المنشطات الميكانيكية…آخر صيحات الخداع

اخترعها مهندس مجري قبل 20 سنة وشكوك في استعمالها بطواف فرنسا وبلجيكية دخلت التاريخ بسببها ظلت رياضة سباق الدراجات لسنوات متهمة بالمنشطات، بالنظر إلى صعوبتها وقوة التحمل التي تتطلبها، قبل أن تتأكد الشكوك بعد اعتراف نيل أرمسترونغ في برنامج تلفزيوني أمريكي بأنه تعاطاها لسنوات وبأن احتكاره لطواف فرنسا، الأصعب في العالم، كان بسببها. بعد هذه الاعترافات وسمعة الطواف التي تلطخت، ظن الجميع أن خداع الدراجين والأندية سينتهي هنا، قبل أن تظهر طرق جديدة للخداع أطلق عليها ”المنشطات الميكانيكية”. ما هي المنشطات الميكانيكة؟ هي طريقة غير قانونية لخداع المنظمين تهدف إلى المساهمة في زيادة قدرات الدراجة من خلال استعمال محركات صغيرة في إطار الدراجة. ويمكن هذا المحرك الدراج من الاستراحة والاحتفاظ بكامل قواه البدنية للأمتار الأخيرة في السباقات لحسمها لصالحه. ورغم أن الشكوك حامت حول الكثير من الدراجين في عدد من السباقات الدولية منذ 2010، إلا أن أول اكتشاف يعود إلى 2016 حين تم العثور على محرك صغير في إطار دراجة المتسابقة البلجيكية فيمكي فان دين دريستشي، خلال بطولة العالم. وأظهر مقطع فيديو أنجزته إحدى القنوات الفرنسية أن بإمكان المحرك أن يزيد من سرعة الدراجة بشكل كبير، كما أنه يمكن الدراج من التسابق بسرعة 50 كيلومترا في الساعة دون تعب. من جانبه أورد التلفزيون الهولندي في برنامج ”بيرو سبور” تصريحات لعدد من الدراجين الذين يؤكدون أن مثل الممارسات موجودة ويمكن أن تولد طاقة كبيرة تصل إلى 150 ”واط”. وقبل اكتشاف أول حالة منشطات ميكانيكية، سبق لمتسابق انجليزي أن حذر الاتحاد الدولي لسباق الدراجات من استعمال عدد من الدراجين لهذا النوع من الخداع للفوز بالسباقات. وحسب عدد آخر من الدراجين فإن أول استعمال لدراجة بمحرك يعود إلى 1979 حين تمكن البلجيكي ويلي ديبوشر باستعمال دراجة بمحرك صغير من الفوز بسباق ”ستة أيام” لغرونوبل، وحين علم باقي الدراجين بالأمر تجمعوا عليه في محاولة للاعتداء عليه من فرط الغضب. برنامج يكشف المستور تقوت الشكوك في الفترة الأخيرة بعد تخصيص قناة ”سي بي إس”الأمريكية لبرنامج ”60 دقيقة، للحديث عن موضوع ”الخداع الميكانيكي. وجاء في تصريحات لعدد من الدراجين ”في الأربع سنوات الأخيرة، استعمل دراجون المنشطات الميكانيكية بطواف فرنسا. خلال نسخة 2015 قيل لنا إنه كان هناك 12 دراجا وضعوا محركات صغيرة في إطارات دراجاتهم”. تصريحات صادمة دفعت مسؤولي الدراجة في العالم إلى اتخاذ كافة التدابير من أجل وقف هذه الظاهرة. وعاد البرنامج أيضا إلى تصريحات المهندس المجري، مخترع المحرك، والذي أكد من خلالها أن عددا من الدراجين المحترفين استعملوا هذه التقنية منذ 1998. "تور دو فرانس"...الشكوك ذكرت مجلة ”ليكسبريس” الفرنسية، أن الدرك الفرنسي قام بتحقيقات معمقة حول استعمال البطل الانجليزي محركا داخل دراجته لتحقيق الفوز في عدد من مراحل طواف فرنسا خلال نسخة 2016. ورغم أن التحقيقات لم تفض إلى أي شيء إلا أن الشكوك استمرت إلى غاية نسخة 2017، لتنجز ”ليكسبريس” ملفا حول الموضوع وتعيد التذكير بهذه الظاهرة الجديدة التي تضرب طواف فرنسا وتنضاف إلى المنشطات العادية. وسبق ل ”نيويورك تايمز”، أن تناولت في أحد أعدادها موضوع حالات الغش صعبة الاكتشاف، والتي تتضمن تطبيق محركات آلية على الدراجات الهوائية ضمن السباقات الدولية والاحترافية، إذ أظهرت أول حالة مؤكدة على تعاطي هذا النوع الجديد من المنشطات، التي تسمى المنشطات الميكانيكية، عندما عثر على محرك صغير على دراجة إحدى المتسابقات البلجيكيات. وتعد حالة المتسابقة البلجيكية الأولى من هذا النوع من المخالفات، التي يتم اكتشافها في بطولة كبرى للدراجات. الاتحاد الدولي يتدخل قبل سنة من الآن، أكد الاتحاد الدولي لسباق الدراجات أنه اكتشف الحالة الأولى لما يسمى المنشطات ”التكنولوجية” وذلك خلال بطولة لسباقات الدرجات على الطريق. واكتشف المسؤولون عن تنظيم أحد السباقات النسائية في إطار بطولة العالم لسباقات الدراجات على الطريق تحت 23 عاما في زولدر البلجيكية، أن المتسابقة البلجيكية فيمكي فان دين دريستشي كانت تستعين بمحرك مساعد في دراجتها. وقال بريان كوكسون رئيس الاتحاد الدولي ”العثور على المحرك ليس سرا على الإطلاق، نعتقد أن الأمر يتعلق بالمنشطات التكنولوجية”. وأشار كوكسون عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر” أنه سيقوم بملاحقة جميع المتنافسين الذين يرتكبون مثل هذه المخالفات. وأضاف كوكسون عبر ”تويتر”: ”الاحتيال التكنولوجي غير مقبول، نرغب في أن تعلم الأقلية التي تفكر في اللجوء إلى هذه الخدعة أن إمكانية الاختباء هنا تتضاءل مع الوقت، آجلاً أو عاجلا سيدفعون ثمن الأضرار التي يتسببون فيها لرياضتنا”. وطبقا للتقارير الصحفية، لم تسمع أي من المتسابقات صوت المحرك الخاص بدراجة المتنافسة البلجيكية التي غادرت السباق قبل نهايته. ويرى كوكسون أن اكتشاف الاحتيال الذي قامت به الدراجة البلجيكية هو خطوة كبيرة في سبيل الحيلولة دون لجوء أحد المتسابقين في المستقبل لمثل هذا الفعل. وتابع ”سنصل إلى من يقوم بالخداع وسنعاقبه لأن التكنولوجيا الخاصة بنا تعمل على اكتشاف مثل هذا النوع من أوجه الاحتيال”. وأدرج الاتحاد الدولي للدراجات، مطلع العام الماضي، ”الخداع التكنولوجي” ضمن قائمة المخالفات الخاصة به، وهي المخالفة التي قد تصل عقوبتها إلى الإقصاء الفوري للدراج وللفريق الذي يمثله أو بالإيقاف لمدة ستة أشهر وفرض غرامات مالية تتراوح بين 100 ألف ومليون فرانك سويسري (بين 98 و980 ألف دولار). وبدأ تنفيذ نظام الرقابة المفاجئ على ”المنشطات التكنولوجية” في العام الماضي عندما تعهد كوكسون باستمرار تطبيق هذا النظام أيضا خلال 2016. يذكر أنه تم تطبيق إجراء رقابي جديد بدءا من انطلاق بطولة العالم للشباب هذا العام، حيث من المنتظر أن يتم اللجوء إليه بشكل روتيني في ما بعد، للكشف عن مثل هذا النوع من الاحتيالات. أرمسترونغ...أشهر متعاط يعتبر الأمريكي لانس أرمسترونغ، أشهر متعاط للمنشطات في مجال الرياضة، خصوصا بعد اعترافه بالأمر في برنامج أوبرا وينفري، الشهير. وبعد اعترافته ومصادقة الوكالة الدولية للمنشطات تقرر تجريده من ألقابه السبعة التي فاز بها بطواف فرنسا، وعوقب بالتوقيف مدى الحياة من قبل الاتحاد الدولي. وقال بات ماكويد الرئيس السابق للاتحاد الدولي للدراجات مؤكدا التصديق على العقوبات، ”لم يعد هناك مكان للانس ارمسترونغ في رياضة سباق الدراجات.” وفي عاشر اكتوبر 2012، اصدرت الوكالة الامريكية لمكافحة المنشطات تقريرا بشان ارمسترونغ زعمت فيه أن المتسابق الأمريكي المعتزل تورط في ”أكثر برامج المنشطات تعقيدا على مدار تاريخ الرياضة.” وشهد زملاء سابقون لارمسترونغ في فريقي ”يو.اس. بوستال” و”ديسكفري”، ضد المتسابق الامريكي الذي فاز بألقابه في سباق فرنسا بين 1999 و2005 وفرضت عليهم السلطات الامريكية عقوبات مخففة بعد اعترافهم. وأضاف ماكويد الذي تكافح مؤسسته منذ فترة طويلة مشاكل المنشطات ”هذه ليست المرة الأولى التي تصل فيها رياضة الدراجات الى مفترق طرق ويتعين عليها البدء من جديد.” فيمكي تدخل التاريخ دخلت الدراجة البلجيكية فيمكي فان دين دريستشي، التاريخ من أوسع الأبواب ليس لأنها بطلة عالمية في رياضة سباق الدراجات، ولكن لأنها أول من ثبت استعمالها للمنشطات الميكانيكية في دراجتها خلال بطولة العالم. فيمكي فان دين دريستشي، من مواليد 27 غشت 1996 بأس ببلجيكا، فازت في 2011 ببطولة بلجيكا للشباب، وبعد سنة من ذلك فازت بلقب للكبار، وبعد أربع سنوات فازت بلقب بطولة أوربا. بداية من 2016، قرر الاتحاد الدولي سحب كل الألقاب التي فازت بها بعد ضبطها متلبسة بما أسماه بلاغ رسمي ”المنشطات التكنولوجية”. وتعود فصول فضيحة البطلة البليجيكة إلى 30 يناير 2016 حين قرر محققون للاتحاد الدولي القيام بمراقبة لكل الدراجات المشاركة في بطولة العالم ببلجيكا، ورغم أن البطلة البلجيكية قررت الانسحاب من المسابقات بعد الحادثة التي وقعت لها، إلا أن المحققين طالبوا بتسلم دراجتها من أجل التحقيق. بعد عملية مراقبة عادية تمكن المراقبون من اكتشاف محرك صغير في إطار دراجة البطلة، ورغم أنها صرحت في اليوم الموالي أن الدراجة لا تعود لها وبأنها لم يسبق لها الغش قبل ذلك، إلا أن الاتحاد الدولي تشبث بنتائج التحقيقات. بعد مداولات دامت أشهرا قرر الاتحاد الدولي توقيف البطلة البلجيكية لست سنوات وتغريمها 18 ألف أورو، إضافة إلى تجريدها من كافة الألقاب التي فازت بها سواء ببلدها أو بأوربا. إعداد: أحمد نعيم

المنشطات الميكانيكية…آخر صيحات الخداع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كأس الصداقة مهددة بالإلغاء

جمع الرجاء دون موعد بعد التأجيل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات