما عكستها تحركات الجمعيات الإسبانية الداعمة للانفصاليين، والموجهة من قبل اليمين الاسباني، وهي جمعيات تتخذ من الغطاء الحقوقي واجهة لتعكير صفو العلاقات المغربية الاسبانية، فيما يشبه تذكير الحكومة ب» الحقوق التاريخية» للإسبان في المغرب، من خلال إثارة ملف الصيد البحري، لما لم تستسغ هذه الجهات رفض المغرب تجديد اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوربي، واعتمادها مغالطات في الترويج لأطروحة من يملك حق استغلال المياه الإقليمية في الجنوب المغربي، بمبرر أنها أرض متنازع حولها، للوصول إلى نتيجة مفادها التشكيك في سيادة المغرب على هذه المناطق. كما تلعب هذه الجمعيات الموالية لبوليساريو بورقة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء لكسر شوكة المغرب، مستغلة العطاء السخي الذي تقدمه الحكومة الإسبانية لها لتمويل تنظيم حملات مناوئة للمغرب، واحتضان وجوه محسوبة على بوليساريو للقيام بدور جماعة ضغط تذكر الحكومة الإسبانية بدورها في الدفاع عن مبدأ تقرير مصير»الشعب الصحراوي».كل هذه التحركات المستفزة للمجتمع المدني الإسباني، مدعومة من قبل الحزب اليميني المعارض، وجدت صدى لها في أحداث العيون، لما عملت جمعيات انفصالية على تأجيج الوضع أكثر من خلال القيام بزيارات متكررة إلى المدينة قبل وقوع الأحداث، وهيأت الشروط كاملة لاندلاع موجة الاحتجاجات الاجتماعية، المؤطرة بغطاء سياسي ابتزازي للدولة المغربية. كما أن حرص هذه الجمعيات على احتضان نشطاء بوليساريو، من خلال تنظيم تظاهرات ضد المغرب، ممولة من قبل الحكومة الاسبانية، ومهاجمة الوحدويين المغاربة في اسبانيا بهدف فرض الرأي الوحيد في ما يخص قضية الوحدة الترابية للمغرب، تحركه لعبة المصالح داخل وخارج إسبانيا، ورغبة إسبانيا في استمرار الخلافات بين المغرب والجزائر لضمان الغاز الجزائري والسمك المغربي، وجعل المنطقة ملحقة تابعة للنفوذ الأوربي لا غير، مقابل تسخير دولها للعب دور الدركي، في ما يخص ضبط الهجرة والمخدرات، وهو ما يفسر إلى أبعد الحدود السر وراء تذبذب العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب، والتي تقاس حرارتها بحرارة المناخ السياسي في اسبانيا، فكل حزب، يمينيا كان أم يساريا، يسعى إلى جعل المغرب مشجبا تعلق عليه الأزمات الداخلية لإسبانيا، وبوابة أساسية للفوز بالانتخابات. رشيد باحة

اليمين الإسباني يقيس أسهمه في الانتخابات بدرجة العداء للمغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصحافة الإسبانية تستمر في "استبلاد" مواطنيها

المساري: لدى الإسبان عقدة تجاه المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات