وجه المنسحبون من المكتب السياسي للاتحاد انتقادات لاذعة لإدريس لشكر الكاتب الأول، إذ اعتبروا أن الاتحاد أصبح يعيش تناقضات كبيرة غذتها طرق التدبير وسياسة "فرق تسد". وأوضح محمد الدرويش أحد هؤلاء أن الاتحاديين عاشوا مرارات عديدة، لكن أملهم في اتحاد قوي واقتناعهم بشرعية نتائج المؤتمر الوطني التاسع وانخراطهم في مشروع القيادة الحالية جعلهم يصمتون عن التناقضات والاختلافات، وأن الجامع بينهم الحرص على أن لا يشوش أحد على القيادة، خاصة أن الأمر يتعلق بمرحلة فاصلة بين نهاية دورة مسؤوليات القيادة الحزبية وتاريخ المؤتمر الوطني العاشر، وذلك بذريعة أن هاته الفترة يجب أن تكون فترة نقاش هادئ ومسؤول لكل القضايا التي عرفها حزبنا. واعتبر الغاضبون أن مبادرتهم، التي تمت بالبيضاء يوم 9 ابريل 2017 ليست ضد أحد ولا مع أحد، بل هي اتفاق على تسوية الاختلاف وفق شروط موضوعية ، في مقدمتها أن وحدة الحزب خط أحمر وثانيها أن لا زعامة لأحد على أحد، وثالثها ألا ناطق رسميا لها، ورابعها الالتزام بالأخلاق وعدم الانجرار إلى الرد والرد المضاد، على اعتبار أنهم ليسوا تيارا ولا حركة تصحيحية ولا في حرب مع أحد. ويجمع المتمردون العشرة على "ضرورة العمل من أجل استعادة كل الطاقات والموارد والعمل فعلا على استعادة المبادرة بيننا أولا، وزرع الأمل في النضال والحياة حتى نستعد للمؤتمر الوطني العاشر في جو نضالي يحضر فيه ما يجمع الاتحاديين وتغيب عنه الأفاعيل والمقالب والأكاذيب لأننا نريده مؤتمر الوحدة الحزبية، الذي يؤسس لتعاقد جديد مع المجتمع". ولم يتردد أعضاء المكتب السياسي الرافضون لمنطق "ضرب هذا بذاك"، في اتهام القيادة الحالية بتحويل الاتحاد إلى ناد من أندية الفعل السياسي، معتبرين أن هذا المآل لا يرضاه أي اتحادي لحزبه، وأن المؤتمر يجب أن يناقش بكل حرية ودون تعصب كل القضايا الوطنية ويمثل كل الاتحاديين والاتحاديات بأجيالهم المختلفة ومستوياتهم الاجتماعية وغيرها، وأن يجد كل اتحادي نفسه فيه. وسجل الدرويش في تصريح لـ "الصباح" أن الحزب في مرحلة فاصلة يجب أن تكون فترة نقاش هادئ ومسؤول لكل القضايا التي عرفها حزبنا، ومعنى ذلك أن الأمر لا ينحصر في آخر مهمة قبل الذهاب للمؤتمر وهي المفاوضات الحكومية، وذلك في إشارة إلى أن ربط الرغبة في فتح النقاش بمسألة الاستوزار مغالطة غير صحيحة، لأن المبادرة تروم فتح النقاش في مشاريع الأوراق وما حصل بين المؤتمرين و علاقات الحزب بالنقابات والجمعيات والأحزاب وكل القرارات التي اتخذت، على اعتبار أن الذي من حقه تقييم المرحلة بين المؤتمرين التاسع والعاشر هم المناضلات والمناضلون، سواء في الأجهزة الحزبية محليا أوإقليميا وجهويا ووطنيا والمؤتمرون. ي. ق