التشوير الجديد يغتال محلات وسط البيضاء

مبيعاتها تراجعت بناقص 40 % خلال أسبوع وأصحابها يطالبون برفع الحصار عنهم بررت اللجنة المكلفة بتنظيم حركة السير بولاية بالبيضاء اعتماد المخطط الجديد للتنقل وسط العاصمة الاقتصادية بتسهيل حركة المرور داخل المحاور الطرقية بقلب العاصمة الاقتصادية. وأصبح بمقتضى مخطط المرور الجديد بوسط المدينة، الذي دخل حيز التنفيذ في نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري، عدد من الشوارع باتجاه واحد، وهكذا فإن مستعمل شارع لالة الياقوت عليه التنقل في اتجاه واحد نحو شارع باريس ، فشارع الجزائر، ثم شارع الراشدي ومرس السلطان ورحال المسكيني الذي يقود من جديد إلى شارع لالة الياقوت، وذلك في حلقة دائرية، كما تم تغيير اتجاه بعض الطرق داخل هذه الدائرة، مثل زنقة ليبيا وبشير لعلج وواد سوس وليمونة والأمير مولاي عبد الله وفرحات حشاد والوحدة والصنوبر. ويؤكد المشرفون على المخطط أن تغيير مسارات شوارع بوسط المدينة يعد مرحلة أولى في المخطط، الذي سيتم تعميمه ليشمل مختلف شوارع العاصمة الاقتصادية. لم تمر سوى أسابيع على بداية العمل بمخطط التنقل والتشوير الجديد الذي اعتمد بوسط المدينة حتى بدأت تتعالى أصوات الاحتجاجات بعد الانعكاسات السلبية لنظام التنقل الجديد، خاصة من قبل أصحاب الأنشطة التجارية الذين أصبحوا محاصرين داخل دائرة ذات اتجاه واحد جعلت زبناء المحلات التجارية بهذه المنطقة يتيهون في متاهات من الاتجاهات الممنوعة ويجدون صعوبة في إيجاد مخرج للوصول إلى المحلات التي اعتادوا التبضع منها. وحتى إذا تمكنوا من الولوج إلى وسط المدينة يجدون صعوبة في ركن سياراتهم، ما جعل العديد منهم يغيرون وجهتهم نحو مراكز تجارية أخرى، مثل المعاريف أو "انفا بلاص" أو موروكو مول" بعين الذئاب. هجرة اضطرارية وأدت هذه الهجرة الاضطرارية لزبناء محلات وسط المدينة إلى تأثر واضح للحركة التجارية بها، إذ أصبح أصحاب أغلب المحلات التجارية بالمنطقة، خاصة بساحة الأمير مولاي عبد الله، المعروفة اختصارا بـ " لو برانس" ينشون الذباب، في انتظار زبون قد يأتي أو لا يأتي. محلات تظل فارغة طيلة اليوم، رغم كل المحاولات التي يحاول أصحابها استعادة الرواج الذي كانت تعرفه سابقا، إذ لم تنفع لافتات التخفيضات، التي يمكن أن تصل نسبتها إلى ناقص 70 %، في جلب اهتمام الزبناء. تبدو خيبة الأمل واضحة على محيا تجار المنطقة، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين داخل دائرة يصعب الولوج إلى وسطها. وأفاد علي بوفتاس، رئيس جمعية الصفاء للتجار وأرباب المهن الحرة والخدمات لوسط المدينة، في تصريح لـ"الصباح" أن التجار بالمنطقة يتساءلون عن الإجراءات المواكبة التي كان من المفروض أن تصاحب مخطط السير الجديد، لتفادي الانعكاسات السلبية لتغيير التشوير وتحويل مسارات الشوارع والأزقة المؤدية إلى المنطقة. وأكد أن الحركة التجارية تأثرت بمد خط الطرامواي بشارع محمد الخامس وجاء التشوير الجديد ليقضي على ماتبقى من حركة، إذ وجد التجار أنفسهم محاصرين داخل دائرة التشوير الجديد. وأشار إلى أن الرواج تراجع بشكل ملحوظ، بعد أسابيع قليلة من دخول التشوير الجديد حيز التنفيذ. وأكد أن تجار وسط المدينة ومحمد الخامس أصبحوا دون ولوجيات وتحولت ساحة مولاي عبد الله إلى منطقة مهجورة، ما انعكس على الحركة التجارية بها، إذ تراجعت مبيعات المحلات التجارية بناقص 40 %، خلال الأسبوع الأول من تفعيل مخطط السير والتشوير الجديد. استياء عارم لا يكتفي تجار ساحة مولاي عبد الله بالتعبير عن استيائهم من الوضع، بل يحاولون تقديم بعض المقترحات التي من شأنها أن تقلل من الانعكاسات السلبية على نشاطهم، مثل السماح بركن السيارات بالقرب من الساحة أو فتح مرائب السيارات التي أصبحت جاهزة وما تزال مغلقة أمام العموم. واعتبر بوفتاس أنه كان على المسؤولين الإسراع بفتح مرأب ركن السيارات بالقرب من شارع الراشدي، قبل تنفيذ مخطط التشوير الجديد، إذ من شأن ذلك أن يمكن زبناء هذه المحلات من ركن سياراتهم والتوجه نحو ساحة الأمير مولاي عبد الله والمتاجر الموجودة بوسط المدينة مشيا على الأقدام. وأوضح بوفتاس أن تجار وسط المدينة ليسوا ضد تنظيم حركة المرور لضمان سيولة أكبر داخل شوارع وسط المدينة والتخفيف من الاكتظاظ، لكن ذلك يجب أن يتم بتشاور مع كافة الأطراف المعنية، لتفادي أي انعكاسات سلبية على النشاط التجاري بالمنطقة. وأكد أن تجار وسط المدينة يطالبون السلطات المحلية بفتح الحوار مع جمعيتهم، من أجل تدارس السبل الكفيلة بتقليص الانعكاسات السلبية على نشاطاتهم. الراجلون أيضا وليس تجار وسط المدينة وحدهم الذين يشتكون من التشوير الجديد، بل مختلف مستعملي الشوارع والأزقة التي شملها نظام السير المعتمد منذ الأسبوع الأول من ماي الجاري، إذ أن عددا من أصحاب السيارات أكدوا لـ"الصباح" أن المرور من هذه المنطقة تحول إلى جحيم بسبب تحويل مسارات شوارع إلى اتجاه واحد وجعل المرور ببعض الأزقة ممنوعا. وصرح عبد الله حمدي، موظف بإحدى الوكالات البنكية بوسط المدينة، أن الوصول إلى مقر عمله أصبح يتطلب وقتا طويلا، إذ يتعين عليه أن يقطع مسافة أطول مما كان في السابق، مضيفا أنه أصبح يفكر جديا في ترك سيارته وأن يستقل وسائل النقل العمومي، لكن غياب خط طرامواي يمر من القرب من مسكنه يضطره إلى استعمال سيارته الخاصة في التنقل. أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة يشتكون، بدورهم من التشوير الجديد، الذي يتسبب لهم في مشاكل مع زبنائهم الذين يرغبون في الوصول إلى وسط المدينة، إذ يرغمهم نظام السير الجديد بوسط المدينة على السير مسافات أطول، ما يجعل سعر الرحلة مرتفعا بالنسبة إلى زبنائهم الذين اعتادوا أن يؤدوا مبلغا أقل، بالنسبة إلى الرحلة ذاتها، ما يجعلهم يتهمون سائق الطاكسي بالزيادة في التعريفة. ويتضح أن المسؤولين على تنزيل مخطط السير وسط المدينة لم يأخذوا يعين الاعتبار كل هذه الجوانب قبل تحديد الاتجاهات المعتمدة، وأنهم فضلوا سياسة فرض الأمر الواقع بدل اعتماد مقاربة تشاركية تأخذ بعين الاعتبار مصالح كل المعنيين بنظام السير الجديد. عبد الواحد كنفاوي

التشوير الجديد يغتال محلات وسط البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سالينا"... بداية ظاهرة

تسليم سلاح المقاومة إلى القيادة بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات