الجزائر تفقد صفة بوابة إفريقيا

ماكرون كسر قاعدة سار عليها جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند وجهت الرئاسة الفرنسية صفعة قوية للجارة الشرقية، عندما أكدت أخبارا متداولة منذ أسابيع بخصوص زيارة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الجديد للمغرب قبل الجزائر، والتي كسر من خلالها تقليدا كان قائما منذ عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، إذ كانت الجزائر دائماً هي المحطة الأولى في زيارات الرؤساء الفرنسيين إلى المغرب العربي. وأشعل قرار ماكرون كسر القاعدة، التي سار عليها ثلاثة رؤساء فرنسيين سبقوه إلى قصر الإليزيه، وهم جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، فتيل تساؤلات كثيرة داخل قصر المرادية والإعلام الموالي للجيش الحاكم، خاصة في ما يتعلق بالخلفيات التي دفعته إلى كسر هذا التقليد، الذي ما فتئ يتأكد، فإذا كان شيراك وساركوزي قد زارا الجزائر كأول محطة في جولة مغاربية، فإن هولاند اختار كذلك أن تكون أول زيارة دولة له إلى الجزائر، وذلك خلال دجنبر 2012، وهو ما جعل ولايته تمر عصيبة على العلاقات بين الرباط وباريس. بالمقابل، اختار ماكرون أن يسير عكس سابقيه، مع أنه لما كان مرشحاً للرئاسة زار الجزائر أولا، واستقبل فيها استقبال الرؤساء، والتقى بوزير الخارجية ووزير الصناعة ورئيس الوزراء السابقين، كما أنه لأول مرة كسرت السلطات الجزائرية واجب التحفظ ما بين الانتخابات الرئاسية الفرنسية، عندما أعلنت على لسان وزير خارجيتها السابق رمطان لعمامرة عن مساندتها لماكرون على حساب مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. أكثر من ذلك، فقد ذهب لعمامرة حد القول إن ماكرون صديق الجزائر، بل إن المرشح ماكرون أدلى بتصريحات غير مسبوقة عن الاستعمار الفرنسي في الجزائر الذي وصف جرائمه بأنها جرائم ضد الإنسانية، وهو ما أثار عليه زوبعة من النقد في فرنسا، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات بخصوص مدى التزام ماكرون بتصريحاته عند انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية. لكن ستنقلب الآية تماما عند صدور بيان قصر الإليزيه، الذي أكد أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور المغرب غدا (الخميس) لمدة 48 ساعة يلتقي خلال خلالها بالملك ، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد تحدث هاتفيا مع عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري ، وأكد له أنه سيزور الجزائر خلال الأسابيع المقبلة، مع التأكيد على تمسكه وإرادته في بناء علاقات صداقة وثيقة مع الجزائر، باعتبارها شريكا إستراتيجيا بالنسبة إلى فرنسا. وهاجمت الصحافة الجزائرية اختيار المغرب كأول وجهة للرئيس الفرنسي الجديد، معتبرة أن ذلك إن لم يكن بالاتفاق مع قصر المرادية، ومراعاة لظروف الرئيس، قد يكون انطلاقة خاطئة لماكرون في علاقته مع الجزائر، وأنه سيؤكد الشكوك التي حامت حول مدى التزامه بوعوده الانتخابية، وبتصريحاته التي أدلى بها في الجزائر لما كان مرشحا للرئاسة، خاصة عندما اعتبر الجزائر بلدا محوريا في المنطقة، وأنه يفضل أن يتعامل مع القارة الإفريقية عبر الجزائر. ويجسد القرار منعطفا جذريا في السياسة الخارجية لفرنسا، مقارنة بما فعله من سبقوه إلى قصر الإليزيه، وخاصة الرئيس فرانسوا هولاند الذي عرفت العلاقات بين البلدين خلال فترة حكمه هدوءا وتقدما في الكثير من الملفات، بما في ذلك ملف الذاكرة والماضي المشترك بين البلدين، وهو الملف الذي كان دائما سبب التوتر في العلاقات. ياسين قُطيب

الجزائر تفقد صفة بوابة إفريقيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إسرائيل تحرمه من الأولمبياد

ماكـرون بالمغـرب... زيـارة الاستمراريـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات