التوجيه بعد الباكلوريا… الحيرة

التخوف من سوء اختيار التخصصات يرهن آلاف الطلبة والأسر إذا كان الحصول على شهادة الباكلوريا يمثل هاجسا يشغل بال تلاميذ المغرب، إلى درجة اعتبارها مفتاحا لتحقيق أحلام المستقبل، فإنه بعد مرور أيام على فرحة النجاح، تبدأ أسئلة الحيرة في السيطرة على تفكير التلميذ حول كيفية اختيار المدارس والجامعات التي لا تضع شروطا تعجيزية لولوجها. وأمام حاجز النقطة المحصل عليها يقع التلميذ بين اختيارين أحلاهما مر، فإما أن يغامر بالتسجيل في معهد خاص ويبحث عن مورد مالي يسدد به مصاريف دراسته أو يضطر إلى التسجيل بالجامعة في شعبة لم يكن يرغب فيها ولا تتناسب وآفاقه وهو ما يجعله يتخذها حلا غير مرغوب فيه ما يؤدي به إلى تضييع وقته ومستقبله. ويجد معظم الحاصلين على شهادة الباكلوريا بسبب فرض معدلات عالية من أجل ولوج المدارس العليا أو الأقسام التحضيرية، أنفسهم أمام خيار واحد هو الالتحاق بالجامعات، التي تفتح الباب أمام كل من يرغب في التسجيل فيها بكل حرية، إذ لا يفرض فيها معدل محدد، أما الذين يريدون مدرسة فيها عدد مقاعدها محدود فلا بد لهم من الحصول على معدل خاص من أجل إجراء المباراة وانتظار النتائج من أجل معرفة ما إن تم قبوله للدراسة بها أو استحالة ذلك. "أي واحد فينا كيبغي يوصل لواحد النيفو و يقرا شي حاجة كيتمناها، المشكل يكمن في المعدل المحصل عليه، فشهادة الباكلوريا التي تم الحصول عليها بمعدل 10 لن تمكنك من ولوج كلية الطب أو الدراسة بمؤسسات كبيرة في المغرب، وهو ما يجعل من الجامعة الحل الأخير، لأنه إذا ما رغب الطالب في التسجيل بمدرسة خاصة فإن تكاليفها العالية تظل أكبر حاجز". يقول مراد حاصل على شهادة الباكلوريا منذ أيام. وكشف مراد في تصريح ل"الصباح"، أنه يفكر في لوج معاهد التكوين المهني في شعبة لم يكن يفكر بها يوما، إلا أنها تظل الحل الأخير الذي يمكنه من ولوج سوق الشغل نظرا لأن التكوين المهني أصبح مطلوبا، وهو الحل الذي جعله يصرف النظر عن حلمه في أن يصبح طبيبا. من جهته كشف عماد الذي أصبح موظفا مؤقتا في أحد المحلات التجارية العالمية بالمعاريف، أنه اختار الاستعانة مؤقتا بوظيفته الجديدة بعدما حصل على العطلة الدراسية في تخصص الفندقة. وأضاف عماد أنه لم يكن يظن يوما أنه سيختار الفندقة أو أي تخصص في التكوين المهني لأنه كان يمني النفس في أن يدرس شعبة الهندسة، إلا أن حلمه تبخر بعد حصوله على معدل 12 والذي لا يؤهله لذلك، مشيرا إلى أنه أمام حكاية أصدقائه وأبناء الجيران فهم أن الجامعة تعتبر فضاء لتخرج العاطلين في ظل ارتفاع نسبة المجازين الذين ينظمون مسيرات أمام البرلمان للحصول عل فرصة الشغل، وهو ما اضطره إلى الاستعانة بالفندقة التي بدأت تشهد طفرة نوعية في توظيف طلبتها في ظل مراهنة المغرب على السياحة الداخلية والخارجية. محمد بها

التوجيه بعد الباكلوريا… الحيرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خمس سنوات للمعتدي على دركيي آسفي

"بريتيش وورك شوب"... الطريق إلى الشغل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات