تسليم سلاح المقاومة إلى القيادة بالبيضاء

حسن مرزوق...ذاكرة "الخياط" (4) حسن مرزوق، الملقب في صفوف المقاومة بـ"الخياط"، يروي قصة التحاقه بالعمل السياسي ضمن حزب الاستقلال في سن مبكرة، قبل أن يلتحق بصفوف المقاومة المسلحة بالجنوب الشرقي. تجربة كلها مطاردات واعتقالات. تعيين عدي أوبيهي عاملا على إقليم الرشيدية وهو المعروف بحقده الدفين على حزب الاستقلال < لكن بعد عودة محمد الخامس من المنفى، كيف أصبحت وضعيتكم؟ < حين عاد محمد الخامس من المنفى في 16 نونبر، كان أغلب المقاومين بكلميمة والقنيطرة رهن الاعتقال، وقد حضر الكومندار كاستيم إلى السجن، وأكد لنا أنه لم يعد مسؤولا عن وضعيتنا واستمرار اعتقالنا، وأن الأمر أصبح بيد السلطات المغربية، وهي من سيقرر في مصيرنا. وبعد احتجاج عدد من المقاومين داخل القصر الملكي بالرباط على استمرار اعتقال عدد من الوطنيين بالقنيطرة وكلميمة، إطلق سراحنا بعد شهر على عودة محمد الخامس من المنفى. بعد تجربة حكومة البكاي، تكونت الحكومة الثانية التي ترأسها أحمد بلافريج، التي أصدرت قرارا يمنع حمل السلاح أو الاحتفاظ به، ويدعو إلى تسليم كل القطع إلى السلطات، وكان المعنيون بهذا القرار هم المقامون. وبالنسبة إلينا في كلميمة، اخترنا طريقا آخر، وفضلنا أن نقوم بجمع الأسلحة التي كانت لدى بعض المقاومين، وكلفت رفقة يوسف أوموحا بنقلها إلى مركز قيادة المقاومة بدرب عمر بالبيضاء، مخبأة في سلل من القصب مملوءة التمر، تسلمها منا أحمد الطويل ومقاومون آخرون لا أعرفهم. < هل بهذا العمل انتهت تجربة المقاومة التي خضتموها في المغرب؟ < هنا انتهت فصول حمل السلاح، والعودة من جديد إلى العمل السياسي داخل حزب الاستقلال ، حيث أشرفت من جديد على إعادة تأسيس مكاتب الحزب بالمنطقة. وبعد ثلاثة أشهر على ذلك، عين الملك عدي أوبيهي عاملا على إقليم الرشيدية، وهو الرجل المعروف بحقده الدفين لحزب الاستقلال وللوطنيين، ولكل ما ليس بربريا. قررنا في الحزب زيارته للمطالبة باسترجاع أموال المقاومين التي تم تحصيلها من قبل الفرنسيين، حيث كلفت أنا وبركة أوعلي بزيارته، بعد أن أكد لنا الحاكم الفرنسي أنها توجد في مقر العمالة، وأن من يرغب في استرجاعها، عليه الاتصال بسلطات العمالة، حيث طلب منا إحضار الوصولات التي كانت بيد مقاومي كلميمة وأيت عطا وتلوين. حين زرنا العمالة، مرفوقين بكل الوثائق كان في استقبالنا مساعد عدي أوبيهي، المسمى هاشم أوفقير، الذي سلمناه الوصولات، وانصرفنا دون أن نسترجع المبالغ المالية. في تلك الفترة، ستبدأ المضايقات والاعتقالات في صفوف المقاومين بالمنطقة، ومن بين المقاومين الذين شملتهم الحملة، عبدالله الفيلالي من البيضاء، الذي كان في زيارة إلى مسقط رأسه، وهو المعروف بنشاطه داخل حزب الاستقلال. بدأت نوايا عدي أوبيهي تتضح أكثر من خلال تكثيف الاتصالات مع القوات الفرنسية في منطقة بشار بالجزائر، حيث بدأت الأسلحة تتدفق على المنطقة، وبدأنا نستشعر خطورة الوضع المحدق بالمنطقة، ما دفعنا إلى الاتصال بالأمانة العامة لحزب الاستقلال، لوضعها في صورة ما يدبر ضد الحزب، لكن دون جدوى، قبل أن تتعمق الأزمة، ويطلب منا الحضور إلى الرباط للقاء محمد الخامس. برحو بوزياني

تسليم سلاح المقاومة إلى القيادة بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التشوير الجديد يغتال محلات وسط البيضاء

التعليم في مقدمة أولويات المغاربة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات